74 عامًا على "نكبة فلسطين".. واعتقال 50 ألف طفل
كشفت دراسات وأبحاث دولية أنه قد بلغ عدد من اعتقلهم الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 1967 يقدر بـ 50 ألف طفل فلسطيني ذكورًا وإناثًا.
يوم الطفل الفلسطيني
وأوضح نادي الأسير الفلسطيني، في تقرير له بمناسبة يوم الطفل الفلسطيني الذي يصادف يوم 5 ابريل من كل عام، أن نحو 160 قاصرا يقبعون في سجون “عوفر والدامون ومجدو”، مبينا أن سلطات الاحتلال اعتقلت نحو 19 ألف طفل أقل من عمر 18 عاما، منذ اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000، بينهم أطفال بعمر أقل من عشر سنوات.
وتعتبر سياسة اعتقال الأطفال تشكل إحدى السياسات الثابتة التي ينتهجها الاحتلال، وتتركز عمليات اعتقالهم في البلدات والمناطق القريبة من المستوطنات المقامة على أراضي بلداتهم، وكذلك المخيمات والقدس، وإن ما تم مقارنة نسبة اعتقالات الأطفال بين محافظات الوطن، سنجد أنّ الجزء الأكبر من المعتقلين الأطفال هم من القدس.
ومنذ عام 2015، تصاعدت عمليات اعتقال الأطفال وتحديدا في القدس، ورافق ذلك تعديلات جوهرية على قانون الأحداث الإسرائيلي وأبرزها تخفيض سن العقوبة للأطفال من عمر 14 عامًا إلى 12 عامًا، وهذا يعني أن المحكمة تستطيع محاكمتهم من سن 12 عاما، إلا أنّ هذا لا يعني أن الفترات التي سبقت عام 2015 خلت من عمليات اعتقال متصاعدة ومن أحكام جائرة بحق الأطفال، فقد شهدت السنوات التي تصاعدت فيها المواجهة، أي أن انتفاضة كانت عام 1987، وانتفاضة الأقصى عام 2000، عمليات اعتقال للمئات من الأطفال.
وشكلت تصاعد المواجهة في مايو من العام الماضي، محطة هامة بما فيها من تصاعد لعمليات الاعتقال بحقّ الأطفال وما رافقها من عمليات عنف بحقّهم، حيث سجلت 471 حالة اعتقال بما فيها أطفال جرى اعتقالهم من الأراضي المحتلة عام 1948، وبلغ عدد الأطفال المعتقلين في السجون في حينه نحو 250 طفلا.
وتشير الإحصاءات والشهادات الموثقة للمعتقلين الأطفال إلى أن غالبية الأطفال الذين تم اعتقالهم تعرضوا لشكل أو أكثر من أشكال التعذيب الجسدي والنفسي، عبر جملة من الأدوات والأساليب الممنهجة المنافية للقوانين، والأعراف الدولية، والاتفاقيات الخاصة بحقوق الطفل، والأطفال يتم حرمناهم من أبسط حقوقهم مثل التعليم والعلاج والغذاء المناسب وزيارات الأهل
ولفت نادي الأسير إلى أن سلطات الاحتلال تمارس بحقّ الأطفال المعتقلين أنماطا مختلفة من التعذيب خلال وبعد اعتقالهم، وتبدأ هذه الانتهاكات فعليا قبل الاعتقال حيث يتعرض الطّفل الفلسطينيّ إلى عمليات تنكيل ممنهجة من خلال بنية العنف الواقعة عليه من الاحتلال، وأدوات السّيطرة والتّحكم، بما فيها من عمليات الاعتقال التي تُشكّل النّموذج الأهم لذلك، وبما يرافق عمليات الاعتقال من انتهاكات تبدأ منذ لحظة اعتقالهم، مرورًا بأساليب التّحقيق القاسي وحتّى نقلهم إلى السّجون المركزية لاحقًا.
إسرائيل والأراضي الفلسطينية
لقد ابتدأت الفكرة لدى العالم الغربي في تجميع اليهود في دولة، من أيام حملة نابليون بونابرت الفرنسي عام 1799 م حيث دعا يهود آسيا وأفريقيا للانضمام إلى حملته من أجل بناء مدينة القدس القديمة، وقد جنّد منهم عدداً كبيراً في جيشه، إلا أن هزيمة نابليون واندحاره حال دون ذلك.
ثم ابتدأت الفكرة تظهر على السطح مرة أخرى، وبدأ العديد من زعماء الغرب وكبار اليهود يهتمون بها، ويؤسسون كثيراً من الجمعيات المنادية لهذا الأمر، وابتدأ التخطيط الفعلي من إصدار(تيودور هرتزل) الزعيم الصهيوني عام 1896م كتابه الدولة اليهودية، حيث عقد مؤتمر بال في سويسرا سنة 1897م.
ثم اقترح برنامجاً يدعو إلى تشجيع القيام بحركة واسعة إلى فلسطين، والحصول على اعتراف دولي بشرعيّة التوطين.
