هل يستجيب الحوثيون لدعوة خليجية لإجراء مشاورات في الرياض لتضميد الجراح اليمني؟
يمر العالم بمرحلة تحولات جيوستراتيجية وجيوسياسية في ظل الحرب الروسية الأوكرانية لوقف تمدد الناتو تجاه الجوار الروسي، مما جعل الولايات المتحدة وبريطانيا يضغطان على السعودية لضخ مزيد من النفط في السوق تعويضا عن النفط الروسي المتوقع وضعه ضمن قائمة العقوبات أو لخفض أسعار النفط لينضم إلى العقوبات الاقتصادية على روسيا لوقف حربها في أوكرانيا، لكن فوجئت أمريكا أن السعودية والإمارات رفضتا اتصالات من بايدن للأمير محمد بن سلمان والشيخ محمد بن زايد من أجل إقناعهما بضخ مزيد من النفط في السوق وفق صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية.
باعتبار أن الولايات المتحدة تشترك في مصالح مهمة للغاية مع دول الخليج بما في ذلك إمدادات الطاقة العالمية، ووعد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الرئيس الفرنسي ماكرون من أن السعودية بأن السعودية تراقب الأوضاع في سوق الطاقة وأنها تتدخل في الوقت المناسب في إطار التنسيق مع منظمة أوبك+، وعندما أعلنت الإمارات أنها يمكن ضخ مزيد من النفط في السوق انخفضت الأسعار مباشرة بعد هذا التصريح، اتصل فورا الرئيس بوتين بالشيخ محمد بن زايد وبحث معه تنفيذ ما جرى الاتفاق عليه ضمن إطار مجموعة أوبك+ لكن الإمارات أكدت أنها تلتزم باتفاقات أوبك+، مما جعل أمريكا تلجأ مع حلفائها الإفراج عن 60 مليون برميل إضافية من المخزونات لدى الدول لضبط أسعار السوق، خصوصا بعد كشف بيانات معلومات الطاقة الأمريكية ارتفاع الطلب على النفط في الولايات المتحدة 10% على أساس سنوي إلى 20.8 مليون برميل يوميا في ديسمبر 2021 وهو المستوى الأعلى منذ أغسطس 2019.
أحدث رفض الأمير محمد بن سلمان والشيخ محمد بن زايد التحدث مع بايدن بشأن أوكرانيا والنفط ضجة كبيرة في الأوساط السياسية العالمية، حتى أن مذيع فوكس نيوز وعضو الكونغرس يسخران من رفض السعودية لطلب بايدن، وقال السيناتور ماركو روبيو تعليقا على رفض الأمير محمد بن سلمان التحدث إلى بايدن أشار إلى بايدن بقوله إذا كنت ستطالبهم بضبط النفس عندما يتعرضون للهجوم من قبل إيران فسوف يمارسون أيضا ضبط النفس عندما تهاجم روسيا دولة أوربية.
إنهاء الجرح النازف في اليمن
أرادت السعودية استثمار هذه المواقف في إنهاء الجرح النازف في اليمن بعد مرحلة تردد الولايات المتحدة واتخاذ مواقف ضبابية حول الأزمة اليمينة الذي يرتبط ارتباطا مباشرا بالملف النووي والذي تحاول إيران مقايضته بملفها في فيينا.
أكد مسؤولان خليجيان في 15/3/2022 من أن مجلس التعاون الخليجي يدرس إمكانية دعوة جماعة الحوثي وأطراف يمينة أخرى، لإجراء مشاورات في الرياض بين 29 مارس و 7 أبريل حال موافقة الحوثيين على الحضور تتناول الجوانب العسكرية والسياسية والاقتصادية للحرب بين الحوثيين المتحالفين مع إيران، وتحالف دعم الشرعية الذي تقوده السعودية، وسبق أن وضع مجلس الأمن الحوثيين على قائمة الإرهاب وفرض حصار على تهريب الأسلحة إليه بضغط دول التحالف بقيادة السعودية، كما تم وضع الحوثيين على قائمة الإرهاب من قبل مجلس وزراء داخلية العرب.
هذه الدعوة استجابة في إطار مبادرة ترمي إلى مساعي السلام التي تقودها الأمم المتحدة، وستكون المحادثات في الرياض بعدما فشلت كل الجهود السابقة في مسقط عام 2015 وفي الكويت عام 2016 وفي استكهولم عام 2018، وسيكونون ضيوفا على نايف فلاح الحجرف الأمين العام لمجلس التعاون في مقر المجلس بالرياض بضماناته الأمنية إذا ما قبلت الجماعة الدعوة للمشاركة في المحادثات، وإذا لم تقبل فسيكون لدول التحالف العذر في مواصلة انقاذ اليمنيين من مليشيات الحوثي التابعين لإيران، التي هي الأخرى علقت المحادثات الاستكشافية للجولة الخامسة بعدما أعدمت السعودية الجواسيس التابعين لها والذين أقدموا على ترويع الآمنين وقتل الجنود الأبرياء الذين يحفظون الأمن، واستبقت السعودية إعدام هؤلاء الجواسيس لأن السعودية ترفض مقايضتهم بأي ملف لأنهم هددوا امن المواطنين ولن تتراخى السعودية في التضحية بأمنها، وترفض السعودية أن تكون تلك المحادثات من أجل المحادثات فقط أو من أجل مفاوضاتها في فيينا.