أغرب عادات رمضان في مصر.."تابوت الأولياء" بالأقصر و"الدوكة" على الإبرية في أسوان
يتحول الشارع المصري في شهر رمضان مع ثبوت رؤية الهلال إلى احتفالية جميلة، ويقوم العديد من الأهالي والجيران والأصدقاء واصحاب المحلات، بالاشتراك في شراء زينة رمضان في تقليد سنوي لتعليقها في الشوارع أمام منازلهم ومحلاتهم التجارية للاحتفال بقدوم شهر رمضان ابتهاجا بهذه الايام المباركة، وذلك من أجل تحقيق التواصل بين الاسر وغرس قيم الود بين الأطفال إلى جانب غرس قيم الروحانيات شهر رمضان المبارك.
اقرأ أيضًا.. ڤيديو جراف.. رمضان في تركيا
وتحتفل كل محافظة في مصر بطريقة مختلفة ومميزة.
رمضان في الأقصر
تختلف طقوس استقبال شهر رمضان المبارك بمحافظة الأقصر عن باقي محافظات مصر، وذلك لحفاظ أهالي القرى والمدن بتقاليد المدن منذ مئات السنيين.
ومن أغرب ما يقوم به أهالي الأقصر، يخرج المئات من منطقة المطاعنة بمركز إسنا قبل قدوم الشهر الكريم في مسيرة تسمى " تابوت الأولياء"، حيث تحمل عربة صغيرة تابوت خشبي أخضر اللون يرمز لأولياء المنطقة، ويتقدم المسيرة الشباب والأطفال بالسيوف "وأعلام الصوفية الخضراء وينشد أشهر المنشدين في المنطقة المدائح النبوية ابتهاجًا بالشهر الكريم ويوزع أهالي القرية الحلوى على الأطفال بالمسيرة التي ينتظرها الجميع بشغف كبير كل عام.
وفي نجع الشيخ سلطان بمركز الطود بجنوب الأقصر، يحتفل الأهالي بقدوم الشهر الكريم، بجلسات إنشاد ومدائح في الدواوين والمساجد ينشد فيها كبار المنشدين ويوزع الأهالي الحلويات ويقدمون الطعام للحضور احتفالا وفرحا بقدوم شهر رمضان.
رمضان في أسوان
الاحتفال بشهر رمضان في أسوان له أشكال مميزة نظرًا لأن أسوان محافظة ذات طبيعة قبلية بها العديد من القبائل العربية والنوبية وكذلك العائلات الكبرى والتي لها عادات وتقاليد خاصة في الاحتفال بشهر رمضان المعظم، ففي مقدمتهم الأصولية وهم من عائلات وأبناء الجذور الأسوانية.
تبدأ التجهيزات بالأسرة النوبية قبل حلول الشهر الكريم بأيام طويله، وتقوم المرأة النوبية باعداد "الابريه" وهو ما يوضع على عصير الليمون ليكون المشروب الأساسي والرسمي لكل النوبيين في مختلف بقاع مصر.
ويصنع الأبريه من خبز رقيق جدًا يخبز على "دوكة من الحديد" ويكسر ثم يوضع في كراتين حتى يتم استخدامه يوميا مع الليمون.
وهناك العديد من المشروبات والاصناف التي يتم تجميعها بالمساجد عقب صلاه العشاء، ثم نلتقي بعد ذلك في النوادي الاجتماعية، وبعدها التجهيز للسحور.
في شهر رمضان، وعقب الإفطار يتوجه كل فرد الى منزله للاستعداد لصلاه التراويح، كما تجتمع النساء للتسامر، وكذا يقوم الاطفال بحمل الفوانيس والاحتفال بليالي رمضان في سعادة وفرحه عامره بينهم.
وعن المأكولات النوبية فهناك العديد من التراث والتقاليد التي لا زالت كل ام نوبيه تتبعها بالرغم من التقدم التكنولوجي حيث يعد "الكابد" من اشهر مأكولات رمضان عند أهل النوبة ، وهي عباره عن عجين من الدقيق والماء والذي يخبز علي دوكه من الطين او الحديد ليخرج رغيف كبير سميك اشبه بالقطايف الضخمة.
ويستخدم الكابد في أكل "الاوريه" وهو الورق الناعم من البسلى يفرك ويؤكل مع الكابد واحيانًا يؤكل مع "الإتر" وهي الملوخية المفروكة، كما يقوم النوبي بوضع العسل الأسود مع السمن البلدي علي الكابد لتمثل التحلية بجانب الشعيرية باللبن.
