هل زيارة بشار الأسد للإمارات ترسم "بارقة أمل" لعودة سوريا بالجامعة العربية؟
بعد غياب 10 سنوات.. أجرى الرئيس السوري بشار الأسد أول زيارة لدولة عربية "الإمارات" منذ اندلاع الأزمة السورية عام 2011، وكان في استقباله رئيس مجلس الوزراء الإماراتي نائب رئيس الدولة حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وجرى اللقاء في قصر الشاطئ، وأعرب ولي عهد أبوظبي عن أمنياته بأن تكون هذه الزيارة فاتحة خير وسلام واستقرار لسوريا الشقيقة والمنطقة جمعاء.
وتأتي زيارة الرئيس السوري بعد عشر سنوات من جمود العلاقات، حيث كسرت الإمارات جدار العزلة وفتحت الباب أمام سوريا للعودة إلى مكانها الطبيعي بين أشقائها العرب، وذلك بعد إعادة فتح السفارة الإماراتية في ديسمبر 2018.
وتجسد هذه الزيارة أهمية كبيرة لدى سوريا، حيث أنها الأولى من نوعها خلال العشرية الأخيرة من العلاقات السورية الإماراتية ولما تحمله من دلالات حيث تعد زيارة الرئيس السوري إلى إحدى أهم الدول العربية والإقليمية والعالمية الفاعلة الإمارات يحمل بحسب مراقبين عدة مؤشرات مهمة جدا عن "بداية فك العزلة عن سوريا".
سيناريوهات ثمار زيارة الأسد لـ الإمارات
ومن أهم ثمار تلك الزيارة والتي تنتظرها سوريا هي أن يفتح هذا اللقاء مجددا الباب أمام احتمال عودة سوريا إلى مقعدها الشاغر في الجامعة العربية قبل نحو 10 أشهر من القمة العربية المقبلة المقررة في الجزائر في 1 نوفمبر المقبل، بعد أن علّق وزراء الخارجية العرب في اجتماع طارئ نهاية نوفمبر 2011 عضوية سوريا في الجامعة العربية، عقب اندلاع أزمتها.
وفي الوقت الذي أبدت فيه دول عربية دعمها لعودة سوريا إلى الجامعة العربية على رأسها دولة الإمارات والجزائر ومصر والأردن والعراق وسلطنة عمان، كشف أحمد أبو الغيط الأمين العام للجامعة العربية عن حقيقة عودة دمشق إلى مقعدها الشاغر في المنظمة الإقليمية.
وأوضح في تصريحات صحفية مطلع الشهر الحالي أن موضوع "عودة سوريا لمقعدها في الجامعة العربية لم يبحث في السياق العام أو الإطار العربي العام في اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب، لا في الاجتماع التشاوري ولا في الاجتماعات الوزارية للدورة العادية لمجلس الجامعة".
وعلل ذلك بأن "هذا الموضوع سوف يترك للاتصالات الثنائية بين الدول العربية بعضها البعض، إذا توافر توافق على عودة العضوية، فسيتم الأمر".
وتابع قائلا: "ولكن لم أرصد وجود هذا التوافق بعد"، وهو ما يفتح الباب أمام كل الاحتمالات بشأن عودة سوريا إلى مقعدها الشاغر في الجامعة العربية بعد 10 سنوات من الغياب، فيما ينظر مراقبون إلى زيارة الرئيس السوري إلى دولة الإمارات وقبلها زيارات وفود عربية إلى دمشق بأنها قد "تكون بارقة أمل" في عودة العضو المؤسس لأكبر هيئة عربية.
الدول العربية داعمة لعودة سوريا بالجامعة العربية
كما أن الجزائر التي تعتزم استضافة القمة العربية المقبلة، كانت أيضا من أوائل الدول العربية بجانب الإمارات، التي دافعت عن عودة سوريا إلى مقعدها في الجامعة العربية بـ "اعتبارها من مؤسسي الجامعة" وكانت أيضا من المعارضين لقرار تعليق عضويتها.
وفي مقابلة إعلامية فبراير 2020، دعا الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى "عودة سوريا إلى الجامعة العربية"، وقال إنها "تستحق العودة إلى جامعة الدول العربية، لأنها وفية لمبادئها ومؤسسة لها، وهي من أعرق الدول العربية".
كما أكد وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة في أغسطس 2021، على أن ملف عودة سوريا إلى الجامعة العربية "موضوع أساسي في تحضيرات القمة العربية المقبلة".
وشدد على أن "جلوس سوريا على مقعدها في الجامعة العربية سيكون خطوة متقدمة في عملية لم الشمل وتجاوز الصعوبات الداخلية"، ويربط مراقبون اختيار الرئيس السوري لأن تكون الإمارات أول محطة عربية وخارجية له بعد موسكو مرتبطة بمؤشرين اثنين، ليظل هنا سؤالًا مطروحًا لدى العرب هل زيارة الأسد إلى الإمارات تعُد "تكون بارقة أمل" في عودة العضو المؤسس لأكبر هيئة عربية.
وأكد محمد بن زايد أن سوريا تعد ركيزة أساسية من ركائز الأمن العربي، وأن دولة الإمارات حريصة على تعزيز التعاون معها بما يحقق تطلعات الشعب السوري الشقيق نحو الاستقرار والتنمية.
وربما تعد زيارة الرئيس السوري بشار الأسد، للإمارات، هي الأولى له داخل دولة عربية، منذ اندلاع الأزمة السورية، ولكنها لم تكن الزيارة الأولى المتبادلة بين الجانبين، فقد سبق هذه الزيارة، جولة وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان، إلى دمشق وكانت في 9 نوفمبر الماضي، وضمت وفدا رفيع المستوى، وكان في استقبالهم الرئيس بشار الأسد.