غيداء ريناوي الزعبي.. المرأة العربية التي أسقطت حكومة إسرائيل
تعتبر الحكومة الإسرائيلية بقيادة نفتالي بينيت لم تسقطها الأفعال الإجرامية في إقتحام الأقصى الشريف أو إغتيال الصحفية شيرين أبو عاقلة، ولكن ما أسقط الحكومة هي نائبة عربية رفضت الظلم والإرهاب الإسرائيلي فقدمت استقالتها من الإئتلاف الحاكم لتترك بينيت أقلية بالكنيسيت.
من هي غيداء ريناوي الزعبي
تعتبر غيداء ريناوي الزعبي من مواليد 28 سبتمبر 1972 في الناصرة، وهي عضو كنيست من حزب ميرتس وناشط اجتماعي عربي-إسرائيلي. شغلت منصب المدير العام لجمعية الأصدقاء في مستشفى بوريا ، وأدارت معهد أكتا للأبحاث التابع لكلية الإدارة ، وشغلت من 2008 إلى 2017 منصب المدير العام المؤسس لمركز إنجاز لتقدم السلطات المحلية العربية. قبل انتخابات الكنيست الرابعة والعشرين ، حلت في المركز الرابع على قائمة حزب ميرتس وانتخبت للكنيست.
قنصل إسرائيل في الصين
تم تعيين النائبة غيداء ريناوي زعبي قنصلا عاما لإسرائيل في شنغهاي، الصين، يوم الثلاثاء، لتكون أول امرأة عربية ترأس بعثة دبلوماسية إسرائيلية.
في حين تم الترحيب بالخطوة باعتبارها خطوة مهمة في تعزيز الأقلية العربية في إسرائيل، إلا أنه يُنظر إليها إلى حد كبير على أنها محاولة لإخراج زعبي من الكنيست، حيث قوضت النائبة استقرار الإئتلاف الحاكم في مناسبات عدة.
وقال وزير الخارجية يائير لابيد في بيان أعلن فيه عن التعيين إن “عضو الكنيست ريناوي زعبي تتمتع بخبرة إدارية غنية وخلفية اقتصادية وخدمة عامة متنوعة ومثيرة للإعجاب”.
وأضاف: “أتمنى لها النجاح، وأنا متأكد من أنها ستقود القنصلية العامة لإسرائيل في شنغهاي إلى إنجازات جديدة ومهمة”، مشيرا إلى “أهمية الصين بشكل عام وشنغهاي على وجه الخصوص بالنسبة للاقتصاد العالمي”.
وقال إن “علاقاتنا الاقتصادية مع الصين هي محرك نمو مهم للاقتصاد الإسرائيلي ويجب أن يستمر تعزيزها”.
وشكرت زعبي لابيد قائلة إنه “لشرف عظيم أن أكون أول امرأة عربية تشغل هذا المنصب الدبلوماسي رفيع المستوى”.
الإنسحاب من الإئتلاف
كانت المفاجأة عندما أعلنت النائبة في الكنيست عن حزب ميريتس اليساري غيداء ريناوي الزعبي الخميس استقالتها من ائتلاف رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت الحكومي، مبررة هذه الخطوة بعنف الشرطة الإسرائيلية في المسجد الأقصى وخلال جنازة الصحافية الفلسطينية الأمريكية شيرين أبوعاقلة.
وذكرت تقارير إخبارية أن حزب ميريتس فوجىء باستقالة ريناوي الزعبي وأن رئيسه وزير الصحة نيتسان هوروفيتس توجه إلى منزلها في مدينة نوف هجليل قرب الناصرة بهدف لقائها.
وبانسحاب غيداء ريناوي الزعبي، بات الائتلاف أقلية مكونة من 59 عضوا في الكنيست بدلا من 61 عضوا. والزعبي (49 عاما) عربية إسرائيلية، أعلنت خروجها من الائتلاف في رسالة نددت فيها بسياسة الحكومة تجاه عرب إسرائيل، أحفاد الفلسطينيين الذين بقوا على أراضيهم عند قيام إسرائيل في عام 1948 ويمثلون 20 بالمئة من السكان.