رمضان في المنيا
ولعلى أبرز ظاهرة في محافظة المنيا هي ظهور أول مسحراتية في مصر، وعمل المسحراتي هو تقليد قديم يقوم به شخص لاستيقاظ المسلمين في ليالي شهر رمضان لتناول وجبة السحور، ومن غير المألوف أن تتجول امرأة في شوارع القاهرة بمفردها ليلا.
والحاجة بطة، هي أول مسحراتية ظهرت في محافظة المنيا، وتبلغ من العمر70 عامًا.
ليالي رمضان في القاهرة
في نشاط موسمي فريد يستمتع الجميع من كل الفئات الشعبية، أولاد الذوات والحرفيين والأسطوات والبهوات بحى الجمالية في رمضان، حيث تعلو وجوههم بسمات البشر والبهجة في كل الميادين والشوارع والحواري والأزقة المكتظة بآثار مصر القديمة من عهد الأمويين والفاطميين من مساجد وأضرحة وأسبلة وكتاتيب.
بداية من الدراسة ومرورا بالنطاق الكبير الذي يتوسطه المشهد الحسيني تنتشر المطاعم الشعبية والراقية والمقاهي وقد نثرت المقاعد والموائد استعدادا لاستقبال زبائن رمضان قبيل أذان المغرب وطوال ساعات الليل وحتى أذان الفجر، وهى فترة الإفطار والسحور وحيث يتنافس المصريون من جميع الأقاليم مع العرب والأجانب لحجز مقاعدهم لتناول وجباتهم المفضلة أيا كان نوعها والفوز بأروع لحظات السمر والسهر في الأجواء الرمضانية الساحرة حيث يتزاحم أريج البخور مع فواحات العطر وينتشر باعة المسابح ولعب الأطفال والكتب الدينية وتتقاطع أضواء المصابيح والفوانيس الملونة التي انتشرت لتزين الجدران وواجهات المحلات وتدلت النوافذ ومآذن المساجد.
وينطلق صوت مشاهير القراء عذباً بآيات الذكر الحكيم حتى يؤذن لصلاة المغرب ويهرع المصلون للصلاة وزيارة ضريح الإمام الحسين للتبرك والدعاء.. وإذا ما انتهت الصلاة تعاقبوا لتناول وجبة الإفطار في كل الأماكن بالميدان الكبير الذي يكتظ بالموائد الرمضانية ليس على الأرض فقط بل إن العديد من أسطح المنازل أعدت لاستقبال الصائمين وتقديم ألذ الوجبات لهم.
شارع المعز: وتحلو النزهة في شارع المعز لدين الله وتفرعاته من الأزقة التي تحمل البصمة التاريخية الفريدة وحتى باب زويلة في سور القاهرة القديم حيث تنتشر المقاهى والبيوت الأثرية القديمة التي اتخذتها وزارة الثقافة قواعد ومنارات لبث الفكر والتنوير وإحياء الفنون والتراث.
ويحرص الزوار على التقاط الصور التذكارية بجوار الأماكن الأثرية وقضاء وقت ما قبل السحور، خاصة في العديد من الأماكن هناك منها "بيت زينب خاتون" وهو أثر قديم خلف الجامع الأزهر ويتميز بروعة التصميم والبناء، فضلا عن أنه من أفضل الأماكن التي تعيش فيها أجواء وروحانيات رمضان، كما أنه يقدم سحورا مميزا على أنغام الطرب الشرقى والعزف على العود، بجانب المشروبات الرمضانية، وبيت السحيمى أو بيت الشيخ عبدالوهاب الطبلاوى بحارة الدرب الأصفر المتفرعة من شارع المعز وكليهما ينشط فيه العديد من الفعاليات الثقافية والعروض الفنية الشعبية وقراءات الشعر الصوفى والعزف الموسيقى وفرق التنورة والمزمار ليستمتع الزائر بتناول السحور في أجواء غير نمطية تمنح مزيجا من المتعة والاسترخاء.
