انطلاق الانتخابات الصومالية وسط تنافس بين 3 روؤساء سابقين
تنطلق الانتخابات الصومالية يوم الأحد القادم، وذلك بعد تأجيل دام لأكثر من عام وصف على إجراء الاستحقاق الرئاسي.
أعلنت لجنة تنظيم الانتخابات الصومالية، استكمال إجراءات تسجيل المرشحين للسباق الرئاسي في العاصمة مقديشو.
ونشرت اللجنة قائمة نهائية للمرشحين البالغ عددهم 39 من بينهم امرأة واحدة.
وأكدت اللجنة المشتركة للانتخابات الرئاسية إجراء الانتخابات في موعدها الموافق 15 من مايو الجاري.
وذكرت اللجنة أن المرشحين سيبدؤون، بإلقاء خطاباتهم السياسية أمام البرلمان يومي الأبععاء والخميس، وسيحصل كل مرشح على 15 دقيقة.
ومنذ إعلان أسماء المرشحين الـ 39 بدأت التوقعات حول المنافسة الأقوى بين عدد من المرشحين، ومن أبرزهم الرئيس المنتهية ولايته محمد عبد الله فرماجو، و الرئيسان السابقان حسن شيخ محمود وشريف شيخ أحمد، ورئيس الوزراء السابق حسن علي خيري، إضافة إلى رئيس ولاية غلمدغ السابق عبد الكريم حسين غوليد، ورئيس ولاية بونتلاند سعيد عبدالله دني.
بالإضافة إلى ثلاثة زعماء أحزاب معارضة هم زعيم حزب ودجر، عبدالرحمن عبدالشكور ورسمي، وزعيم حزب دن قرن، السفير طاهر محمود جيلي، وزعيم حزب إليس، عبدالقادر عوسبلي علي.
وفي السطور التالية سنعرض معلومات عن أبرز5 مرشحين لرئاسة الصومال.
محمد عبدالله فرماجو
عبد الله فرماجو الرئيس الصومالي المنتهية لايته، وهو تاسع رؤساء الصومال، وسبق له العمل كموظف في وزارة الخارجية في الفترة بين 1982-1985، قبل أن يعمل في الفترة بين 1988-١٩٩٥، سكرتير أول في السفارة الصومالية بواشنطن.
وبين عامي 1994 و2010، تدرج فرماجو المولود في 1962، في عدة مناصب في بلدية بوفالو بولاية نيويورك الأمريكية، كما حصل في تلك الفترة درجة ماجستير في العلوم السياسية من جامعة ولاية نيويورك.
وبدأ فرماجو حياته السياسية في الصومال، حين عين رئيسا للوزراء في نوفمبر/تشرين ثاني 2010 وتم عزله من المنصب في 2011 إثر خلاف سياسي مع رئيس الجمهورية آنذاك شريف شيخ أحمد، قبل أن يفوز بالرئاسة في 2017.
اتسمت فترة حكمه بخلافات سياسية وأزمات أمنية واجتماعية أثقلت الصوماليين، وانتهت ولايته الدستورية في فبراير/شباط 2021، وأفشلت المعارضة جهوده للسيطرة على السلطة بطريقة غير ديمقراطية.
ويٌتوقع عدد من المحللين السياسيين وصول فرماجو إلى الدور الثاني وتصدر نتائج الجولة الأولى، لكن ذلك لا يضمن له تحقيق الفوز لأن هناك جولتين ثانية وثالثة تحسمان الانتخابات.
شريف شيخ أحمد
الرئيس السابق شريف شيخ أحمد، وهو سابع رؤساء الصومال، ومن مواليد عام 1964 في بلدة مهداي جنوب الصومال، وتلقى تعليمه الأساسي في البلاد، وتعلم الشريعة والقانون في جامعات سودانية وليبية في التسعينيات.
وينحدر أحمد من أسرة دينية، وكان أستاذا في المعاهد الدينية قبل عام 2006، حيث برز اسمه في نظام المحاكم الإسلامية التي تأسست في مقديشو وحاربت زعماء الحرب في جنوب ووسط البلاد.
كان الشيخ أحمد رئيسا للصومال في يناير/كانون ثاني 2009، وحتى انتهاء ولايته في أغسطس/آب 2012، ونجح في عبور الصومال مرحلة انتقالية إلى حكومة مستقرة، وخلال فترة حكمه نجح في إخراج حركة الشباب من العاصمة مقديشو، وإجراء أول انتخابات داخل الصومال منذ عام 1967.
وكان شيخ أحمد جزءا من حركة المعارضة التي وقفت بوجه فرماجو منذ نوفمبر/تشرين ثاني 2020. كما يتزعم حزب هيملو قرن، المعارض الذي أسسه، ويخوض انتخابات الرئاسة للمرة الرابعة، ويحظى بسمعة طيبة داخل الوسط السياسي.
حسن شيخ محمود
ثامن رؤساء الصومال، من مواليد عام 1955 في مدينة جللقسي وسط الصومال، وانتقل إلى العاصمة مقديشو عام 1978، قبل أن يحصل في عام 1981، على بكالوريوس في التربية من الجامعة الوطنية.
وعمل شيخ محمود في عدد من المنظمات الدولية المحلية حتى عام 1993، حيث وجه جهوده إلى مجال التعليم وأسس "جامعة سيمد"؛ إحدى الجامعات الأهلية المرموقة في البلاد.
في عام 2012، دخل المرشح الرئاسي السياسية مع انتخابه نائبا في البرلمان الصومالي وترشح للرئاسة، وحقق المفاجأة وفاز بالمنصب في 2012 وظل رئيسا حتى 2017.
