ذكرى عيد تحرير سيناء.. ويتواصل العطاء
في ذكرى عيد تحرير سيناء، نتذكر سيناء أرض الفيروز، أرض الذهب، أرض السحر، تتمتع سيناء بالطبيعة الساحرة للعقل والقلب ما بين جبال وسهول ووديان وشواطئ جميلة مزينة بالشعاب المرجانية والأسماك النادرة فسيناء هي ملخص لمعنى الطبيعة على سائر أرض مصر.
وروحيا سيناء أرض الأنبياء معهد الديانات السماوية؛ فعبرها سيدنا إبراهيم عليه السلام، وعاش فيها سيدنا موسي وفيها تلقي الألواح من ربه، وعبر عليها السيد المسيح و السيدة مريم عليهما السلام إلي مصر.
تخيل كل هذا السحر والجمال الذي خلقة الله ليتمتع به أهل سيناء ويدعو شعوب العالم لتتمتع معهم، ولكن قد تجد من يحاول أن يغتصب هذه الأرض من أصحابها ليأخذها ويحتلها، وهذا ما حدث بالفعل منذ سنوات.
الحرب العربية الإسرائيلية
عانت مصر وبعض دول المنطقة العربية من حروب إسرائلية عديدة:
1- حرب فلسطين 1948
حرب فلسطين 1948، تعرف بالنكبة وبالعبرية حرب الاستقلال أو حرب التحرير، وهي التي اندلعت في فلسطين الانتدابية خلال الفترة بين تصويت الأمم المتحدة على قرار التقسيم يوم 30 نوفمبر 1947، وانتهت رسميا يوم 20 يوليو 1949.
وتقسم إلى:
-حرب التطهير العرقي لفلسطين 1947–1948 أو الحرب الأهلية أو الطائفية عندما اشتبك المجتمعين العربي واليهودي في فلسطين، وكانت المنطقة لا تزال تحت الحكم البريطاني بالكامل.
-الحرب العربية الإسرائيلية بعد 15 مايو 1948، بعد انتهاء الانتداب البريطاني وولادة إسرائيل، حين تدخل شرق الأردن، ومصر وسوريا والعراق وأرسلت قوات عاجلة لمهاجمة القوات الصهيونية.
وانتهت الحرب بـ:
حفاظ دولة إسرائيل على المنطقة التي كان قد أوصى بها قرار 181 الجمعية العامة للأمم المتحدة، والحفاظ على ما يقرب من 60% من المساحة المخصصة للدولة العربية المقترحة، بما فيها منطقة يافا واللد والرملة، الجليل ومعظم أجزاء النقب، قطاع واسع على طول الطريق بين تل أبيب والقدس وبعض الأراضي في الضفة الغربية، كما قامت بفرض الحكم العسكري عليها.
سيطرة شرق الأردن على ما تبقى من فلسطين الانتدابية التي ضمها لاحقاً.
سيطرة الجيش المصري في قطاع غزة.
لم يتم إنشاء دولة للفلسطينيين؛ بسبب تولي الأردن إدارة الضفة الغربية ومصر لقطاع غزة.
2- حرب 1956
العدوان الثلاثي أو حرب 1956 كما تعرف في مصر والدول العربية أو أزمة السويس أو حرب السويس كما تعرف في الدول الغربية أو حرب سيناء أو حملة سيناء أو العملية قادش.
وهي حرب شنتها كل من بريطانيا وفرنسا وإسرائيل على مصر عام 1956، وهي ثاني الحروب العربية الإسرائيلية بعد حرب 1948، وتعد واحدة من أهم الأحداث العالمية التي ساهمت في تحديد مستقبل التوازن الدولي بعد الحرب العالمية الثانية.
لم تنتهي المناوشات الحدودية بين الدول العربية وإسرائيل منذ حرب 1948، وأعلن الرئيس المصري جمال عبد الناصر صراحة عداءه لإسرائيل، كما ضيّق الخناق على سفنها في قناة السويس وخليج العقبة، ما شجع الأخيرة ووجدت فيه تعليلاً لتدعيم ترسانتها العسكرية عن طريق عقد صفقة أسلحة مع فرنسا.
