الذكرى 91 على تأسيسها.. كل ما تريد معرفته عن القوة الجوية العراقية
تحتفل القوة الجوية العراقية بمرور 91 عامًا على تأسيسها في الـ 22 من أبريل عام 1931، وقال وزير الدفاع العراقي جمعة عناد في هذه المناسبة، إن هناك سعي لتطوير القوة الجوية.
وتابع عناد، "احتفلنا اليوم بمرور 91 عامًا على تأسيس القوة الجوية العراقية البطلة"، مبينًا أن "كل دول العالم تهتم بالقوة الجوية وتسمى الذراع الطويل"، مضيفًا أن "أي دولة لا تمتلك قوة جوية تعتبر متخلفة"، مشيرًا الى أن "هذه القوة سلاح فعال ومهم ورئيس، ويجب التركيز عليه".
وأكد عناد، "منذ تسلمي الوزارة قبل عامين دعمت صنف القوة الجوية أكثر من الصنوف الأخرى، وزرت الكثير من الدول واطلعت على الطائرات بهدف تطوير القوة الجوية بالشكل الذي يليق بالعراق العظيم".
وحول مكانة الجيش العراقي الحالية، أكد عناد، أن "تسلسل الجيش العراقي أصبح 34 عالميًا بعدما كان 57، أما عربيًا فأصبح بالمرتبة الرابعة"، موضحًا أن "تسلسل القوة الجوية العراقية بالنسبة للوطن العربي هو السادس".
نظام بديل
وبشأن نظام البديل، أكد عناد أن "العراق في حالة حرب ضد الإرهاب الآن، وسيتم الاجتماع بالقادة بشأن امكانية تطبيق نظام البديل"، وبين أن "نظام البديل طبق خلال فترة جائحة كورونا خشية على الجنود من الاصابة"، لافتا الى أن "هذا النظام لا يخدمنا".
بدوره تقدم الناطق باسم مكتب القائد العام للقوات المسلحة، اللواء يحيى رسول بالتهاني والتبريكات لابطال القوة الجوية العراقية ضباطاً ومراتب وموظفين ومنتسبين بمناسبة الذكرى 91 لتأسيس القوة الجوية العراقية"، مبينا أن "هناك اهتمامًا لبناءها منذ تأسيسها بشكل يواكب التطورات والدفاع عن العراق".
وتابع: "القوة الجوية العراقية اشتركت في الكثير من الحروب العربية التي دافعت بها عن العرب وكانت لها صولات وجولات والاهتمام الكبير لها".
القوة الجوية العراقية
القوة الجوية العراقية هي الفرع الجوي للقوات المسلحة العراقية، وهي المسؤولة عن حماية سماء العراق، ومراقبة الحدود الدولية والممتلكات الوطنية، والقيام بالعمليات الجوية.
تأسيسها
كانت مسألة تأسيس جيش عراقي قوي قادر على حفظ النظام والأمن الداخلي هي إحدى المسائل الملحة التي جرت دراستها منذ بداية تأسيس الحكم الوطني في العراق عام 1920، لذلك قررت الحكومة العراقية إنشاء نواة لقوة جوية وطنية لرفع القدرة القتالية للجيش العراقي لما لهذا السلاح من تأثير فعال على نشاط الحركات العسكرية، وبذلك أدرج الموضوع ضمن الاتفاقية العسكرية مع بريطانيا التي وقّعَت في 5 مارس 1924، وألحقت بالمعاهدة العراقية البريطانية لعام 1922، وقد جاء في المادة الثانية من الاتفاقية ما يلي:
1- تدريب الضباط العراقيين في المملكة المتحدة بقدر مساعدة الظروف على الفنون البحرية والعسكرية والجوية.
2- تجهيز الجيش العراقي بما يحتاج من كميات كافية من العتاد والسلاح والتجهيزات والطائرات ومن أحدث الأنواع.
3- تجهيز الحكومة العراقية بالخبراء البريطانيين عند طلبها ذلك ولمدة نفاذ هذه الاتفاقية.