ومن الحسين والأزهر إلى باحة السيدة زينب حيث المسجد العتيق الذي يغدو قبلة لأعداد ضخمة من الزوار في رمضان للاستمتاع بالأجواء الروحانية، فضلا عما تقدمه أعداد كبيرة من المطاعم من وجبات الإفطار والسحور تناسب كل الأذواق.. ومن قلب القاهرة القديمة إلى وسط البلد، حيث تستقبل المطاعم الشهيرة زبائنها لتناول وجبات الإفطار قبل أذان المغرب بنحو ساعة كاملة بينما تنتشر المقاهى الشعبية والكافيهات وقد احتلت مساحات أكبر من الشوارع والأرصفة لتوفر أماكن لهواة السهر والاستمتاع بالمشروبات الرمضانية وتدخين الشيشة بمذاقاتها المبتكرة بطعم الفواكه الصيفية المختلفة.
رمضان في الإسكندرية
لشهر رمضان المبارك عادات وطقوس خاصة وبمحافظة الإسكندرية لها طابع خاص لاعتبارها مدينة ساحلية وقدوم شهر رمضان في فصل الصيف يعطيها مذاق خاص، بالإضافة إلى أنها بلد المساجد ويطلق عليها بلد المليون ضريح لوجود عدد كبير من أولياء الله الصالحين بها ومساجد كبرى أشهرهم مسجد المرسى ابو العباس بمنطقة بحري وبجواره أتباعه واصدقاءه القادمين من بلاد المغرب العربي.
تعتبر من العادات المميزة لأهالي إسكندرية الإفطار على الشاطئ، وذلك بسبب المنظر الخلاب وأنها تكون رخيصة فلا تتكلف سوى التذكرة، ويقوموا بإحضار الطعام من منزلهم ويتناوله على البحر ويستمتعون بصوت الابتهالات وقراءة القرآن قبل أذان المغرب التي تجوب محافظة الإسكندرية ومشهد الغروب يجعلك تتأمل في الطبيعة بأجزاء إيمانية ومشاهد طبيعية خلابة.
وتمتلئ شواطئ الإسكندرية بالمواطنين حتى نهاية شهر رمضان، كما يعتبر ميدان المساجد من أشهر الميادين بمحافظة الإسكندرية لوجود فيه ضريح ومسجد المرسى ابو العباس وعدد كبير من المساجد مثل البوصيري تلميذ ابو العباس وبعد أذان العشاء تمتلئ المنطقة بالكامل بأصوات صلاة التراويح والمصلين حتى يفترشون الساحة الداخلية للميدان.
وبمجرد انتهاء الصلاة تجد على الجانب الآخر أجواء احتفالية طوال شهر رمضان الملاهي المخصصة للأطفال وباعة الحلويات ويبدأ محلات الطعام في تجهيز السحور في أجواء احتفالية تظل حتى صلاة الفجر يوميا طوال شهر رمضان.
وتعتبر منطقة ساحة قايتباي من المناطق الترفيهية بالإسكندرية حيث يجتمع عدد كبير من المواطنين بعد الافطار للاستمتاع بالبحر ولعب الاطفال بالدرجات في الساحة الخارجية بالإضافة الى الأندية الموجودة داخل الساحة.
كما تشتهر منطقة بحري بالإسكندري بوجود أكبر عدد من المطاعم المتنوعة منها الأسماك والكبدة الإسكندراني والسندوتشات الخفيفة والفول المدمس بالإضافة الى الأيس كريم والرز بلبن في أشهر محلات بالمحافظة حيث يفضل المواطنين بعد صلاة التراويح للتوجه لتناول وجبه السحور والأيس كريم والجلوس بجوار البحر حتى طلوع الفجر خلال شهر رمضان.
كما أن منطقة بحري تسمى بـ " بفسحة الغلابة" حيث يجتمع فيها المواطنين ويستمتعون بأجواء الإسكندرية والهواء الطلق بدون دفع مبالغ كبيرة لذلك سميت بهذا الاسم ولم يقتصر التواجد عليها في شهر رمضان فقط بل طوال أيام العام وخاصة في الأعياد والتي تشهد فيه توافد أعداد كبيرة من المواطنين بالإسكندرية وخارجها.
من ضمن الابتكارات التي اشتهر بها المواطنين بالإسكندرية خلال شهر رمضان هو إقامة حفل شواء داخل حدائق المنتزه للأسر والعائلات والاستمتاع بالمناظر الخلابة وسط أندر وأشهر الأشجار على الأطلاق والاستمتاع بالبحر ومشاهد الغروب وسط الطبيعة لذلك يفضل هدد كبير من المواطنين إقامة حفلات شواء داخل الحديقة تحديدا في العشر الآواخر من شهر رمضان المبارك ويستمر التوافد عليها حتى عيد الفطر المبارك.
