مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

رسائل أممية وغربية «متزامنة» بشأن النفط الليبي

نشر
النفط الليبي
النفط الليبي

وجهت الأمم المتحدة وأمريكا وبريطانيا رسائل متزامنة بشأن النفط الليبي، الذي يقول متابعون إنه بات في قلب معركة شد حبال «غير ظاهرة» بين حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبدالحميد الدبيبة وحكومة رئيس الوزراء المكلف من مجلس النواب فتحي باشاغا.

دعت، المستشارة الأممية ستيفاني وليامز، عبر تويتر الإثنين إلى «حماية استقلالية ونزاهة مؤسستي النفط والاستثمار والمصرف المركزي من الاضطرابات السياسية»، معتبرة أنه «لا يجوز أن تتعرض لضغوط تعسفية أو استخدامها كسلاح لمنفعة طرف أو آخر، وينبغي أن تكون الإدارة والتوزيع الشفاف لثروة الشعب الليبي هدفا مشتركا».

وفي السياق نفسه جاء تأكيد أمريكا وبريطانيا، الإثنين، على ضرورة الحفاظ على استقلالية وسلامة المؤسستين والمصرف المركزي وحمايتها، عبر تدوينتين للسفارة الأميركية لدى ليبيا، ولسفيرة بريطانيا لدى ليبيا كارولين هورندال، في حسابيهما على موقع «تويتر»؛ لتأييد تغريدة وليامز الإثنين.

النفط الليبي ومصلحة الغرب

ولم تكن هذه هي الرسالة الأولى من نوعها منذ بدء أزمة «الحكومتين»، ففي فبراير الماضي حذرت سفارات فرنسا وألمانيا وإيطاليا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، من تقوُّض عمل المؤسسة الوطنية للنفط، أو تسييسها، وهو ما يشكل تهديدًا لسلام ليبيا وأمنها. وطالبت السفارات الخمس، في بيان مشترك، جميع الجهات الفاعلة بـ«احترام الوحدة والنزاهة والاستقلال، والحفاظ على الطبيعة غير السياسية والتقنية للمؤسسة الوطنية للنفط، حيث يعود عدم انقطاع عملياتها بالفائدة على جميع الليبيين.

ويرى محللون أن من مصلحة الغرب استقرار الوضع النفطي في ليبيا لارتباطه بأسواق الطاقة العالمية، ذلك في ظل التداعيات التي خلفتها الأزمة الأوكرانية، ومن بينها العقوبات المفروضة على النفط الروسي، خصوصا وأن ليبيا هي الأقرب لأوروبا.

وفي هذا السياق، جاء اقتراح واشنطن الذي كشف عنه السفير الأميركي ومبعوث واشنطن لدى ليبيا بآلية «لإدارة عائدات النفط حتى يجرى التوصل إلى اتفاق بشأن القضايا السياسية الأوسع».ووفقًا لنورلاند، فإن الآلية المقترحة ستوزع فقط عائدات النفط «على الرواتب والإعانات وإنتاج النفط والسلع المستوردة الرئيسية مثل الغذاء والدواء، وسيجرى ذلك بشفافية ومساءلة كاملتين».

كما تبلور هذا الاهتمام في تصريح نائبة سفير بريطانيا لدى ليبيا كيث إنجلش، خلال لقاء مع رئيس مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط مصطفى صنع الله، إذ أعربت عن تطلُّع المملكة المتحدة إلى توسيع آفاق التعاون والاستثمار في ليبيا، من خلال دخول وعودة شركات الطاقة البريطانية الرائدة، والمساهمة في تطوير قطاع النفط الليبي.

وتجاوز إنتاج النفط الليبي 1.3 مليون برميل يوميًّا في الأشهر القليلة الماضية، وحسب آخر تقديرات فإن صافي إيرادات البلاد من مبيعات النفط الخام والغاز والمكثفات والمنتجات النفطية البتروكيماوية لشهري نوفمبر وديسمبر 2021 بلغت 4 مليارات وأكثر من 322 مليون دولار، لتسجل مستويات قياسية مدفوعة بطفرة في الأسعار العالمية.