فقرر عبد الناصر طلب السلاح من الولايات المتحدة وبريطانيا، إلا أنهما رفضتاه معللتين ذلك بوضع حد لسباق التسليح في الشرق الأوسط، لم يجد عبد الناصر بديلاً إلا أن يطلب السلاح من الاتحاد السوفيتي وهو ما قابله الأخير بالترحيب لتدعيم موقفه بالمنطقة؛ ومن ثم قررت كل من بريطانيا والولايات المتحدة الرد على الخطوة المصرية، ورفض عبد الناصر الدخول في سياسة الأحلاف، ورفضه الصلح مع إسرائيل؛ بوضع خطةٍ جديدةٍ أُطلق عليها “أوميجا” هدفت إلى تحجيم نظام عبد الناصر عبر فرض عقوبات على مصر بحظر المساعدات العسكرية، ومحاولة الوقيعة بينها وبين أصدقائها العرب، وتقليص تمويل السد ثم إلغاؤه بالكامل في وقت لاحق.
رأى عبد الناصر في تأميم قناة السويس فرصته الوحيدة للحصول على التمويل اللازم لبناء السد العالي، وبالفعل أعلن في 26 يوليو 1956 قرار التأميم.
وردت إسرائيل- مستشهدة ببروتوكول سيفرز- بأنها أرسلت قوات إسرائيلية تهبط في عمق سيناء، متجه إلى القناة لإقناع العالم بأن قناة السويس مهددة.
وفي 30 أكتوبر أصدرت كل من بريطانيا وفرنسا إنذاراً يطالب بوقف القتال بين مصر وإسرائيل، ويطلب من الطرفين الانسحاب عشرة كيلومترات عن قناة السويس، وقبول احتلال مدن القناة بواسطة قوات بريطانية فرنسية بغرض حماية الملاحة في القناة، وإلا تدخلت قواتهما لتنفيذ ذلك بالقوة.
ومن ثم رفضت مصر احتلال إقليم القناة، وفي اليوم التالي هاجمت الدولتان مصر وبدأت غاراتهما الجوية على القاهرة ومنطقة القناة والإسكندرية. مما أرغم عبد الناصر بسحب القوات المصرية من سيناء إلى غرب القناة، وبدأ الغزو الأنجلو-فرنسي على مصر من بورسعيد التي ضربت بالطائرات والقوات البحرية تمهيداً لعمليات الإنزال الجوي بالمظلات.
ولكن نتيجة للضغط الدولي الذي أدى وقف التغلغل الإنجليزي الفرنسي، ومن ثم انسحاب القوات الفرنسية والإنجليزية من بورسعيد في 22 ديسمبر، وفي 23 ديسمبر تسلمت السلطات المصرية مدينة بورسعيد واستردت قناة السويس، وفي 16 مارس 1957 أتمت القوات الإسرائيلية انسحابها من سيناء.
3- حرب 1967
حرب 1967 وتُعرف أيضاً في كل من سوريا والأردن باسم نكسة حزيران وفي مصر باسم نكسة 67 وتسمى في إسرائيل حرب الأيام الستة.
وهي الحرب التي نشبت بين إسرائيل وكل من العراق ومصر وسوريا والأردن بين 5 -10 يونيو 1967، وأدت إلى احتلال إسرائيل لسيناء وقطاع غزة والضفة الغربية والجولان وتعتبر ثالث حرب ضمن الصراع العربي الإسرائيلي؛ وقد أدت الحرب إلى مقتل 15,000 - 25,000 شخص في الدول العربية مقابل 800 في إسرائيل، وتدمير 70 - 80% من العتاد الحربي في الدول العربية مقابل 2 - 5% في إسرائيل.
كما كان من نتائجها صدور قرار مجلس الأمن رقم 242 وانعقاد قمة اللاءات الثلاثة العربيّة في الخرطوم وتهجير معظم سكان مدن قناة السويس وكذلك تهجير معظم مدنيي محافظة القنيطرة في سوريا، وتهجير عشرات الآلاف من الفلسطينيين من الضفة بما فيها محو قرى بأكملها، وفتح باب الاستيطان في القدس الشرقية والضفة الغربية.
وهي الحرب التي لم تنته تبعاتها حتى اليوم، إذ لا تَزال إسرائيل تحتلّ الضفة الغربية، كما أنها قامت بضم القدس والجولان لحدودها.
