بالأزياء الوطنية وتبادل التهاني.. تعرف علي احتفالات العيد في ليبيا
تتميز ليبيا بتنوعها الثقافي والحضاري، الذي انعكس على الحياة اليومية، وتحديدًا في الأعياد، يظهر هذا التنوع الكبير، الذي يوضح عراقة الليبيين وتمسكهم بالعادات والتقاليد السنوية.
ومن بين هذه التفاصيل، “الزبون” الذي يعتبر من أساسيات التي يحتفي بها الليبيين في عيد الفطر المبارك،والزي الوطني، الذي يتنوع بين المدن والمناطق، في كل ليبيا وكل منطقة تتميز بنوعية لباسها التقليدي.
جبل نفوسة
وفي جبل نفوسة، تبدأ النساء قبل تكبيرات صلاة العيد، في إيقاد “التنور” لتجهيز صنفين من الخبز، الأول “أغروم ين فيرنو” وهو خبز مخمر للإفطار الصباحي، والثاني هو خبز “شرشي” غير المخمر، ويكون قوامه سميكاً يؤكل مصحوباً بمرق البصل ولحم الخروف في الغداء، إضافة إلى العكك الأصفر الذي يطبخ في فرن التنور، وطبق “أغرويطرز” المكون من الفطائر الرقيقة المقطعة إلى أجزاء صغيرة محلاة بالسكر أو العسل وزيت الزيتون والزبيب، لتكتمل مظاهر العيد بتبادل الزيارات وتقديم عيدية (مال) للأطفال.
عادات الأكل في عيد الفطر المبارك
وتختلف عادات الأكل في عيد الفطر المبارك، بين مدينة وأخرى، فهناك من يعمل على إعداد طبق السمك، و”طبيخة البطاطا”، و في الجنوب يُقدّم طبق “أساروف” وتعني طلب المغفرة عن أي زلات بدرت وطبق “التارويث” وهو عبارة عن طبق من عشبة الملوخية.
كما أن “العصيدة” و”فاصوليا بالكرشة” و”المقطّع” و”المبكبكة”، و”الحرايمي” و”الفتات” وغيرها من الأكلات، تكون حاضرة طيلة أيام العيد وبعده.
وعن حلويات العيد، فإن “الغريّبة” و”المقروض”، و”الكعك”، و”الفطائر” التي تعتبر أساسية في وجبة أول أيام عيد الفطر المبارك، إضافة إلى عدة أنواع أخرى في المدن والمناطق.
حفتر وسط شباب بنغازي في عيد الفطر
تميزت مظاهر الاحتفال بالرسائل الصادرة عن أكثر من طرف فاعل في المعادلة الليبية، إذ ظهر القائد العام للجيش الوطني المشير خليفة حفتر وهو يشارك شباب مدينة بنغازي وضواحيها فرحتهم بمناسبة العيد، ليفنّد الإشاعات التي تم ترويجها الأسبوع الماضي من قبل بعض الصفحات الإخوانية بخصوص حالته الصحية.
حيث أدى حفتر، الإثنين، صلاة العيد، وسط تجمع أجواء احتفالية نظمها شباب مدينة بنغازي شرقي ليبيا، وحرص شباب مدينة بنغازي المشاركون في الاحتفال والصلاة على التسابق لتحية وتهنئة قائد الجيش.
احتفالات العيد في بنغازي
يتميز يوم العيد في ليبيا خاصة مدينة بنغازي بالأجواء الجميلة المليئة بالتراث وأصالة ممزوجة بفرحة الشباب، وتكون هذه الأجواء مستمرة في كل موسم، وتظهر فيه بنغازي في أجمل حلتها"، وللعام الرابع على التوالي يلتقي شباب مدينة بنغازي في باحة ضريح الشهيد عمر المختار للاحتفال بالعيد وسط أجواء من الفرح وتبادل التهاني بالعيد، وإن "بنغازي كلها تحتفل اليوم والأجواء جميلة جدا، وهذا التجمع يعتبر كالعرس الجماعي.
كما أن معظم شباب بنغازي يحتفلون في هذا المكان بالزي الوطني الليبي، والملفت هذا العام حضور شباب من مدن ومناطق أخرى كمدينة طبرق والأبيار للاحتفال بيوم العيد داخل مدينة بنغازي".
وفي رسالة سياسية مهمة، فإن رئيس الحكومة الجديدة فتحي باشاغا ونائبه عن الإقليم الجنوبي سالم الزادمة وعدد من الوزراء، تابعوا أجواء العيد بمدينة سرت، وأعلن باشاغا من هناك أن حكومته خاطبت المؤسسة الوطنية للنفط للتعاون والعمل المشترك على وضع آليات والترتيبات اللازمة والكفيلة باستئناف إنتاج وتصدير النفط، وضمان عدم التصرف في إيراداته بالمخالفة للمصلحة العامة والقانون.
إلى ذلك، دعا رئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي، في رسالته إلى الليبيين، إلى العفو والتسامح وتحويل المعاناة المشتركة إلى أمل نحو المستقبل.
وأكد المنفي الذي شارك في صلاة العيد بساحة الشهداء بطرابلس، في دعوته أن النفوس الكبيرة وحدها تعرف الصفح الجميل، والعفو يحتاج قوة أكبر من الانتقام.. فالشجعان لا يخشون ذلك من أجل السلام لوطنهم.
استقبال العيد بقفزات في أسعار السلع
واستقبلت ليبيا عبد الفطر المبارك، الإثنين، لكن "بفرحة مجروحة" بعد القفزات في أسعار السلع، واحتشاد جماعات وأرتال ميليشياوية لتحاصر مداخل طرابلس بسبب "أزمة الحكومتين"، فضلًا عن غلق حقول نفطية وضياع ملايين الدولارات على البلاد.
