مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

سامر الساعدي يكتب: حوار بين شعب ووطن!

نشر
الأمصار

الشعب.. يا وطني بالرغم من الحزن الساكن فينا ليل نهار والمخيم علينا عجافاً لا نستطيع البوح فيه سراً ولا علناً، الحزن الصامت القاهر من جراء ما شهدته  يا  وطن  في الايام السابقة والايام الحاضرة  نبقى نتشبث في الامل الوردي   والعودة  الى  ترابك  وحضنك  الذي غاب حلمه عنا في جمع الليالي ، وطالت ايامه ودارت وتساوت احزاننا  عليك يا  وطني، افترستك  نياب السباع من نهشاً ونهباً مما اثقلتك بالجراح  لكن  تبقى  انت  العراق  وطني  وعزتك  وجلالك  سأرفع  اسمك  مهما  حُييت  ونبقى  ننادي (بالروح  بالدم  نفديك  يا  عراق))

الوطن..
يا شعبي  الصابر صعباً  ان  تروا  وطناً ذبيحا ولا تستطيعوا اسعافه من جزاريه والحزن والحيرة الجمت افواه  كانت باسمة واتلفت الشوراع والابنية بعقود وهميةً فاسدة ، بذات النفوس الغير وطنية محبة للشخصنة والفئوية تهدمت آمال الشباب الطامحة بحرقة دموع اليتامى والثكالى في عيد رمضان واضحى! 
حزني  عليكم  يا  شعبي غيمت سمائي  بحسرات وامنيات وتطلعات حتى اخرجكم من النفق المظلم الموحش وتزدهر  ارضي  ويكون  الوطن  هو  بيتكم  الكبير  الآمن.

الشعب إلى الوطن..
فلذة كبي نور عيني ضيء بصري  مالي ارآك حزين شاحب اللون مصفرة اوراقك مصخرة ( مصبخةً ) ارضك جافةًً انهارك مملوءةً افئدة المهاجرين لك شوقاً  يا كعبة المجد والخلود يا قبلة الاسود نفتخر  ان نكون حراسك ،  لا  أراك  مثل  السابق  رشيق  جميل  اخضر  صافي  وفير   حنين ذو  سيادة.
ياوطني  ذرفت  عيناي  دمعا ً جاري ومن   الشوق متخم ً  لرؤياك  مثل  السابق  فوحقك  وحق  حضارتك  واسمك  وتاريخك  اني  احبك  كحب  امي  وابي  واخوتي  وأبنائي.

الوطن الى الشعب

يا شعبي ليس لي حيلة وقل صبري من الحكام فأنا في عز شبابي واصابني مرض عضال بالحوكمة الحاكمة ، فمنذ قرون عديدة اعاني السلب والنهب في خيراتي التي تذهب خارجاً عبر الحدود 
فانتم يا شعبي المسكين تعيشون فقراء في ارض السواد ،
فحزني عليكم وعلى ما اصابكم قصمت ظهري واحدودب عليكم ،يا عيالي المهم انتم تأكلون وتلبسون ويظمر  حزنكم فالحزن الذي ضاركم ضرني كثيراً ...
وانا سوف انتظر حُلتي الجديدة لعلي البسها في عيداً من الاعياد.!
كثر حزني  وشاخت اوراقي وانا في عز ربيعي وقل فيضي من الودق الماطر  وتكالبت  عليه  الخونة  والمرتزقة  ونهبت  كل  خيراتي  التي  هي  من  حصتكم  وانا  لا  حول  ولا قوة  لكن  سوف  يأتي  يوم  الكل  يتحاسب  ويتعاقب  فأنا  اقمت  دعوى الى  الله  والله  يمهل  ولا  يهمل.

الشعب  إلى  الوطن…
 حكاية  وطن   مؤلمة وشائكةً تروي متاهةً في طريق مسدود وضياع في غابةً ليس لها خارطة او عنوان ، 
فالبوصلة التي معنا تكسدت وتعطلت ولا ترمز لنا على طريق النجاة ،  تعبت الاقدام ونحلت الاجساد من قلة الغذاء وانبحت الاصوات  من كثرة الصياح،
انقذونا .. ساعدونا .. خلصونا ..
الا من مجيباً يحيبنا الا من سامع ينصرنا الامن طبيباً يداوينا ، 
يا وطني بمن نستنجد ونحن في بحر هائج متلاطم الامواج ،  انسأل موج البحر او فيروز الشطئان او قراصنة السفن لا احد لا شخص لا منقذ ؟ 
حتى وان فاضت دموعك يا  وطني  انهاراً وكبُر  حزنك  واصبح  اشجاراً وامسى همك كبيرا ً لاحتضاننا  من  التشرد  والهجرة في  كوكب  الارض ، 
يا  وطني  اصبحت  أراك 
كصورة حزينة  كتبها شاعر لحبيبته الغائبة الحاضرة  التي لم يشاهدها ابداً  فخط سلسبيل حرفه كلمات  من حب  وحزن  بفقدها، 
تكسر الوجدان بكلمات  الشوق اليك  يا  عراق والاصعب منه اننا  نطارد خيط من سراب ونحاول  ان نبدل طرقاً  اقل مسافةً   وان  نرسم   وطناً   دافىء فنحن  نعيش  بلا  وطن متغربين  ومع  ذلك  سوف نبقى  ننادي  ونهتف  بصوت  عالٍ
(( بالروح  بالدم  نفديك  يا  عراقي  ))