علي الزبيدي يكتب: في الصميم.. متى تتشكل الحكومة العراقية؟
نحن في العراق إما أن نكون في أقصى اليسار او في أقصى اليمين ولا ادري السبب فلعلها من طبيعية التكوين الجيني فليس لدى العراقيين منطقة وسطى او رمادية ان احبوا احبوا بعنف وان تعلقوا بشيء فلا يهمهم ان قدموا من اجله كل ما يملكون ولذا فقد وصفتهم ظريفة كاهنة اليمن قبيل انهيار سد مآرب منذ أكثر من ٤٠٠٠ سنة عندما وصفت العراق وأهله فقالت (من أراد اللباس الرقراق وكنوز الارزاق والخيل العتاق والدم المهراق فليتوجه إلى أرض العراق).
العراق أرضًا وشعبًا وخيرات
ومن هذا الوصف يتبن لنا ما هو العراق أرضا وشعبا وخيرات ونتيجة لكل ذلك فكان العراق في مطاعم كل القوى الاستعمارية قديما وحديثا وقد تعرض إلى اكثر من٣٣ احتلالا عبر الماضي وصولا إلى الغزو والاحتلال الامريكي في ٩ نيسان أبريل عام٢٠٠٣ و والذي افرز عملية سياسية محاصصاتية عرقية ومذهبية وطائفية استلمت فيها أحزاب الإسلام السياسي السلطة فكان ان تراجع كل شيء في العراق التعليم والصحة والأمن الاجتماعي وتفشي الجريمة المنظمة وتجارة المخدرات حتى وصل الحال ان وزارة التخطيط اعلنت ان ٤٣ بالمائة من الشباب عاطلين عن العمل وان ٥٠ من الشباب يتعاطون المخدرات وان زيادة كبيرة في حالات الطلاق بين الشباب المتزوجين بلغت خلال شباط الماضي فقط ٦ستة آلاف خالة طلاق في محاكم الأحوال الشخصية.
وبعد الانتخابات الأخيرة التي جرت في العاشر من تشرين الأول أكتوبر الماضي الى الان لم تشكل الحكومة نتيجة التجاذبات المستمر بين التيار الصدري الفائز بأعلى الأصوات والذي استطاع التحالف مع الحزب الديمقراطي الكردستاني وكتلتي السيادة وعزم وحقق الكتلة الاكبر في البرلمان الا ان الإطار التنسيقي الذي ضم كل الاحزاب والكتل الخاسرة في الانتخابات والتي شكلت الثلث المعطل ترى ان الحكومة لابد أن تتشكل من الكتلة الاكبر طائفيا وهذا ما ترفضه الكتلة الأكبر والتي وضع برنامج للخروج من المحاصصة الطائفية المقيتة وكانت مبادرة رئيس التيار الصدري بمنح الإطار فرصة تشكيل الحكومة خلال أربعين يوما وهذا يعني ان سبعة أشهر ستمضي بالتمام والكمال والشعب بانتظار انتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل حكومة جديدة للعراق ونتصور كل هذه الايام والشهور لا تعني شيئا وليس فيها مصالح للشعب ينتظر تنفيذها من قبل الحكومة المقبلة.