رمضان في حلايب وشلاتين
أهالى البشارية والعبابدة فى حلايب وشلاتين لهم عادات لها مغزى كبير وخاصة في شهر رمضان.
وأفضل وجبة غذائية يتم طهيها في المنطقة هي وجبة " السلات" وهي شواء لحم الضأن على أحجار البازلت بعد تسخينها لأن البازلت يمتص الدهون.
ولأهالي البشارية عادات وتقاليد مختلفة ومن ضمن هذه العادات أن يتناول الجميع طعامه من طبق واحد، وليس لكل فرد طبق، وذلك يدل على التكاتف والمحبة، وتطبيقا لمقولة "اللمة بتأكل" وخصيصا فى رمضان وولائم المشايخ.
وكل شيخ من مشايخ القبائل في رمضان له يوم معين يقوم بتجهيز وليمة فيه، وكل وليمة يحضر الناس إليها دون دعوة إذ أن لكل وليمة رجالها.
ومن أهم شىء فى موائد الإفطار وعادات وتقاليد المنطقة هو تجهيز مشروب الجبنة، مؤكدا أن الجميع ينتظر الإفراغ من الطعام لتحضير عدد من فناجين هذا المشروب، ويتم تجهيزه بدق البن وإضافة الحبهان وإشعال النيران ووضع ليف النخل فى مقدمة الأبريق لتصفيته من حبيبات البن والحبهان.
وبعد الإفراغ من تناول الإفطار والصلاة، تبدأ جولة طوال الليل مع قعدات السمر والجبنة، فنجان وراء الآخر حتى يشرب كل شخص من الجالسين ما بين 40 إلى 50 فنجانا فى الجلسة الواحدة .
والكلمة التى تتردد دائما بالطرقات فى حلايب وشلاتين، خلال شهر رمضان هى "أو ترق هوى شبوبنا " وهى كلمة تعني
رمضان في مطروح
شهر رمضان له طابع خاص في مطروح، وأكثر اختلافًا عن المحافظات الأخرى، خاصة فى البادية، وعلى الرغم من زحف المدنية والتقدم على الصحراء الغربية وتأثر القبائل البدوية بها، وتأثيرها على العادات والتقاليد الرمضانية، فى مدينة مرسى مطروح ومدن المحافظة المختلفة وتشابهها مع معظم مدن مصر، إلا أن كثيراً من البدو فى المدن والقرى، والنجوع النائية فى الصحراء، ما زالوا يتمسكون بكثير من العادات والتقاليد التى لا يعرفها الكثيرون.
يستطلع البدو هلال شهر رمضان بأنفسهم رغم كل وسائل الاستطلاع والاتصال الحديثة، فهى عادة توارثوها منذ الفتح الإسلامى، حيث تخرج مجموعة من أهل الثقة والمشهود لهم بحدة البصر إلى مكان مرتفع لاستطلاع الهلال، ويظل أهالى المنطقة يترقبون إشارة رؤية الهلال، وعند رؤيته يشعلون ناراً عالية ليعلم بدو المنطقة والمناطق المجاورة بثبوت رؤية هلال شهر رمضان".
قبل رمضان تقوم النساء بإعداد "القديد" بسبب عدم وجود كهرباء أو ثلاجات لدى معظم أهل الصحراء، حيث تذبح كل عائلة شاة من قطيعها ويوضع الملح على لحمها وينشر في الشمس لفترات طويلة، ليكون خزين الشهر من اللحوم وكذلك تخزين " الرُب" الذي يصنع من التمر وهو يشبه العسل الأسود في الشكل والطعم.
في رمضان فيتناولون 3 وجبات الأولى وقت الإفطار يتناولون فيها التمر واللبن الحامض القريب من الرايب من حيث القوام والماء، ثم يذهبون لصلاة القيام، التي يؤكد شعيب أنه لا يتخلف عنها أحد، وعند عودتهم يتناولون الوجبة الرئيسية التي يسمونها " الضحوية "، قياساً على الوجبة التي تتبع الإفطار في غير رمضان، وتشتمل على شربة مغربي وكسكسي وأرز أحمر وأرز أصفر ولحم الضأن البرقي الذى يمتاز بجودته العالية وقلة الشحوم، وهو سيد الموائد طوال شهر رمضان، ثم تأتى بعد ذلك وجبة السحور.