ووافقت بريطانيا على سحب طائراتها من العراق وأن تحل محلها أسراب عراقية، وقد ماطلت بريطانيا في تنفيذ الاتفاقية ما أدى إلى توتر العلاقات بين البلدين، وفي النهاية وافقت بريطانيا على تدريب 6 طيارين عراقيين في كلية كرانويل للقوات الجوية في بريطانيا في 1 سبتمبر 1927 وتكون مدة الدراسة سنتان، كما وافقت الحكومة البريطانية على تدريب 16 عراقياً في تخصص إدامة الطائرات وصيانتها، وذلك في مستودع القوة الجوية البريطانية في معسكر الهنيدي في بغداد.
الطيارون الستة:
- ناطق محمد خليل الطائيّ
- محمد علي جواد
- حافظ عزيز
- أكرم مشتاق
- موسى علي
- بشير يعقوب
في عام 1931 وصل أول خمس ضباط طيارين من التدريب في بريطانيا بأربع طائرات من نوع جيبسي موث وطائرة واحدة من نوع بوص موث (ما يشكل مجموع 5 طائرات) من لندن مروراً بباريس، ميلانو، زغرب، إسطنبول، أنقرة، حلب، والرمادي، منتهية بمدينة بغداد، في مطار الوشاش (مطار المثنى العسكري حالياً)، بالإضافة إلى 32 مهندس طيران، وقد استقبلهم الملك فيصل الأول والملك علي والأمير زيد وأشقاؤه، والأمير غازي ولي العهد والوزراء وعدد كبير من موظفي الدولة وجموع غفيرة من طلاب المدارس، وحشود بغدادية وموصلية، وكانت هذه انطلاقة وبداية نشوء القوة الجوية العراقية في تاريخ 22 نيسان 1931 واعتبر هذا اليوم عيداً للقوة الجوية.
وكانت قيادة سلاح الجو الملكي البريطاني في العراق قبل إنشاء القوة الجوية العراقية تشرف على جميع عناصر القوات المسلحة البريطانية في العراق منذ عام 1920 وحتى عام1930.
وخلال السنوات الأولى من تشكيل القوة الجوية العراقية الملكية كانت نواتها الأساسية الطائرات البريطانية، وكذلك طائرات هجوم قاذفة من نوع بريدا با-65 وسافواي مارشاتي من إيطاليا.
في السنوات التي تلت استقلال العراق عن بريطانيا كان سلاح الجو العراقي لا يزال يعتمد على سلاح الجو الملكي البريطاني وخصصت الحكومة العراقية غالبية الموازنة للإنفاق العسكري، وبحلول عام 1936 كان سلاح الجو العراقي مكون من 37 طيار و55 طائرة وزاد عدد الطيارين في العام التالي إلى 127 طيار.
واستخدمت الحكومة العراقية سلاح الجو في مواجهة الحركات الداخلية منذ نشأته، وقد شهد المسرح السياسي في العراق الكثير من الأحداث والاضطرابات والحركات العشائرية وغيرها لاسيما في عقد الثلاثينيات، وفي كثير من هذه الأحداث والمواقف استعين بقوة الجيش العراقي والقوة الجوية العراقية بعد أن فقدت قوات وزارة الداخلية زمام السيطرة، وكانت المساهمة الأولى للقوة الجوية الحديثة التي تأسست في 22 أبريل 1931، هي التدخل في معالجة إضراب عام 1931 (إضراب بغداد الصامت)، بعد أن عم الإضراب مختلف الألوية العراقية، ولمعالجة الموقف بالسرعة اللازمة أرسلت الحكومة العراقية من بغداد في 17 يوليو 1931، سرباً من الطائرات إلى لواء البصرة وهي تحمل قوات من الجيش والشرطة وتمت السيطرة على الوضع، كما أسهمت القوة الجوية في إخماد حركة أحمد بارزان في شمال العراق عام 1932، وكانت للضربات الجوية التي وجهها الطيران العراقي الأثر الكبير على معنويات المتمردين من الكرد، حتى هرب مع جماعته إلى تركيا، كما استخدمت القوة الجوية العراقية في قمع حركات تمرد الاثوريين (التياريين)، في شهر أغسطس عام 1933 فيما يعرف باسم مذبحة سميل.
