عيد الفطر في سوريا له مذاقة الخاص.. كيف يحتفل السوريين بالعيد
كل دولة تحتفل بالعيد على طريقتها الخاصة وكل عيد له مذاقه الخاص بكل دولة وعيد الفطر المبارك بسوريا له طابعة الخاص.
بداية العيد في سوريا
يبدأ السوريون الاستعدادات لعيد الفطر المبارك في الأيام العشر الأخيرة من شهر رمضان، بما يحمله من فرحة للمسلمين، وقد ختموا صيام رمضان بما فيه من عبادات، تميزه عن بقية أشهر العام.
والسوريون في استعداداتهم لاستقبال عيد الفطرالمبارك ، وفيما يقومون به من أعمال ويمارسونه من تقاليد، يتماثلون مع إخوانهم من المسلمين في البلدان الأخرى، ومثلهم مثل غيرهم تكون لهم خصوصياتهم في تلك المناسبة نتيجة ظروف وعادات وتقاليد، تتداخل، وتميز تفصيلات حياتهم عن حياة غيرهم من المسلمين.
يبدأ يوم العيد في سوريا في وقت مبكر من النهار؛ حيث يخرج المصلون وخاصة أهالي دمشق لأداء صلاة العيد في المسجد الأموي، ويُصلي أهالي المناطق السورية الأخرى في المساجد الأخرى، وبعد الانتهاء من صلاة العيد يتوجه الجميع لزيارة القبور، والدعاء للأموات بالرحمة والمغفرة، وقراءة الآيات القرآنية على قبورهم، وبعد ذلك يبدأ الاستعداد لزيارة الأقرباء، إذ يزور الرجال الجد والجدة، ثم العمات والخالات، وفي الفترة المسائية تتم زيارة الأعمام والأخوال، وزيارة الجيران أيضاً.
عيد الفطر
وعيد الفطر هو عيد إسلامي يكون في اليوم الأول من شهر شوال الذي يفطر فيه المسلمون محتفلين بإتمام عبادة الصيام في شهر رمضان. وهو أحد عيدي المسلمين والعيد الآخر هو عيد الأضحى أحد أيام الحج في العاشر من شهر ذي الحجة.
احتفل المسلمون بأول عيد فطر في الإسلام في السنة الثانية للهجرة بعد صيام أول رمضان في تلك السنة. ويحرم صيام أول يوم من أيام عيد الفطر.
ومدته شرعًا يوم واحد فقط، يبدأ بعد غروب الشمس اليوم الأخير من شهر رمضان وينتهي بغروب الشمس اليوم الأول من شهر شوال.
الأطفال سوريا في العيد
يذهب أطفال سوريا لزيارة أقاربهم، وأخذ العيدية "الخرجية" التي تقدم لهم في أول يوم من أيام العيد، كما يقضون العيد في اللعب؛ حيث تُفتح الحدائق العامة، وتُنصب المراجيح والألعاب الأخرى، ويذهب الأطفال من أجل اللعب فيها، أو اللعب أمام المنازل.
حلويات العيد
تعد العائلات الشامية في الأيام الأواخر من رمضان حلوى العيد، ومن أنواع الحلويات التي يقوموا بإعدادها "المعمول"، وهو عجين يتم عجنه بالسمن، ثم يُحشى بالتمر، أو الفستق، أو الجوز، ويُشار إلى أنَّ العائلات السورية كانت تصنع هذا الحلو بنفسها، ولكن تخلى عدد منها عن هذه العادة، ولجؤوا إلى شراء الحلوى من المحلات المتخصصة بصنعه.
وبالطبع تختلف الحلويات السورية من منطقة لأخرى، حيث تصنع المناطق الشرقيّة الكليجة، أو المعمول، والأقراص، أما في مدينة حلب الشهباء فيتم إعداد أنواع مختلفة من الكبابيج الحلبيّة، وفي مدينة حمص تُصنع الأقراص وغيرها من الحلويات.
الأسواق في عيد الفطر
يشكل التسوق قبيل العيد طقس وعادة أساسية لدى السوريين لا تكتمل فرحة الأعياد بدونها، وتشهد أسواق العاصمة السورية دمشق حركة متزايدة قبيل نهاية الشهر الكريم.
وتزدحم محال وأسواق العاصمة دمشق قبيل عيد الفطر متسوقون ومارة يحييون عاداتهم كل عام بتحضيرات العيد وابتياع ما يحتاجونه لاستقبال أول أيام العيد.
وفيما يخص ملابس العيد تشتري الأسر السورية ملابس العيد في الأيام الأواخر من شهر رمضان المبارك.
استقبال الأعياد بملابس جديدة وتجهيز الصغار والكبار لاستقبال أول أيام العيد يرجع لعادات وطقوس. لكن ارتفاع الأسعار الذي يشهده العالم يفرض حركة شراء خجولة هنا ومع ذلك تشهد أسواق شارع الحمرا وسوق الشعلان وغيرها بدمشق ازدحام خانقا في الأيام الأخيرة من رمضان.
لكن في الحقيقة تنتاب الأسواق السورية، حركة خجولة بعد حلول عيد الفطر السعيد في إثر تراجع القدرة الشرائية لدى السوريين في شهر رمضان المبارك، بسبب الأوضاع الاقتصادية الناجمة عن العقوبات الأمريكية والغربية.
