حزب كردي: تركيا توسع عمليات التغيير الديمغرافي شمالي سوريا
اتهم ممثل لحزب كردستاني، القوات التركية بمساعدة جماعة الإخوان بمواصلة الضغط في شمال سوريا لتحقيق تغيير ديمغرافي في المنطقة.
وأوضح نواف رشيد، ممثل حزب "يكيتي"، الكردستاني في إقليم كردستان العراق، أنه تم تنفيذ عمليات نقل وإجلاء مؤخراً من مناطق الزبداني والغوطة شمالي سوريا إلى منطقة عفرين الكردية الخاضعة لسيطرة المعارضة"، لافتا إلى أن تلك "التغيرات في ظاهرها إعادة البناء والاستقرار، لكن في باطنها رغبة تركية لتغيير ديمغرافي في الشريط الحدودي".
وغالبية سكان الشريط الحدودي بين تركيا وسوريا من الأكراد الطامحين لإقامة دولة أو الوصول لصيغة حكم ذاتي مماثل لجيرانهم في العراق، لكن هذا الطموح يثير قلقا في أنقرة لكي لا يثير بدوره أحلاما مماثلة لدى الأقلية الكردية في تركيا التي تتزايد كثافتها في هضبة الأناضول جنوب البلاد".
كما شهدت منطقة الإرادة في شمال سوريا التي وصل إليها نازحون من حمص وحلب وحما، ذات العمليات، بحسب نواف رشيد، الذي أشار إلى أن :"ما يجري في سوريا وتحديداً في مناطق شمال وشمال شرق مخططات ممتدة ومتصلة بعموم البلاد وليست محصورة في منطقة دون أخرى".
ويضيف رشيد أنه "بحسب معلومات متوفرة قد تم تنفيذ عمليات نقل وإجلاء مؤخراً من مناطق الزبداني والغوطة إلى منطقة عفرين الكردية الخاضعة لسيطرة المعارضة وكذلك الأمر مشابه لما شهدته منطقة الإرادة التي وصل إليها نازحون من حمص وحلب وحما".
وسيطرت تركيا منذ عملية "درع الفرات” التي بدأتها في أغسطس/آب عام 2016، على العديد من المناطق السورية بين جرابلس وإعزاز والباب، كما سيطرت في عام 2018 على منطقة عفرين.
وتقول تركيا إن عملياتها في الشمال السوري تستهدف بالأساس التصدي للتنظيمات الكردية ونشاط حزب العمال الكردستاني الذي يشن هجمات على أراضيها من سوريا.
وخلال عقود نظم اتفاق بين أنقرة ودمشق توغلات الجيش التركي في الشمال السوري لمواجهة عمليات "العمال الكردستاني".
ويؤكد مثل الحزب الكردستاني أن " تركيا لم تكتف بالتوسع العسكري هناك، بل امتد الأمر إلى إجراء تغييرات ملامح الحياة العامة في المناطق السورية الخاضعة لسيطرتها العسكرية على جميع المستويات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية"،
ووفق رشيد : "فمنذ ذلك الحين، شرعت تركيا بعمليات بناء وتجهيز قرى ومبان ومشاريع لتعميق أهدافها الرامية لتغريب مواطن تلك المناطق وجلب آخرين من مناطق مختلفة، بما يتناسب مع توجهاتها السياسية وينسجم مع ميول حركة الإخوان في تلك المناطق".
ويلفت رشيد إلى أن "مناطق الشمال السوري ذات الأغلبية الكردية وهي عفرين ورأس العين وغيرهما لم تستطع السلطة الحاكمة المؤقتة فيها حاليا من إخراج حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي الـ(بي واي دي) وهو الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني التركي المعارض، لولا السلاح والدعم التركي للفصائل الموالية لنظام أنقرة".
وتابع:" نحن أمام مخطط واسع ابتدأ منذ سنوات يقضي يتغير سكان تلك المناطق بأهداف ورغبات سياسية إقليمية ودولية".
عمليات إجلاء
وفي مخيمات قرية دير حسان بريف إدلب، وعلى مقربة من الحدود السورية- التركية، عملت أنقرة على مشروع لبناء منازل من "الطوب"، لتقوم باستنساخ تلك التجربة في بقية مناطق الشمال السوري وخاصة في ريف حلب الشمالي ومنطقة العملية التركية "نبع السلام".
وكذلك شهدت منطقة أعزاز بريف محافظة حلب السورية، في يوليو/تموز 2021، وضع حجر أساس مشروع (مدينة الأمل) الذي تنفذه هيئة الإغاثة الإنسانية (İHH) التركية. ويقام المشروع في محيط قرية طوقلي شرق مدينة أعزاز ويتألف من 1400 وحدة سكنية، ومدارس ابتدائية ومتوسطة وثانوية ومركز صحي، وآخر للتدريب المهني، ومسجد.
وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان فمنذ بداية العملية التي أطلقت عليها تركيا اسم "نبع السلام" في أكتوبر/تشرين الأول 2020، بدأت الفصائل الموالية لتركيا المنضوية تحت لواء ما يعرف بـ"الجيش الوطني السوري"، إجبار من بقي من السكان في المناطق التي سيطروا عليها في الشمال السوري على الرحيل من أجل تنفيذ عملية تغيير ديمغرافي في المنطقة.
مخطط ممتد
من جانبه، يلفت مصدر سياسي سوري لـ"العين الإخبارية"، رفض الكشف عن اسمه، إلى أن "دمشق باتت أرض رمال متحركة لا تعرف الثبات أو السكون، وهي في حال تغير مستمر نحو ما يعمق جراح الشعب السوري ويمكن من شطب خارطتها وتمزيق هويتها".
كما يشير المحلل السياسي العراقي إحسان عبدالله، إلى أن "الصراع الإيراني التركي على مناطق النفوذ في سوريا والعراق دفع إلى جملة من المتغيرات الطارئة والتي باتت أن تكون واقعا معاش بما يرسم خرائط جديدة ومثبتة ضمن تلك المناطق".
وتشارك قوات إيرانية ومليشيات موالية لها في المعارك الدائرة في سوريا منذ أكثر من عقد إلى جانب الجيش السوري.
وإيران تواجه أيضا مخاوف من أن تدفع إقامة منطقة حكم ذاتي للأكراد في شمال سوريا الأكراد في أراضيها للمطالبة بأمر مماثل.