مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

سامر الساعدي يكتب: متغيرات سياسة الاصدقاء الاعداء..!

نشر
سامر  الساعدي
سامر  الساعدي

المتغيرات  في  السياسة  مثل  الناعور  يدور ويدور ويحمل  الماء  ان  كان  نظيفاً او  شائب  محمل  بالطحالب ومن ثم  يصب  في  الارض  مجرد  وهو  ناقل  من  النهر   الى  مجرى   صغير  وبالتالي  المستفاد  هو  الفلاح  لسقي  اراضيه  ومرة  للتخزين  فهو  لايهمه  ان  كان  الماء  نظيفا  او  وسخاً  بل  همه  الوحيد وجود الماء  حصرياً.

المصالح  السياسة هي  المتغير  الذي  يصب  في  مصلحة  الحزب  أو  التيار من  خلال  تحالفات وبناء عملية  سياسية محملة  بأخطاء  الامس  لتكون  بداية  اليوم   وتبدأ قصة جديدة  اخرى  (  وعفا  الله  عما  سلف )  بدون  اي  بوادر  خير  وايجاد حلول  ايجابية  لارجاع ولو  شيء  بسيط  من  الثقة  التي  انعدمت والمصداقية  التي  فقدت  في غياهب  الجب  المظلم.

وبين الحقيقة والاوهام والاحلام التي تم تفسيرها  منذ سنوات   كان  التكهن  فيها  والتوقع  خاطىء  جداً  ( والنهر قد  اكل  جرفه  والطير  اكل  راسه   ) هذا هو  تفسير  الحلم  الذي  عجز  عنه  كل  المفسرين.

على أن كل  الاعداء الذين كانوا  بالأمس  هم  اصدقاء  اليوم  هذا  المتغير  المفاجئ  وتغير  المسار والسير  في  الاتجاه المعاكس  الذي  لا يعتبره الساسة  انتهاك لقانون  المرور  بل  بالعكس  يجده  عين  الصواب وهم  الصائبين  في  التنقل  بعكس  السير  ليصل  الى  صديقه  الذي  كان  عدوه  بالأمس.

والخدمة  التي  حصل  عليها  الشعب  هي  تكبير  رقعة   الارض  في  المدافن   واعدام النخيل  وقل  اللون  الاخضر  وتهجير المدن  من  دورهم  باحثين  عن  وطن  بعد  ان  فقدوا  وطنهم  وضاع  مستقبل اولادهم  هذه  هي  اهم  مكاسب  ومنجزات الساسة  الاصدقاء  الاعداء.

سياسة التدمير  لا  التعمير

وهذه  كذلك  سياسة  حاضرة  بعد  كل  هذه  السنوات التي  طالها  الدمار والخراب  والنهش  والسرقات والقتل  والتهجير  والتغييب واقصاء  الآخرين  بمجرد  الاختلاف  بالفكر  وافراغ  العراق  من الكفاءات  واستئزار  ولاة  الامر  من  الولاءات  ، 

وهذا  تفسير  الحلم:   سوف  نشهد  طاولة  مستديرة كبيرة مملوءة  بالطعام والفاكهة  والملاعق الذهبية   وبحضور كل  الشخصيات  المتخاصمين للتحاور  والتشاور  كيف   تتم  عملية  التقسيم  التي  اصبحت  صعبة  بزعل  الاخرين وعدم  رضا  اقصاء  الاخرين  والحلم تفسيره  ان  الخير  القادم  و  وفير  جداً  بدون  حساب  او  رقيب  والكل  سوف  تنهض  من  جديد  لكن  بدون  الشعب  الذي  هو  خارج  هذه  اللعبة  التعيسة ،

العناد السياسي الذي ينتهجه بعض الساسة الذي إذا تطور ممكن أن يكون هو الخطيئة الكبرى لتلاشيهم وضياع   العملية السياسية ويكون الاصدقاء والأعداء هم أول الخاسرين في المارثون السياسي وسوف يكون الرهان خاسر على كل المتسابقين الذين قضوا سنين طويلة في   دكة الاحتياط!! 

واخيراً سوف نشهد ضحايا   وأكباش الفداء لعتق هذا   الانسداد أو العناد وتقدم هذه القرابين في أقرب وقت قبل أن يحين موعد عيد الأضحى… ويلبسون لباس عيدهم الجديد المطرز بحلى وجواهر وياقوت برامجهم الشفافة التي لا ترى النور ابداً وتبقى خفافيش الليل تأكل الأوراق المحترقة السوداء التي ملئت الأروقة الباردة والمتهالكة التي بناها العرف السياسي.

سيفان من حطام يختصمان في بلدي 

ويبقى الشعب المذبوح بينهما ينزف ويفتدي