رائد العزاوي يكتب: الصيف في العراق بين أزمة الكهرباء وارتفاع المناكفات السياسية
كنا قد بينا في تحليل سابق سبب انتكاسة الكهرباء في العراق وتأثيرها على بقاءه موحدًا، وبالنظر إلى الفترة الزمنية القادمة نجد أن هناك، سيناريوهات متعددة للوضع سواء قبل أو بعد الانتخابات المزمع عقدها خلال الفترة المقبلة.
أرى من وجهة نظري كمراقب دقيق للوضع الدولي والإقليمي، والداخلي في العراق، أن هناك مستجدات مهمة تجعلنا كمراقبين نستنتج من خلال الأحداث، أنه يوجد شيءٍ ما في الأفق ينذر بتغييرات متسارعة تنعكس على مجمل الخارطة السياسية للمنطقة.
ومن هذه الأحداث:
خبر مسرب من الخضراء عن إبلاغ السفير البريطاني للكاظمي، بأن الأمور في بغداد أصبحت على حافة الهاوية وأنَ هناك حكومة بديله وجاهزة شُكلت خارج العراق، والملاحظ أن المليشيات تسرب إليها الخبر وحاليا هي بطور الحوثنه، للسيطرة على بغداد كخطوة استباقيه، والدليل اليوم رئيس أركان الحرس الثوري في بغداد.
الانسحاب الأميركي من افغانستان وعودة سيطرة طالبان على البلاد بشكل هادئ ومدروس ويبدو متفق عليه مسبقًا، والمستهدفة هي إيران.
قدوم قوات بريطانية وأمريكية الى قواعد جديدة في الأردن، وتحويل مقر القيادة المركزية الأمريكية الوسطى من قاعدة السيلية في قطر الى هذه القواعد.
المؤشر الخطير والأهم من كل ما سبق، هو البدء بخروج الشركات النفطية العملاقة من العراق وترك العمل بحجة عدم توفر بيئة استثمارية آمنة في العراق، ومن هذه الشركات العملاقة: بريتيش بتروليوم البريطانية، لوك أويل الروسية، وإكسون موبيل الأمريكية، وتفسير الأمر، أن العراق سيدخل مرحله حرب أو فوضى أمنيه كبيرة، وذلك لأن قبل كل حرب يتم سحب الشركات الكبير والمحافظة على كوادرها، لأن الشركات لها علاقات بحكوماتها وتعمل وفق توصيات أمنيه.
قيام العديد من القيادات السياسية في الداخل العراقي بالتنبؤ عن قرب نهايتهم وإيجاد تفسير وتبرير لفشلهم وتحميل جهات سياسية أخرى هذا الفشل والانتكاسة، التي شهدها العراق على مدار 18 عام من فساد وسرقة ودمار، فضلًا عن محاولة تحسين صورتهم لدى قواعدهم الجماهيرية.
الانتكاسة في المنظومة الكهربائية في العراق عمومًا والتدمير الذي رافق ذلك لأبراج نقل الطاقة.
الهجمات المتكررة على القواعد العسكرية الأمريكية وسفارتها وقنصليتها في أربيل وتطور العمل بواسطة استخدام الطائرات الدرون هذه المرة يعتبر نقلة نوعية في طبيعة المواجهة.
عدم الوصول لأي اتفاق بخصوص المباحثات النووية في فينا والمراوحة في مكانها مع مرور زمن دون تقدم يذكر مع وصول قيادة أكثر تشددًا للنظام في الانتخابات الرئاسية الإيرانية الأخيرة.
الاتفاق الثلاثي للعراق ومصر والأردن بما يسمى الشام الجديد بهندسة بريطانية ودفع وإشراف أميركي. لمعالجة توازن القوى الاقليمية بالمنطقة.
وفوق كل ما تقدم استمرار ارتفاع اسعار النفط بوتيرة ثابتة شبه يومية يعطي مؤشر أكثر بكثير مما ذكر في أعلاه عن حدوث تطورات سياسية وجيوسياسية بالمنطقة.
من خلال كل ما تقدم من فقرات، تعتبر العمود الفقري لهيكل السياسة الخارجية في العلاقات الدولية، نرى أن هناك أحداث ستؤول إليها المنطقة برمتها مع انعكاسات على أرض الواقع في العراق وإيران ممتدة إلى لبنان وسورية واليمن.