البرهان يُهدد بطرد البعثة الأممية في حال استمرار التدخل السافر بالشأن السوداني
هدد عبدالفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة السوداني، اليوم الجمعة، بطرد المبعوث الأممي من السودان في حال ما وصفه بتماديه في تجاوز تفويض البعثة، مؤكدًا أن التدخل في الشأن السوداني مرفوض شكلًا وموضوعًا.
وطالب البرهان في كلمة ألقاها بمناسبة تخريج عسكريين، رئيس البعثة الأممية في السودان فولكر بيرتس "بأن يكف عن التمادي في تجاوز تفويض البعثة الأممية والتدخل السافر في الشأن السوداني وبأن ذلك سيؤدي إلى طرده من البلاد"، نقلا عن صفحة القوات المسلحة السودانية عبر فيسبوك.
كما دعا الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي "لتسهيل الحوار بين السودانيين و تجنب تجاوز تفويضهم والتدخل في شؤون البلاد".وأشارت إلى أن البرهان شدد على أن "الصراعات القبلية والمعاناة التي تحدث نتيجة لمزايدات القوى السياسية التي مازالت تتمنع عن التفاوض والحوار".
وفي سياق أخر، رأى مستشار رئيس مجلس السيادة الانتقالي، العميد الطاهر أبو هاجة، أن قرارات 25 أكتوبر جاءت بعد تجربة سياسية قاسية عاشها السودان.
وذكر أبو هاجة وفقاً لوكالة السودان للانباء، ان تلك التجربة جعلت البلاد تعج بالفوضى والتدخلات الأجنبية التي أضرت بالواقع السياسي، كما أن البعض أساء فهم الحريات، وشهد السودان سيولة أمنية لم تحدث في تاريخه الحديث.
وأكد أبو هاجة أن هناك إجماع على المحافظة على مبادئ ثورة ديسمبر المجيدة في السلام والعدالة والحرية، لكنها تحولت إلى فوضى وضعت البلاد كلها أمام خطر محدق، خطر يهدد كياننا ووحدتنا ووجودنا كدولة وهوية، سيما أن المواطن ذاق الأمرين في معاشه وحركته وكرامته.
وأضاف إن التحول الديمقراطي الذي لا يبنى على أساس أمني متين تحولُ لن يحالفه النجاح.
وعن مبادرة رئيس الحزب الإتحادي الأصل محمد عثمان الميرغني قال أنها تعبر عن استشعار القيادات التاريخية لما تمر به البلاد وسيكون لها ما بعدها فى لم الشمل الوطني وتماسك الجبهة الداخلية والتخطيط للبناء الديمقراطي السليم الذي يرتكز على كيانات حزبية منظمة تقدم المصالح الوطنية العليا على الأهواء الزائلة.
أخبار أخرى..
تفاصيل لقاء رئيس مجلس السيادة السوداني مع السيسي
أصدرت الخرطوم والقاهرة، بياناً مُشتركاً مساء اليوم، حول زيارة رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان، إلى مصر.
واستقبل الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، أمس في قصر الاتحادية، رئيس مجلس السيادة الانتقالي، وعُقدت جلسة مُباحثات مُنفردة أعقبتها جلسة مُوسّعة ضمت وفدي البلدين.
واستعرض الرئيس السيسي مع رئيس مجلس السيادة الانتقالي، مُجمل العلاقات الثنائية بين البلدين، حيث تم الإعراب عن الارتياح لمُستوى التنسيق القائم بين الجانبين، مع تأكيد أهمية تعزيز العلاقات الاقتصادية وزيادة التبادل التجاري بما يرقى إلى مُستوى الزخم القائم في العلاقات السياسية والروابط التاريخية التي تجمع الشعبين الشقيقين لوادي النيل.
وقرر الرئيس السيسي مع رئيس مجلس السيادة الانتقالي، تعظيم جُهُود تحقيق التكامل الزراعي والربط السككي والكهربائي بين البلدين، إلى جانب تَعميق التعاون المشترك على الصعيدين الأمني والعسكري، بما يُساهم في تحقيق مصالح البلدين والشعبين.
وأكد الرئيس السيسي مع رئيس مجلس السيادة الانتقالي، في هذا الإطار على إدراك مصر الكامل للظرف الدقيق الذي يمر به السُّودان حالياً، وضرورة العمل المُشترك على ألا تؤثر التطوُّرات الجارية في الساحة الدولية على جهود دعم السودان لتحقيق الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي في البلاد، مـع استمرار مصـر في إرسال حزم المساعدات والدعم اللوجستي والإنساني للسودان، إلى جانب تقديم الدعم الفني للكوادر السودانية وتفعيل كافة برامج التعاون الثنائي، وذلك انطلاقاً من مُساندة مصر غير المحدودة للسودان في كل المجالات وعلى مُختلف الأصعدة، وكذا الارتباط الوثيق للأمن القومي المصري والسوداني.
وأعرب رئيس مجلس السيادة الانتقالي، عن اعتزازه بالتقارب الشعبي والحكومي الراسخ بين مصر والسودان، مشيداً في هذا الصدد بالجهود المتبادلة للارتقاء بأواصر التعاون المشترك بين البلدين، والدعم المصري الصادق والحثيث من خلال مختلف المحافل للحفاظ على سلامة واستقرار السودان، ومشدداً في هذا الخُصُوص على وجود آفاق رحبة لتطوير التعاون المُشترك بين البلدين الشقيقين، وحرص السودان على توفير المناخ الداعم لذلك في مختلف المجالات التنموية الاستراتيجية، فضلاً عن تعويله على الاستفادة من نقل التجربة المصرية في الإصلاح الاقتصادي وتدريب الكوادر السودانية والمُساعدة على مُواجهة التحديات في هذا الصدد، بما يعكس عُمق العلاقات بين البلدين.