د. إبراهيم نوار يكتب: الملء الثالث لبحيرة سد النهضة
أصبحت دول حوض النيل الشرقي على أبواب موسم الفيضان الجديد، وهي تستعد له بدون اتفاق أو تنسيق مشترك مما يشكل خطورة على دولتي المصب.
إثيوبيا تعتزم هذا العام مضاعفة كمية مخزون مياه بحيرة سد النهضة.
ولتحقيق ذلك قامت خلال الشهرين الماضيين بقطع أشجار الغابات في مساحة تصل إلى 17 ألف هكتار (الهكتار يساوي 2.471 فدان) مقارنة بأقل من 5 آلاف هكتار تم قطع الأشجار فيها قبل موسم الأمطار الصيفية في العام الماضي، من أجل توسيع حوض بحيرة السد، لاستيعاب كمية إضافية من المياه تصل إلى 10.5 مليار متر مكعب. وكانت إثيوبيا قد خزنت في الملء الأول لبحيرة سد النهضة 4.9 مليار متر مكعب، ثم قالت أنها زادت كمية المخزون المائي في العام الماضي إلى 13.5 مليار متر مكعب.
في حال نجاح إثيوبيا في إتمام المستهدف من التخزين في صيف العام الحالي فإن مخزون المياه في البحيرة سيصل إلى 24 مليار متر مكعب، بما يقرب من ثلث حجم المخزون المستهدف، ثم ستواصل زيادة المخزون بمقدار 10 مليارات متر مكعب سنويا حتى الوصول إلى طاقة التخزين المستهدفة التي تبلغ 74 مليار متر مكعب.
تقديرات خبراء الأرصاد الجوية والأجهزة الإقليمية
تقديرات خبراء الأرصاد الجوية والأجهزة الإقليمية المعنية بدراسة خرائط توزيع الأمطار لا تملك حتى الآن معلومات يقينية نهائية بشأن توقعات موسم الأمطار المقبل.
لكن خرائط توزيع الأمطار خلال فصل الربيع أظهرت تغيرات حادة في نمط توزيع الأمطار وكمياتها، وأدت هذه التغيرات الحادة إلى كوارث بيئية خصوصا في جنوب أفريقيا التي تعرضت مناطق فيها لسيول وانهيارات أرضية أدت إلى قتل وتشريد الالاف وتدمير آلاف المساكن.
إثيوبيا ماضية قدما في إجراءات الملء الثالث بدون اتفاق مع دولتي المصب، وهو ما يتطلب ضرورة التحرك من أجل التوصل إلى تفاهم معها بشأن معايير الملء والتشغيل وتنظيم معدلات تخزين وتصريف المياه خلف السدود في مواسم الفيضان المختلفة. هذا التفاهم المنشود يجب أن يقوم على قاعدة أن النيل ملكية مشتركة لدول الحوض، يجب احترام حقوق كل دولة فيه، ويجب التعاون المشترك من أجل الحفاظ عليه وتنميته والانتفاع المشترك بالوفورات الناتجة عن التنمية.