بسبب عقوبات روسيا.. تحذيرات شديدة اللهجة من النقد الدولي للاتحاد الأوروبي
وجه صندوق النقد الدولي، تحذير شديد اللهجة إلى الاتحاد الأوروبي، من التعرض لركود اقتصادي عميق نتيجة التوتر حول أوكرانيا والعقوبات ضد روسيا، لافتًا إلى أن الاقتصاد العالمي برمّته سيتأثر بالعواقب السلبية.
وجاء في تقرير تحليلي لصندوق النقد الدولي، تم نشره في مدونته الرسمية الثلاثاء، أن العقوبات غير المسبوقة ضد روسيا ستضر بالتعاون الاقتصادي والتجارة في أوروبا، ما سيؤدي إلى ركود عميق هناك.
وأشار التقرير كذلك إلى أن أوروبا الشرقية ستواجه مزيدا من المخاطر المالية وتدفق الاجئين.
وبشأن الولايات المتحدة، لفت التقرير إلى أن صلاتها بروسيا وأوكرانيا ليست قوية، لكن التضخم فيها قد وصل إلى أعلى مستوى منذ 4 عقود، والأسعار قد تستمر بالارتفاع لأن الاحتياطي الفدرالي يبدأ بزيادة نسبة الفائدة.
واعتبر المحللون أن الاقتصاد العالمي بأسره سيتأثر بعواقب الأزمة، وهي ستتمثل في ارتفاع التضخم وتباطؤ النمو الاقتصادي بنتيجة ارتفاع أسعار الوقود والأغذية ما سيؤدي إلى تراجع المداخيل وهبوط الطلب.
وكانت قد سجلت مؤشرات الأسهم الأوروبية، تراجعًا في ختام جلسة تعاملات اليوم الثلاثاء، جاء ذلك بالتزامن مع ضعف معنويات الأسواق في ظل ترقب المحادثات الروسية الأوكرانية واجتماع الاحتياطي الفيدرالي.
وأجرى المسؤولون من روسيا وأوكرانيا المزيد من المحادثات اليوم في محاولة للتوصل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار وإيجاد حل وسط بين المطالب الروسية والأوكرانية.
في هذه الأثناء، سيطر الترقب على الأسواق المالية حول العالم لانعقاد اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي، إذ من المقرر أن يعلن البنك قراره غدًا بشأن معدل الفائدة، وسط توقعات باتجاه البنك لرفع الفائدة للسيطرة على معدل التضخم.
عمليات الإغلاق في الصين
وفي سياق منفصل، أثقلت عمليات الإغلاق في الصين على معنويات الأسواق، بعدما ارتفعت إصابات “كورونا” في البلاد لمستويات قياسية، ما دفع بعض الشركات إلى تعليق أعمالها.
أما عن البيانات الاقتصادية، فأظهرت بيانات هيئة الإحصاءات الوطنية البريطانية تراجع معدل البطالة في البلاد لأدنى مستوى في عامين، إذ سجل 3.9% في فترة الأشهر الثلاثة المنتهية في يناير وهو ما يمثل تراجعًا بنحو 0.2% على أساس فصلي، فيما أضاف الاقتصاد 275 ألف وظيفة خلال فبراير عند 29.7 مليون وظيفة.
وانخفض مؤشر “ستوكس 600” الأوروبي بنسبة 0.3% أو ما يعادل نقطة واحدة عند 435 نقطة، فيما سجل “داكس” الألماني تراجعًا هامشيًا 0.09% (-12 نقطة تقريبًا) عند 13.917 ألف نقطة.
كما تراجع “فوتسي 100” البريطاني بنسبة 0.2% (-18 نقطة تقريبًا) عند 7175 نقطة، فيما انخفض “كاك” الفرنسي بنفس النسبة (-15 نقطة) عند 6355 نقطة.
وتراجعت أسعار النفط اليوم الثلاثاء لتصل إلى أدنى مستوى لها في أسبوعين، يأتي الهبوط الجديد بعد أن خففت محادثات وقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا المخاوف من تعطل آخر للإمدادات النفطية، في حين أثارت الإصابات بفيروس كورونا في الصين مخاوف إزاء تباطؤ الطلب على الخام.
أسعار النفط اليوم
انخفضت العقود الآجلة لخام برنت 5.95 دولار أو 5.6 بالمئة إلى 100.95 دولار للبرميل بحلول الساعة 0747 بتوقيت جرينتش بعد أن هوت بما يزيد على ستة دولارات إلى 100.05 دولار في وقت سابق من الجلسة.
كما انخفض خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي إلى ما دون مستوى 100 دولار لأول مرة منذ الأول من مارس/آذار الجاري، لينزل 5.49 دولار أو 5.3 بالمئة إلى 97.52 دولار للبرميل بعد أن انخفض إلى 96.70 دولار في وقت سابق من الجلسة.
وانخفض كلا الخامين بما يزيد على خمسة بالمئة أمس.
الحرب الروسية الأوكرانية
وتأتي هذه الخسائر الحادة بعد نحو أسبوع من وصول سعري خام غرب تكساس وبرنت إلى أعلى مستوياتهما في 14 عاما على خلفية حرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أوكرانيا والمخاوف المتعلقة بالإمدادات إثر حظر الولايات المتحدة وبريطانيا واردات الخام من روسيا.
وقال توشيتاكا تازاوا المحلل لدى شركة فوجيتومي للأوراق المالية "عززت التوقعات بحدوث تطورات إيجابية في محادثات وقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا الآمال في تخفيف شح (المعروض) في سوق الخام العالمية".