تزعم شيخ محمود جهود المعارضة ضد نظام الرئيس الحالي فرماجو، عبر حزبه اتحاد السلام والتنمية، وساهم في إفشال سياسة الأخير التخريبية التي ضربت استقرار الصومال.
واتسمت فترة الرئيس حسن شيخ محمود بالاستقرار السياسي وبناء علاقات قوية مع الداخل والخارج واتباع سياسة تصفير الأزمات، وتعزيز نظام الحكم المبني على الفيدرالية، إضافة إلى محاربة حركة الشباب الإرهابية.
ويعتبر فرص شيخ محمود مرتفعة جدا، وتحظى حملته الانتخابية بدعم النخب السياسية، إذ يقدم نفسه كمنقذ البلاد من مأزق غياب الثقة.
حسن علي خيري
رئيس وزراء سابق من مواليد عام 1967، وتلقى تعليمه الأساسي في البلاد قبل أن يغادرها بعد انهيار الحكومة المركزية عام 1991.
خيري حاصل على الجنسية النرويجية، وعمل مسؤولا وموظفا في المجلس النرويجي للاجئين ما بين 2002-2013، وانضم إلى شركة تنقيب غاز بريطانية تسمى صوما أويل، وعمل كمدير تنفيذي لها في أفريقيا، قبل أن يقدم استقالته في فبراير/شباط 2017، حين عينه فرماجو كرئيس للوزراء.
واختلف خيري مع فرماجو بشأن مسار الانتخابات، ورفض التمديد الذي كان يخطط له فرماجو، وتم عزله بالتعاون بين فرماجو ورئيس البرلمان، أعلن ترشحه للانتخابات الرئاسية في سبتمبر 2020، هي المرة الأولى التي يترشح فيها، ويعد من المرشحين الأوفر حظا بالرغم من أن العمل مع فرماجو يعيق حملته الانتخابية حيث يشارك مع فرماجو عدة ملفات شائكة .
عبد الكريم حسين غوليد
رئيس ولاية غلمدغ السابق، من مواليد عام 1966 في ميدنة بلدويني وسط الصومال، وتلقى تعليمه الأساسي في الداخل بينما تلقى تعليمه الجامعي في اليمن، حيث تخرج في جامعة العلوم والتكنولوجيا.
وفي البداية، عمل في مجال التعليم وساهم في تأسيس جامعات ومدارس أهلية خلال فترة الصراع الأهلي في الصومال، ثم دخل عالم السياسة في 2012، حين عين وزيرا للشؤون الداخلية والأمن القومي وشغل المنصب حتى مايو/أيار 2014.
وفي يوليو/تموز 2015، انتخب رئيسا لولاية غلمدغ وبقى في المنصب حتى فبراير/شباط 2017، قبل أن يقدم استقالته لأسباب صحية.
غوليد ساهم في جهود المعارضة الصومالية لوقف محاولات فرماجو السيطرة على السلطة، وأسس حزبه السياسي عام 2020 ويسمى حزب سهن وهو من المرشحين البارزين ذوي الفرص الجيدة في انتخابات الرئاسة
بعد عام ونصف من تأجيل الانتخابات الرئاسية بالصومال، اقترب موعد الاقتراع يوم الأحد القادم 15 مايو 2022، ويتبع الصومال العديد من الترتيبات الأمنية للتجهيز للعملية الانتخابية وضمان سيرها بشكل آمن وجيد.
آليات تأمين الانتخابات
أصدرت لجنة تنظيم الانتخابات الرئاسية وثيقة تتضمن 9 آليات حول الترتيبات الأمنية للانتخابات الرئاسية .
وتسمح الآلية للرئيس الحالي فرماجو أن يرافقه جندي واحد، ومسؤول مراسيم وكاتب.
كما تسمح للرئيسين السابقين شريف شيخ أحمد وحسن شيخ محمود (من بين المرشحين)، بمسؤول مراسم وكاتب، أما المرشحون الآخرون فيسمح لهم فقط بمرافق كاتب.
وأكدت الآلية أن قوات حفظ السلام الأفريقية "أتميس" تتولى حصر مسؤولية حماية مقر الانتخابات التي ستجرى في قاعدة أفسيوني للقوات الجوية، الواقعة داخل معسكر حلني الدبلوماسي بمطار مقديشو الدولي.
وتنص الترتيبات الأمنية على حظر اقتراب أي قوة مسلحة من مقر الانتخابات وخصصت ثلاث بوابات دخول تقوم "أتميس" بتأمينها.
ووضعت السلطات قائمة جميع الأسماء من النواب والمرشحين والنواب والصحفيين وضيوف الشرف الآخرين في البوابات الرئيسية.
ووفق الترتيبات الأمنية المعدة مسبقا، فإن كل شخص سيخضع لتفتيش أمني دقيق بمن فيهم المرشحون للانتخابات الرئاسية، ويحظر دخول جميع أنواع الأسلحة إلى مقر الانتخابات بما فيها المسدسات والسكاكين.
ومن الممنوعات أيضا دخول أي شيء إلكتروني مثل الهواتف والحواسب إلى قاعة الانتخابات، وكذلك المخدرات والنقود.
ويرى مراقبون أن الإقبال الكبير عامل حاسم في تحديد من يفوز بمنصب الرئيس، كما أن من ينجح في بناء تحالف داعم من المرشحين الأقل حظوظا، قد يحسم السباق الذي يشهد منافسة شرسة وغير مسبوقة هذا العام .