وقرر المؤتمر عدة قرارات من ضمنها:
إنشاء المنظمة الصهيونية العالمية لتحقيق أهداف المؤتمر، والتي تولت أيضاً إنشاء جمعيات عديدة علنية وسرية؛ لتخدم هذا الهدف، ودرس اليهود حال المستعمرين، فوجدوا أن بريطانيا أنسب الدول لهذا الأمر التي تتفق رغبتها في وضع داء في وسط الأمة الإسلامية موالٍ للغرب، مع رغبة اليهود في وطن
قومي لهم، وكانت أكثر البلاد العربية تحت سيطرتها، فدبروا معها المؤامرة، وأخذوا بذلك وعداً من (بلفور) رئيس وزراء بريطانيا، ثم وزير خارجيتها عام 1917م، أعلن فيه أن بريطانيا تمنح اليهود حق إقامة وطن قومي لهم في فلسطين، وأنها ستسعى جاهدة في تحقيق ذلك.
هجرة اليهود إلى الأراضي الفلسطينية
بدؤوا اليهود الهجرة إلى فلسطين في الوقت الذي كانت فيه فلسطين تحت الانتداب البريطاني، فاستطاع اليهود بسبب الهجرة من تكوين دولة داخل دولة، وكانت الحكومة البريطانية تحميهم من بطش المسلمين، وتتعامل معهم بكل التسامح، في الوقت الذي تتعامل فيه مع المسلمين بكل شدَّة وتنكيل.
ولما ضعفت بريطانيا عن تحقيق أماني اليهود أحالت الأمر إلى الأمم المتحدة، والتي تتزعمها الولايات المتحدة، التي بدورها استلمت الدور البريطاني في المنطقة، فأرسلت الأمم المتحدة لجانها إلى فلسطين، ثم قررت هذه اللجان تقسيم فلسطين بتخطيط يهودي وضغط أمريكي، فأعلن قرار التقسيم لفلسطين بين المسلمين واليهود في 29/11/1947م. فقررت الحكومة البريطانية بعده الانسحاب من فلسطين، تاركة البلاد لأهلها، وذلك بعد أن تأكَّدت أن اليهود قادرون على تسلم زمام الأمر، فحال خروجها في مايو عام 1948 م، أعلن اليهود دولتهم التي اعترفت بها أمريكا بعد إحدى عشرة دقيقة، وكانت روسيا قد سبقتها بالاعتراف، ثم استطاعت هذه الدولة اليهودية أن تقوم على قدميها، وأن تخوض ضد المسلمين عدَّة حروب، مني فيها المسلمون بهزائم، بسبب بعدهم عن دينهم، وتفرقهم إلى أمم وأحزاب، وخيانة بعضهم، ولا زالت هذه الدولة قائمة في قلب الأمة الإسلامية داءً سيفجر كثيراً من الفساد والشرور، ما لم يقتلع من جذوره، فاليهود منذ أزمان بعيدة وهم داء، أينما حلوا نشروا الفساد والشحناء والعدوان بين أهل البلاد التي يحلون فيها، وقد رأت الدول الغربية أنها ستكسب مكسبين عظيمين من إقامة هذا الكيان في جسد الأمة الإسلامية:
أحدهما: أنها تسلم من شرور اليهود وسيطرتهم، وفسادهم وتحكمهم في البلاد وثرواتها.
ثانيهما: أنها تضع في قلب الأمة الإسلامية دولة حليفة لهم، وهي في نفس الوقت علة تستنزف قوى الأمة الإسلامية، وتضع بذور الفرقة والخلاف بين أفرادها، حتى لا تقوم لها قائمة.
إسرائيل تحشد قواتها على حدود غزة مع تصاعد التوتر مع الفصائل الفلسطينية المسلحة
وفي وقت سابق تم حشد قوات قتالية على الحدود مع قطاع غزة وأن إسرائيل في "مراحل مختلفة من الإعداد لعمليات برية"، ويأتي ذلك مع تصاعد التوتر بين الفصائل الفلسطينية المسلحة وإسرائيل. وتزداد مخاوف المجتمع الدولي من قيام إسرائيل بتوغلات مماثلة لما وقع خلال حربين دارتا في 2008-2009 وفي 2014.
وسط تصاعد التوتر في المنطقة، حشدت إسرائيل قواتهاعلى طول الحدود مع قطاع غزة فيما أطلقت فصائل فلسطينية مسلحة الصواريخ على إسرائيل، ما أثار القلق الدولي وأشعل فتيل اشتباكات بين اليهود والعرب في إسرائيل.
واشتدت موجة من العنف بين اليهود والأقلية العربية داخل إسرائيل خلال الليل وشملت هجمات على كُنس يهودية واشتباكات بين يهود وعرب في الشوارع في بعض البلدات.
وفي ظل المخاوف من خروج العنف أكثر عن السيطرة، تعتزم واشنطن إرسال مبعوثها هادي عمرو للمنطقة لإجراء محادثات مع إسرائيل والفلسطينيين. لكن جهود إنهاء أسوأ مواجهات في سنوات تبدو بعيدة جدا عن تحقيق أي