وشارك سلاح الجو الملكي العراقي في القتال ضد ثورات العشائر في محافظة الديوانية والرميثة جنوب العراق في عام 1934 بأمر من بكر صدقي، وعانى في تلك المعارك من أولى خسائره الحربية، أما أول قتال مع جيش تقليدي فكان في عام 1941 أثناء الحرب الأنجلو - العراقية عندما حاولت الحكومة العراقية الاستقلال عن بريطانيا عقب انقلاب قام به رشيد عالي الكيلاني ضد القادة العراقيين المواليين لبريطانيا، مما أدى إلى تدمير سلاح الجو الملكي العراقي كقوة مقاتلة، وخسر سلاح الجو العراقي معظم طائراته في هذه الحرب ولم يبق منها إلا عدد قليل جداً لا يكاد يكفي لاستمرار تدريب الطيارين، كما أدى هذا النقص إلى تجميد بعض الأسراب أو إلغائها، حيث جُمِد السرب الأول في الموصل بسبب هرَب طياريه إلى سوريا واستيلاء القوات البريطانية على مطار الموصل، كما قلص السرب الثاني الذي تحطمت معظم طائراته، وألغي السرب الخامس الذي لم يَبق لديه سوى خمسة طائرات بريدا، وألغي السرب السادس الذي لم يبق لديه سوى طائرة واحدة سافويا مصابة بأضرار، وقد تحطمت أثناء الفحص الجوي، وبذلك تكون كل طائرات هذا السرب قد تحطمت، كذلك تحطمت معظم طائرات السرب السابع، وعليه أصدرت القوة الجوية فيما بعد أمراً بوجوب تحديد ساعات الطيران بما لا يزيد عن خمس ساعات شهرياً لكل طيار مهما كان السبب، كما توقف الطيران في مدرسة الطيران لفقدانها معظم طائراتها التي تحطمت بسبب الغارات الجوية البريطانية على القواعد الجوية العراقية والمطارات الثانوية العراقية، ونتيجة لذلك قُلص عدد طلاب الدورة الثامنة من ثلاثين طالباً إلى عشرة طلاب وأعيد الباقون إلى الجيش، وبعد تخرج هذه الدورة ألغيت مدرسة الطيران وسرب التدريب، وبذلك تكون القوة الجوية فقدت المصدر الوحيد لإعداد طياريها.
وخلال فترة الخمسينات، تأثرت القوة الجوية العراقية عندما أطيح بالنظام الملكي في ثورة 14 تموز عام 1958 ما أدى إلى وقف واردات الأسلحة من الدول الغربية مثل بريطانيا، والتي كانت المورد الرئيسي لطائرات القوة الجوية خلال الفترة من عام 1950 إلى عام 1958 حيث تم تسليم المقاتلات النفاثة الأولية دي هافيلاند فامباير إلى سلاح الجو العراقي في عام 1953، وبوصولها أعيد تشكيل السرب الخامس الملغي، وفي منتصف الخمسينات استقبل سلاح الجو الملكي العراقي طائرة دي هافيلاند فينوم وهوكر هنتر.
وفي عام 1954 و1956 تم تسليم 19 طائرة مقاتلة من نوع دي هافيلاند فامباير، و14 طائرة من نوع أي اكس- راف هاوكرز التي تنتجها الولايات المتحدة، كما تلقى سلاح الجو الملكي العراقي الطائرة بريستول 170 للشحن في عام 1953.
وبعد تسلم القوة الجوية لطائراتها المنضمة حديثاً، استعادت نشاطها وحيويتها وأعيد تنظيمها وأصبح لديها قوة ضاربة، بالإضافة إلى تأسيس كلية القوة الجوية التي كانت تمد الأسراب بالطيارين، كما كانت مدرسة الصناعات الجوية تُعِد الملكات الفنية من المراتب وضباط الصف.