4- حرب الاستنزاف (1967-1970)
حرب الاستنزاف وتعرف في إسرائيل بحرب الألف يوم. والاستنزاف هو مصطلح أطلقه الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر على الحرب التي اندلعت بين مصر وإسرائيل على ضفتي قناة السويس.
بدأت الحرب بسبب تقدم المدرعات الإسرائيلية صوب مدينة بور فؤاد بهدف احتلالها يوم 1 يوليو، 1967، فتصدت لها قوة من الصاعقة المصرية بنجاح فيما عرف بمعركة رأس العش.
استمرت الحرب لنحو ثلاث سنوات، وانتهت في 7 أغسطس، 1970 بقرار عبد الناصر والملك حسين قبول مبادرة روجرز لوقف إطلاق النار، ولم تنجح كذلك المساعي الهادفة للتوصل إلى تسوية سلمية بسبب التعنت الإسرائيلي، وانما سادت حالة من اللا سلم واللا حرب، والتي أدت بدورها إلى نشوب حرب أكتوبر بعد ثلاث سنوات.
5- حرب أكتوبر
حرب أكتوبر أو حرب العاشر من رمضان كما تعرف في مصر أو حرب تشرين التحريرية كما تعرف في سوريا أو حرب يوم الغفران كما تعرف في إسرائيل.
وهي الحرب التي شنتها كل من مصر وسوريا في وقتٍ واحدٍ على إسرائيل عام 1973 وهي خامس الحروب العربية الإسرائيلية.
بدأت الحرب يوم السبت 6 أكتوبر 1973 م الموافق 10 رمضان 1393 هـ بتنسيق هجومين مفاجئين ومتزامنين على القوات الإسرائيلية؛ أحدهما للجيش المصري على جبهة سيناء المحتلة وآخر للجيش السوري على جبهة هضبة الجولان المحتلة.
وحققت القوات المسلحة المصرية والسورية أهدافها من شن الحرب على إسرائيل، فعبرت القوات المصرية قناة السويس بنجاح وحطمت حصون خط بارليف وتوغلت 20 كم شرقاً داخل سيناء، فيما تمكنت القوات السورية من التوغل إلى عمق هضبة الجولان وصولاً إلى سهل الحولة وبحيرة طبريا.
وقام الجيش الإسرائيلي بفتح ثغرة الدفرسوار وعبر للضفة الغربية للقناة وضرب الحصار على الجيش الثالث الميداني ومدينة السويس ولكنه فشل في تحقيق أي مكاسبَ استراتيجيةٍ سواءً باحتلال مدينتي الإسماعيلية أو السويس أو تدمير الجيش الثالث أو إجبار القوات المصرية على الانسحاب إلى الضفة الغربية مرة أخرى، أما على الجبهة السورية فتمكن من رد القوات السورية عن هضبة الجولان واحتلالها مرة أخرى.
24 أكتوبر 1973، انتهت الحرب رسمياً من خلال اتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين الجانبين العربي الإسرائيلي، ولكنه لم يدخل حيز التنفيذ على الجبهة المصرية فعليّاً حتى 28 أكتوبر.
ثم لاحقها بعده سنوات توقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل في 26 مارس 1979، واسترداد مصر لسيادتها الكاملة على سيناء وقناة السويس في 25 أبريل 1982، ما عدا طابا التي تم تحريرها عن طريق التحكيم الدولي في 19 مارس 1989.
ذكرى تحرير سيناء
عيد تحرير سيناء أو ذكرى تحرير سيناء هو اليوم الموافق 25 أبريل من كل عام، وهو اليوم الذي استردت فيه مصر أرض سيناء بعد انسحاب آخر جندي إسرائيلي منها، وفقا لمعاهدة كامب ديفيد.
وفي 25 من أبريل، تم استرداد كامل أرض سيناء ما عدا مدينة طابا التي استردت لاحقا بالتحكيم الدولي في 15 مارس 1989 م..
ويعتبر هذا اليوم عطلة رسمية للدوائر الرسمية والمصالح الحكومية المصرية.
وقد تم تحرير سيناء من الاحتلال الإسرائيلى في عام 1982 م واكتمل التحرير عندما رفع الرئيس المصري الراحل محمد حسني مبارك علم مصر على طابا آخر بقعة تم تحريرها من الأرض المصرية في عام 1989.