ورغم مرور نحو 3 شهور على تكليف البرلمان فتحي باشأغا بتشكيل الحكومة الجديدة، فإن رئيس الحكومة المنتهية ولايتها منذ ديسمبر الماضي عبد الحميد الدبيبة يرفض تسليم السلطة، وتمنع الميليشيات التابعة له باشأغا من ممارسة عمله في العاصمة.
وتطوق طرابلس ميليشيات مسلحة تابعة للدبيبة، وعلى مدار اليومين الماضيين دخلت أرتال عسكرية كبيرة قادمة من الزاوية ومصراتة، وسط توقعان بانفجار الحال في أي لحظة.
وتعيش طرابلس أزمة اقتصادية نتيجة غياب السيولة وارتفاع أسعار المنتجات والملابس، وسط شكاوى من ضعف الرقابة على الأسواق مع انشغال المؤسسات الحكومية بصراعاتها، وارتفعت أسعار الملابس أكثر من 15 بالمئة، والحبوب والسلع الأساسية بأكثر من 20 بالمئة.
ومن جهة أخرى، ألقت الحرب الروسية الأوكرانية شظاياها على ليبيا، حيث توقفت حركة الاستيراد مما أدى لنقص سلع في الأسواق، حيث تعتمد ليبيا على استيراد أساسيات كالحبوب والخضراوات والفاكهة، وتعاني الأسواق عجزًا في القمح والشعير والدقيق والأرز، كما تعطلت مخابر عن العمل.
لا نفط
وكان من المتوقع أن تحصد ليبيا مكاسب كبيرة عبر زيادة عوائدها من النفط بعد ارتفاع أسعاره بشكل قياسي، وزيادة الطلب عليه من أوروبا التي تسعى لتقليل الاعتماد على النفط والغاز الروسيين، إلا أن "أزمة الحكومتين" ضربت هذا الأمل، حيث استغلت ميليشيات النفط كسلاح للضغط على خصومها.
واقتحمت ميليشيات مسلحة حقل الزويتينة وأوقفت إمداداته، وتبعا لذلك توقفت المصانع التي تستفيد من مشتقاته، واضطرت المؤسسة الوطنية للنفط إلى إعلان حالة القوة القاهرة مما يعني عجزها عن الوفاء بالتزاماتها في العقود.
وتصل خسائر ليبيا يوميا حوالي نصف مليون برميل (متوسط سعر البرميل 100 دولار)، فضلا عن تعويضات لسفن الشحن والشركات المرتبطة معها بعقود.
مليشيات الدبيبة تفسد فرحة العيد في ليبيا
لم يستطع مهاجرو مدينة تاورغاء الليبية في العاصمة طرابلس أن يحتفلوا بعيد الفطر، كغيرهم بعد أن وصلتهم رسائل تهديد وطرد من مخيماتهم.
وأكدت مصادر أن مليشيات غنيوة الككلي التابعة لرئيس الحكومة منتهية الولاية عبدالحميد الدبيبة، أرسلت رسائل تهديد بالقتل والطرد لسكان مخيم الفلاح بالعاصمة طرابلس، من مهجري تاورغاء الإثنين وأمهلتهم حتى نهاية اليوم الثلاثاء ثاني أيام عيد الفطر المبارك لإخلائه.
وتابعت المصادر أن السكان من المهاجرين لم يجدوا أمامهم سوى مغادرة المخيم، قبل انتهاء المدة خوفا من الهجوم عليهم، رغم وعود الدبيبة لهم في وقت سابق بتعويضهم و إرجاعهم إلى مدينتهم.
ومن جانبه يقول النائب عن مدينة تاورغاء جاب الله الشيباني، إن "الحديث عن احتمالية إخلاء مخيم الفلاح، هو تهديد قائم منذ فترة يظهر على السطح أحيانا ويخبو أحيانا أخرى".
وتابع الشيباني عبر حسابه الرسمي على فيسبوك: "تواصلت مع النائب العام والحكومة فيما يتعلق بمباغتة المسلحين الذين هددوا الأهالي، وأجبروهم على الإخلاء ولكن للأسف الشديد لم تكلل محاولاتنا بالنجاح، لظروف لا اعتقد أنها خافية على كل متابع للشأن الليبي"، وفق قوله.
وأشار إلى أنه سبق والتقى النائب العام والحكومة لتأجيل إخلاء "مخيم الدعوة الإسلامية" الذي كان مهددا بالفعل بالإخلاء، وصرف تعويضات والتي ما زالت قيد الانتظار.
واختتم، قائلا: "أهلنا في تاورغاء، ليس بالخبز وحده يحيا الانسان، بالصبر والعزيمة وقوة الإرادة وروح التحدي، نجعل المستحيل ممكنًا والصعب سهلًا، و نحن نعول على ذلك كثيرًا" .
ومنذ أن تولى الدبيبة رئاسة الحكومة العام الماضي، دعا نازحي تاورغاء المهجرين قسريا منذ عام 2011 بعد هجوم واسع من المليشيات، للعودة إلى مدينتهم، وطمأنهم أن الحكومة لن تتوانى عن تقديم الخدمات ودعم أهالي المدينة في سبيل عودتهم.
وتقول مصادر "العين الإخبارية" إن الدبيبة لا يزال ضد أهالي تاورغاء، وهو الموقف الذي يعرف عنه منذ عام 2011.
وتابعت المصادر أن الدبيبة إبان رئاسته لنادي الاتحاد 2014 حقق مع إدارة الكرة في النادي لمجرد إقامة مباراة ودية مع تاورغاء، التي هجرها مسلحوا مصراتة التي ينتمي لها الدبيبة.