مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

إدانات عربية ودولية إزاء الأوضاع في القدس.. تحذيرات من استفزاز مشاعر المسلمين

نشر
الأمصار

أدانت اللجنة الوزارية العربية، التي انعقدت اليوم الخميس في الأردن، الموقف الإسرائيلي في القدس، محذرة من أنه ينذر بإشعال دوامة من العنف تهدد الأمن في المنطقة والعالم.

وأقيمت فعاليات الاجتماع الطارئ للجنة الوزارية العربية لمواجهة السياسات الإسرائيلية غير القانونية في القدس والذي استضافه الأردن لبحث الأوضاع في المسجد الأقصى المبارك، في ظل التوتر الذي يشهده منذ أيام.

وقالت اللجنة الوزارية العربية إن الاجتماع بحث سبل مواجهة التصعيد الإسرائيلي الخطير في المسجد الأقصى المبارك، وبلورة تحرك مشترك لوقف الاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية في المقدسات، ووقف العنف، واستعادة التهدئة الشاملة.

وأضاف البيان أن اللجنة "تدين الاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية بحق المصلين في المسجد الأقصى المبارك الحرم القدسي الشريف، والتي تصاعدت على نحو خطير خلال الأيام الماضية من شهر رمضان المبارك، وأدت إلى وقوع مئات الإصابات والاعتقالات في صفوف المصلين، وإلحاق أضرار بالغة بمرافق الحرم القدسي الشريف".

وتضم اللجنة الوزارية؛ الأردن، والإمارات العربية المتحدة، والسعودية، وفلسطين، ومصر، وقطر، والمغرب، والجزائر، وتونس، إلى جانب الأمين العام لجامعة الدول العربية.

اقتحامات المسجد الأقصى 

وكان قد شهد المسجد الأقصى، فجر الجمعة الماضية، عمليات اقتحام من قبل القوات الإسرائيلية في القدس الشرقية، ما تسبب في اشتباكات مع المصلين.

وجرح الجمعة أكثر من 150 فلسطينيا في الصدامات التي وقعت مع الشرطة الإسرائيلية في باحة المسجد الأقصى، وأوقفت الشرطة أكثر من 400 شخص، أفرج لاحقا عن معظمهم بينما تواصل استجواب البقية. 

وتجدد التوتر الأحد في باحات المسجد الأقصى بعد اشتباكات بين فلسطينيين اعترضوا على زيارات يهود للمسجد والشرطة الإسرائيلية، ما أدى إلى سقوط 19 جريحا فلسطينيا وسبعة إسرائيليين. ويأتي هذا التصعيد بعد يوم من الهدوء عقب أحداث الجمعة الثانية من شهر رمضان 

والاثنين اقتحمت القوات الإسرائيلية المسجد الأقصى لـ"تأمين الاقتحامات الجماعية للمستوطنين، تلبية لدعوات أطلقتها منظمات دينية بمناسبة عيد الفصح".

الاعتداء على القدس يهدد الأمن والاستقرار العربي

ومن جهتها حذرت اللجنة الوزارية العربية الطارئة من أن "هذه الاعتداءات والانتهاكات تمثل استفزازا صارخا لمشاعر المسلمين في كل مكان، وتقويضا لحرية العبادة في المسجد الأقصى المبارك، وحرية وصول المصلين إليه، وتنذر بإشعال دوامة من العنف تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم".

وأكدت اللجنة رفضها جميع الممارسات الإسرائيلية اللاشرعية المستهدفة تغيير الوضع القانوني والتاريخي القائم في المسجد الأقصى المبارك/الحرم القدسي الشريف، وأي محاولة لفرض تقسيمه زمانيا ومكانيا، وإدانة هذه الممارسات خرقا سافرا للقانون الدولي، ولمسؤوليات إسرائيل القانونية بصفتها القوة القائمة بالاحتلال.

وطالبت اللجنة إلى ضرورة احترام إسرائيل الوضع التاريخي والقانوني القائم في الحرم القدسي الشريف، والعودة إلى ما كان عليه قبل عام (2000)، وبما يضمن احترام حقيقة أن المسجد الأقصى والحرم القدسي،  بمساحته البالغة مائة وأربعة وأربعين دونما، هو مكان عبادة خالص للمسلمين، وتكون الزيارة لغير المسلمين له بتنظيم من إدارة الأوقاف الإسلامية، التابعة لوزارة الأوقاف والمقدسات الإسلامية الأردنية، بصفتها الجهة القانونية صاحبة الاختصاص الحصري بإدارة جميع شؤون الحرم وتنظيم الدخول إليه.

ودعت اللجنة المجتمع الدولي، خصوصا مجلس الأمن، إلى التحرك الفوري والفاعل لوقف الممارسات الإسرائيلية غير القانونية والاستفزازية في القدس والحرم الشريف، حماية للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وللحؤول دون تفاقم موجة العنف، وحفاظا على الأمن والسلم.

ووجهت دعوتها خصيصا إلى مجلس الأمن لتحمل مسؤولياته في حفظ السلم والأمن الدوليين، وتطبيق قراراته ذات الصلة بمدينة القدس الشرقية، بما فيها القرارات 252 (1968) و267 (1969).

وأشارت اللجنة إلى استمرار تنسيق الجهود بين جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، بهدف حماية مدينة القدس المحتلة ومقدساتها، والحفاظ على هويتها العربية الإسلامية والمسيحية.