وجاء في الرسالة الموجهة إلى رئيس الوزراء بينيت ووزير الخارجية يائير لابيد "للأسف الشديد، في الأشهر الأخيرة وبسبب اعتبارات سياسية ضيقة، فضل قادة التحالف الحفاظ على جانبه اليميني وتعزيزه". وأضافت باللغة العربية أن ذلك يتصل بـ"القضايا الأساسية ذات الأهمية للمجتمع العربي بأسره، الأقصى وقبة الصخرة، الشيخ جراح، الاستيطان والاحتلال، هدم المنازل ومصادرة الأراضي في النقب وطبعا قانون المواطنة".
وأشارت الزعبي إلى "الاستخفاف التام من قبل الائتلاف الحكومي تجاه الاحتياجات الحقيقية للبلدات العربية خصوصا في مجالات تطوير السلطات المحلية، وقضايا الإسكان، والتوظيف والتعليم". وتابعت "الشهر الماضي كانت المشاهد التي أتت من المسجد الأقصى في شهر رمضان لرجال شرطة يتعاملون بعنف غير مبرر تجاه الحشود من المصلين، وتشييع جنازة الصحافية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، مشاهد غير محتملة".
لم أتحمل المشاهد
كما أجرت صحيفة "ستار هيوم" الإسرائيلية، مقابلة مع عضو الكنيست الإسرائيلي عن حزب ميرتس، غيداء ريناوي الزعبي، بعد ساعات من إعلان خروجها من الائتلاف الحكومي في إسرائيل والذي يقوده رئيس الوزراء المتشدد نفتالي بينيت.
ذكرت الصحيفة، أنه في بداية حديثها أوضحت الزعبي الخطوة الدراماتيكية التي قامت بها وقالت: "لقد وصلت إلى نقطة اللاعودة، ولم يعد بإمكاني دعم هذا التحالف"، وذلك بسبب قضايا الممارسات الإسرائيلية وهدم المنازل في حي الشيخ جراح والاستيطان، لم يعد بإمكانها دعم الحكومة التي تتجه لمواقف أكثر يمينية.
وأضافت عضو الكنيست عن حزب ميرتس، أنها تصرفت بما يخالف ضميرها في بعض المواقف في الأشهر الأخيرة، قائلة :"في القضايا المتعلقة بالمسجد الأقصى والشيخ جراح والاستيطان، لم يعد بإمكاني، وخاصة وأن الحكومة اتجهت إلى اليمين".
وبينت الزعبي، أنها سوف تطيح بالحكومة وتقود إسرائيل إلى حملة انتخابية أخرى، في وقت أبكر مما كان موقعًا.
التصويت لحل الكنيست
اضافت:" إذا تم تقديم اقتراح حل الكنيست يوم الأربعاء، فسوف أصوت وفقًا لضمري وسأفكر في الخطوات التي ستكون لقد كان شهر صعبًا" في إشارة إلى شهر رمضان الذي تكررت فيه عمليات اقتحام المسجد الأقصى.
وبينت أن هناك أمورا خارج السياسة، وأنها اتخذت قرارها بمفردها وبالتشاور مع عائلتهت، اي بعيدًا عن حزب ميرتس الذي تمثله.
جدير بالذكر، أنه أصبح الائتلاف الحكومي في الكنيست الإسرائيلي بقيادة نفتالي بينيت أقلية مشكلا من 59 عضوا بدلا من 61، بعد انسحاب غيداء ريناوي الزعبي النائبة عن حزب ميريتس اليساري التي أعلنت الخميس استقالتها من الائتلاف، مبررة قرارها بعنف الشرطة الإسرائيلية في المسجد الأقصى وخلال تشييع مراسلة قناة الجزيرة شيرين أبوعاقلة، ومنددة في رسالة موجهة إلى رئيس الوزراء ووزير الخارجية، بسياسة الحكومة تجاه عرب 48.