وخلال ثورة 14 تموز عام 1958 أطيح بملك العراق الملك فيصل الثاني وتأسست علاقات دبلوماسية وسياسية مع دول حلف وارسو، في نفس الوقت قطعت العلاقات مع الدول الغربية، وأسقط اسم «الملكية» من اسم القوة الجوية العراقية، وأصبح الاتحاد السوفيتي المورد الرئيسي لطائرات القوة الجوية مثل طائرات ميج-17، وميج-19، وميج-21 وقاذفة القنابل أل-28، كما استلم العراق 13 طائرة من نوع أل-14 في عام 1959 من بولندا وتم تسليم الميج-17 لأول مرة في عام 1958 لتحل محل طائرات دي هافيلاند فامبايرب العراقية الإيرانية.
وفي عام 1961 كانت هيكل أسراب سلاح الجو العراقي على النحو التالي:
- السرب الأول: يتكون من سرب طائرات دي هافيلاند فامباير، ومقره في الحبانية، وآمر المخفر النقيب عبد المنعم إسماعيل.
- السرب الثاني: يتكون من سرب طائرات مي-4، ومقره في قاعدة الرشيد الجوية، وآمر المخفر الرائد واثق إبراهيم ادهم.
- السرب الثالث: يتكون من سرب طائرات أن-12بي، ومقره في قاعدة الرشيد الجوية، وآمر المخفر الكابتن طه أحمد محمد راشد.
- السرب الرابع: يتكون من سرب طائرات هوكر سي فوري، ومقره في قاعدة كركوك الجوية، وآمر المخفر هو الرائد عبد اللطيف.
- السرب الخامس: يتكون من سرب طائرات ميج-17، ومقره في قاعدة الرشيد الجوية، وآمر المخفر هو الرائد خالد سارة راشد.
- السرب السادس: يتكون من سرب طائرات هوكر هنتر، ومقره في الحبانية، وآمر المخفر النقيب حامد الشعبان.
- السرب السابع: يتكون من سرب طائرات ميج-17، ومقره في كركوك، وآمر المخفر هو اللواء نعمة عبد الله الدليمي.
- السرب الثامن: يتكون من سرب طائرات أل-28، ومقره في قاعدة الرشيد الجوية، وآمر المخفر هو اللواء عدنان أمين راشد.
- السرب التاسع: يتكون من سرب طائرات ميج-19
الحرب العراقية الإيرانية
بلغت القوة الجوية العراقية أوج ذروتها وقوتها بعد الحرب العراقية الإيرانية، ففي عام 1988 بلغ تَعداد طائراتها قرابة 1050 طائرة، لتصبح إحدى أكبر القوى الجوية في المنطقة، لكنها لم تلبث أن دُمر منها قرابة 500 طائرة في أحداث حرب الخليج الثانية، كما دُمر أغلب الجزء المتبقي وأودع بعضها في إيران لحمايتها من القصف الأمريكي، وبعضه توقف عن الإقلاع نتيجة فرض حظر الطيران وعدم توفر قطع الغيار، وبعد انتهاء حرب الخليج الثانية لم تُعِد إيران تلك الطائرات إلى العراق، وعدتها جزءًا من التعويضات عن الحرب العراقية الإيرانية، وكان عددها قرابة 160 طائرة، وبعد الحرب فرضت مناطق حظر الطيران في شمال وجنوبي العراق، أما ما تبقى من الطائرات العراقية فقد دُمر خلال غزو العراق عام 2003.
حرب الخليج
وبعد حرب الخليج الثالثة مرت القوة الجوية بمراحل بناء عديدة بمساعدة الولايات المتحدة حيث جهز العراق بعدد من الطائرات وبأنواع مُختلفة، كذلك اتجهت الحكومة إلى دول أخرى وتعاقدت معها كروسيا والتشيك وكوريا الجنوبية، إلا أن أغلب تلك الصفقات عانت من مشاكل ومعرقلات.
اليوم تعد القوة الجوية العراقية الداعم الأول للقوات البرية العراقية على الأرض خاصة في التصدي لتنظيم داعش الإرهابي.