مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

من لوحة الحلم للنوم.. أبو الهول مشاغب عمره 7000 سنة

نشر
الأمصار

انتشرت تقارير حول ما وصفه البعض بعملية نوم تمثال أبو الهول وتغميض العينين وطمسهما، وما حدث من حالة جدل بعد تداول الصور الخاصة بذلك خشية الإضرار بالتمثال الذى يعد من أبرز معالم الحضارة المصرية القديمة، والحقيقة أنها ليست المرة الأولى التي يثير فيها تمثال أبو الهول الجدل، والحقيقة أنه يتميز بذلك منذ 7000 آلاف عام.

ويبلغ طول جسم  تمثال أبو الهول المنحوت على هيئة جسم أسد حوالى 73،5 متر، بما فى ذلك طول رجلى التمثال الأماميتين 15 متر، أما عرض هذا التمثال فيبلغ حوالى 19.3 م، ويصل ارتفاع التمثال من سطح الأرض حتى الوصول إلى قمة رأس التمثال ما يقدر بحوالى 20 متراً.

لوحة الحلم.. عرش مصر مقابل إزاحة الرمال

تظهر لوحة الحلم أن  تمثال أبو الهول يثير الجدل منذ العصر المصري القديم، وهي لوحة رابضة بين يدي أبو الهول، وتعود لوحة الحلم الموجودة في مقدمه التمثال لعصر الملك تحتمس الرابع، وتحكي قصة الحلم المسجلة على هذه اللوحة بالنقش الهيروغليفي تفاصيل زيارة الأمير تحتمس إلى منطقة الأهرامات، قبل أن يتولى عرش مصر، وغلبه النعاس في ظل تمثال أبو الهول، الذي زاره في منامه وبشره بأنه سيصبح ملكاً لمصر، وفي مقابل هذه البشرى طلب أبو الهول من تحتمس أن يقوم بإزالة الرمال التي حاصرته ودفنت معظم جسمه، وتؤكد النقوش استخدام أبو الهول من قبل ملوك مصر في الدعاية السياسية، وتدعيم حكمهم بربط أنفسهم بأبو الهول، ويشير المنظر المصور أعلى اللوحة إلى تكريس تحتمس الرابع لعباده أبو الهول.

أنف أبو الهول


تعتبر أكثر الأجزاء إثارة للجدل هي أنف  تمثال أبو الهول، حيث تكثر الأقوال ويكثر المتهمون في ذلك الأمر ما بين قريب وبعيد، وفي بعض الأحيان تشير أصابع الإتهام وبقوة إلي نابليون بونابرت وحملته الفرنسية، ويوجد دليل على نفي هذا الزعم وهو وجود لوحة مرسومة للفنان "الفرنسي ناردين" لأبو الهول وظهر فيه بأنف مكسورة وذلك في زمن الحمله لذا لا يُعقل أن الحملة الفرنسية هي المتسببه في كسر أنف أبو الهول وإنما هي مكسورة بالفعل من قبل ذلك .

وتوجد غيرها من النظريات مثل أن من قام بذلك العمل هو شيخ صوفي اسمه "صائم الدهر " ، وكان أبو الهول في زمن صائم الدهر كان الناس يحجون إليه باعتباره وثن وأعتبره وثنا وفتنه وصوره من صور الجاهلية، وكسر أنفه ليؤكد أنه مجرد تمثال لا حول له ولا قوة، وقد أكد تلك النظرية ما ورد في كتاب المؤرخ "تقي الدين المقريزي"، ويرجع بعض الباحثين كسر أنف أبو الهول إلى عوامل التعرية
 

ذقن ابو الهول..تسافر إلى بلاد الإنجليز

 يوجد لتمثال أبو الهول ذقن مستقيمه وهي أيضًا محل نزاع لأنها سافرت من مصر إلى بريطانيا، ويطالب أثريين مصريين بعودتها، وهي محفوظة الآن في المتحف البريطاني في المملكة المتحدة ولكنها جزء من الذقن فقط وقد أهداه المنقب الأثري البريطاني "جيوفاني باتيستا كافيجليا "وقد عثر علي ذلك الجزء أثناء تنقيبه حول أبو الهول، والرأي المرجح أنها وقعت بسبب عوامل التعريه لضعفها.

سراديب أبو الهول الأربعة

 يوجد في تمثال أبو الهول أربعة أنفاق، حيث يوجد السرداب الأول أعلى ظهر التمثال، وكان قد قام بحفرة المهندس الفرنسي "بيرنج" عام 1937 خلف رأس أبو الهول، واستخدم بريمة للحفر وصل بها لعمق ثمانية أمتار داخل التمثال، ثم توقف عندما تعثرت البريمة، وحاول علاجها بوضع كمية من "البارود" داخل السرداب لتفجيره، ولكنه تراجع حتى لا يدمر هذا الأثر الفريد، وكان ذلك بحثاً عن كنوز داخل جسم التمثال".

وقام عالم الآثار الكبير الدكتور زاهي حواس بإعادة تنظيف هذا السرداب، مبينا أنه كان من أهم ما تم العثور عليه بداخله جزء من رداء الرأس الخاص بتمثال أبو الهول منوها إلى أن السرداب الثاني يوجد بالجانب الشمالي من التمثال، ولا يمكن رؤيته الآن، حيث تم إغلاقه بواسطة الأثري الفرنسي "بارثر"، فيما يقع السرداب الثالث خلف "لوحة الحلم"، حيث قام المغامر الإيطالي كافجليا في أوائل القرن التاسع عشر، بالحفر أسفل صدر أبو الهول حيث عثر على لوحة الحلم تغطي فجوة عمقها ثلاثة أمتار.

ويوجد السرداب الرابع عند مؤخرة أبو الهول ويدخل إلى جسم التمثال، ويفتح على مستوى الأرض بالجهة الشمالية للمؤخرة، ويلتف عند بداية الذيل، ويحيط بهذا السرداب بالذات تحذيرات تؤكد أن "لعنة الفراعنة" تحرسه، ويصل عمقه إلى 15 مترا.

نوم أبو الهول


من جانبها اشتعلت منصات التواصل الاجتماعى بسبب نشر صور لـ" تمثال أبو الهول" وهو مغمض العينين وهو الأمر الذى أثار جدلا واسعا ليس فى مصر فقط بل والعالم.

وأوضح الباحث الأثري حسام زيدان، وعضو فريق سراديب للوعي الأثري، أن فكرة صورة أبو الهول وهو نائم هو خداع تصوير، ولعب فكرة الظل والنور.

واكد زيدان، أن الفكرة كمنت في إلتقاط صورة لأبو الهول بزاوية معينة، مع انعاس أشعة الشمس بزاوية معينة أثناء غروبها والتصوير وكأن الجفن قد غطى على العين، ثم تتعامد أشعة الشمس على العين فيظهر وكأن التمثال قد فتح من جديد.