شهدت أسواق العاصمة السورية التجارية منذ عدة أيام حركة خجولة مع اقتراب حلول عيد الفطر السعيد، بعد جمود أصابها منذ بداية شهر رمضان بسبب ضعف القوة الشرائية لدى المواطنين ، وغلاء الأسعار وتدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية للسوريين بسبب العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الولايات المتحدة الأميركية على سوريا .
وعزا خبراء ومحللون اقتصاديون في سوريا هذه الحركة في الأسواق السورية للمنحة التي أقرتها الحكومة السورية للموظفين والعاملين في القطاع الحكومي و العسكريين، إضافة إلى الحوالات التي تحصل عليها بعض الأسر السورية من المغتربين والتي ساهمت في تحريك الأسواق قبيل حلول عيد الفطر .
وكان الرئيس السوري بشار الأسد قد أصدر مرسوماً تشريعياً قبل أيام يقضي بمنح العاملين والموظفين في الدولة وكذلك العسكريين والمحالين على التقاعد ، مبلغا مالياً قدره 75 ألف ليرة سورية ، أي ما يعادل 27 دولاراً الدولار الواحد يساوي حوالى 2800 ليرة سورية حسب نشرة أسعار البنك المركزي السوري.
نشاط كبير في التحويلات المالية بفترة العيد
يعتمد أهالي شمال شرقي سوريا وخاصة في فترة العيد والمناسبات على ذويهم الذين هاجروا إلى أوروبا، لتحويل الأموال إليهم.
حركة السفر والتنقلات
ولأن كثيرا من السوريين لا يعيشون في قراهم ومدنهم الأساسية التي انحدروا منها، فإنه في الأيام التي تسبق العيد، وفي اليومين الأولين منه، تنشط حركة سفر واسعة بين المحافظات، وبين المدن والقرى وبالعكس، لكن الأهم في تلك الحركة، يكون من دمشق إلى بقية المحافظات.
ولكن تصريحات وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، الأيام القليلة السابقة، حول عدم السماح للسوريين الذين سيقضون إجازة العيد في سوريا، بالعودة إلى تركيا، قد أثارت القلق والخوف والصدمة لدى الكثيرين وخاصة بالنسبة للذين دخلوا الأراضي السورية فعليا قبل إدلاء الوزير التركي بتلك التصريحات.
وقال صويلو في حديثه الذي بثته إحدى القنوات التركية المحلية: "لن تكون هناك إجازة عيد، ومن يرغب بقضاء عطلة العيد في سوريا، فيمكنه الذهاب إليها والبقاء هناك، لدينا الحق في وضع قيود على الزيارات إلى المناطق الآمنة، وبالطبع لا يمكن زيارة المناطق غير الآمنة".
العيد في بلاد الشام
تتنوع طرق التعبير عن الفرح بالعيد بتنوع البلدان وعاداتها وتقاليدها، ولكن تقاليد وطقوس العيد في بلاد الشام التي تشمل "فلسطين والأردن وسوريا ولبنان" تشابهت بشكلٍ كبير، وأن كنا تحدثنا عن فرحة العيد وطقوسه في سوريا فالحال لا يختلف كثيرا عن باقي بلاد الشام..
طقوس العيد في الأردن
الأردن هو أحد دول بلاد الشام التي امتازت بالعديد من الطَّرائق الجميلة في التعبير عن فرحة العيد، والتي يبدأ النَّاس في التَّحضير لها قبل عدة أيام عن طريق شراء الملابس للأطفال، والذهاب في صبيحة ليلة العيد إلى المساجد لإقامة صلاة العيد بمشاركة النِّساء والأطفال، ومن ثم العودةتجمع الأسر لتناول الفطور الذي يعد طبق كبدة الخروف المحشية بالثوم والبقدونس أحد أهم أطباقه.
ومن ثم الخروج إلى بعض المتاجر الضخمة أو الخروج نحو الطَّبيعة.
طقوس العيد في فلسطين
يرتبط العيد عند أهل فلسطين بالالتقاء بالعائلة والأقارب في الدَّرجة الأولى؛ إذ إنه من أهم الأوقات التي لا بد فيها من اجتماع العائلة لتبادل التهاني والمباركات.
وتشتهر فلسطين بطبق الغريبة وهو الطبق الأساسي والمشهور من الحلوى عند أهل فلسطين، ويتم صنعه عن طريق الدقيق والزبدة وبعض الإضافات الأخرى
طقوس العيد في لبنان
لبنان هو واحدٌ من أهمِّ الدُّول التي تظهر البهجة والفرح في العيدين، وتتشابه لبنان مع سوريا بشكلٍ كبير؛ لقربهما من بعضهما فيتم في صباح العيد توزيع الحلويات الشرقية مثل الكنافة والمعمول والبلورية، ويتبدل الناس التهاني وتبدأ النساء بزيارة بعضها والرّجال أيضًا كل على حدة، وقد تضع الكثير من العائلات مائدة خاصة بالضيافة في العيد، وفي ذلك تفصيل لتقاليد وطقوس العيد في بلاد الشام
وكما يأتي إلى منازلنا ضيف محبوب وتكون زيارته سريعة مهما طالت هكذا شهر رمضان المبارك بأيامه الثلاثين، فإن عيد الفطر بأيامه الثلاثة مثله، ضيف يأتي زيارة سريعة، ثم تبدأ آليات الحياة السورية بالعودة الى طبيعتها، تعود حركة الأسواق، وتغلق الحدود السورية - التركية فتحاتها المؤقتة، ويأخذ الذين سافروا بالعودة إلى أماكن سكنهم، و يرجع العاملون إلى أماكن عملهم…