 

دور الوصاية الهاشمية في حماية الاماكن المقدسة 

شددت اللجنة الوزارية العربية على دور الوصاية الهاشمية التاريخية، التي يتولاها الملك الأردني عبدالله الثاني بن الحسين في حماية الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية بالقدس، والوضع التاريخي والقانوني القائم فيها، وضرورة إزالة جميع القيود والمعيقات التي تقيد عمل دائرة الأوقاف في إدارة شؤون المسجد الأقصى والحرم القدسي الشريف والحفاظ على مرافقه.

إذ تشهد باحة المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، في البلدة القديمة في القدس الشرقية المحتلة، باستمرار صدامات بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين فلسطينيين، في الموقع المقدس الذي يشكل أحد محاور النزاع الإسرائيلي الفلسطيني.

 

إدانات دولية وأممية 

ومع عمليات الاقتحامات الأخيرة من قبل القوات الإسرائيلية  أعربت دول ومؤسسات أممية عن قلقها إزاء التطورات في المسجد الأقصى، داعية الجانبين إلى ضبط النفس ومنع تكرار الاعتداءات.

من جانبه  قال تور وينيسلاند، المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط: "إنني أشعر بقلق عميق إزاء تدهور الوضع الأمني في القدس خلال هذه الأيام المقدسة".

وأضاف: "الاستفزازات في الحرم الشريف يجب أن تتوقف الآن. إنني أدعو القادة السياسيين والدينيين والمجتمعيين من جميع الأطراف إلى المساعدة في تهدئة الوضع وتجنب نشر الخطاب التحريضي والتحدث ضد أولئك الذين يسعون إلى تصعيد الموقف".

وحذر من "السماح لمزيد من التوترات بالمزيد من المخاطرة بتصعيد آخر".

وقال وينسلاند إن "الأمم المتحدة على اتصال وثيق مع الشركاء الإقليميين الرئيسيين والأطراف لتهدئة الوضع".

الاتحاد الأوروبي

بدوره، أعرب الاتحاد الأوروبي عن القلق إزاء التصعيد الأخير، داعيا إلى "وقف العنف على الفور".

وقال في بيان: "يتابع الاتحاد الأوروبي بقلق بالغ التصعيد الأخير في أعمال العنف في أنحاء الضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية، والاشتباكات في المسجد الأقصى صباح الجمعة".

وأضاف: "يجب أن يتوقف العنف على الفور. يجب منع وقوع المزيد من الضحايا المدنيين كأولوية.. يجب احترام الوضع الراهن للأماكن المقدسة احتراماً كاملاً. التعاون الأمني الفلسطيني الإسرائيلي ضروري".

وتابع: "يتحمل جميع القادة مسؤولية العمل ضد المتطرفين. يكرر الاتحاد الأوروبي دعوته لجميع الأطراف للمشاركة في جهود خفض التصعيد".

الولايات المتحدة

ومن جانبها، عبرت الولايات المتحدة عن قلقها الشديد حيال العنف في القدس.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، نيد برايس، في بيان: "ندعو جميع الأطراف إلى ضبط النفس وتجنب الأفعال والخطابات الاستفزازية والحفاظ على الوضع التاريخي في القدس".

وبدورها، قالت وحدة الشؤون الفلسطينية الأمريكية في السفارة الأمريكية في تل أبيب، في بيان: "نحن نراقب عن كثب الأحداث في القدس خلال فترة الأعياد المقدسة لليهود والمسلمين والمسيحيين، نحث الجميع على الامتناع عن الأعمال التي تزيد من تصعيد التوترات".

وأضافت: "نشجع جميع الأطراف على العمل سويا، لضمان الهدوء والاستمتاع الهادئ بجميع الأعياد الدينية".

أمريكا تحذر رعاياها في فلسطبن 

كما دعت السفارة الأمريكية في إسرائيل، رعاياها إلى اليقظة الأمنية مع استمرار تدهور الأوضاع في الأراضي الفلسطينية وإسرائيل.

وقالت السفارة في تحذير إنه: "نذكر مواطني الولايات المتحدة بالبقاء يقظين واتخاذ الخطوات المناسبة لزيادة وعيهم الأمني، حيث تحدث الحوادث الأمنية غالبًا دون سابق إنذار".

ومضت قائلة "بسبب الهجمات الإرهابية الأخيرة، وحقيقة أن البلدة القديمة في القدس والأحياء المجاورة كانت مواقع اشتباكات متكررة، وقضايا أمنية محتملة مرتبطة بعطلة أبريل/نيسان 2022، لا يمكن لموظفي الحكومة الأمريكية وأفراد أسرهم دخول البلدة القديمة بعد حلول الظلام (من الغسق حتى الفجر) وأيام الجمعة".

ومنعت أيضا الوصول إلى أبواب العامود والساهرة والأسباط في البلدة القديمة بالقدس الشرقية.

وتشهد باحة المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، باستمرار صدامات بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين فلسطينيين، وتعد هذه الاشتباكات في الحرم القدسي هي الأولى هذا العام منذ بداية شهر رمضان الذي يتجمع المسلمون خلاله في الموقع المقدس الذي يشكل أحد محاور النزاع الإسرائيلي الفلسطيني.

وينظر الفلسطينيون إلى القدس الشرقية التي احتلتها إسرائيل في 1967 وضمتها لاحقا في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي كعاصمة لدولتهم المستقبلية، وتتمسك بحقها.