مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

تسليم جماعات تتبع كولن والأكراد.. شروط تركيا لانضمام السويد وفنلندا للناتو

نشر
الأمصار

توجد مجموعة من الطلبات تعتبر شروط تركيا للانضمام للناتو في محاولاتها بالضغط على السويد وفنلندا للحصول على مكاسب من كلا الدولتين مقابل سماح أنقرة لهما بالانضمام للناتو، حيث تطلب السلطات التركية من ستوكهولم تسليم عشرات الأشخاص لها بذريعة أنهم ينتمون لحزب "العمال الكردستاني" وحركة "الخدمة" التي يقودها الداعية التركي فتح الله غولن الذي يتّهمه الرئيس رجب طيب أردوغان بالوقوف خلف المحاولة الانقلابية الفاشلة على حكمه والتي حصلت في منتصف شهر يوليو من العام 2016.

وضمت شروط تركيا للانضمام للناتو قائمة تضم 33 اسماً معظمهم من الأكراد وآخرين يشتبه بانتمائهم لحركة "الخدمة"، لكن أغلبهم يحملون الجنسية السويدية وإن كانوا من أصول كردية أو تركية،

حركة الخدمة

تأتي في مقدمة شروط تركيا للانضمام للناتو والجماعات التي يطالب بها أردوغان جماعة كولن أو حركة كولن أو منظمة فتح الله غولن وهي حركة دينية وطنية واجتماعية بقيادة التركي فتح الله غولن الذي يعيش في الولايات المتحدة منذ عام 1999، تصنفها السلطات التركية بالارهابية. لا يوجد اسم رسمي لها ولكن غالباً ما يشير إليها اتباعها باسم حزمت وتعني "الخدمة" أو "الحركة"، وباسم جيمآت وتعني الجماعة أو الجمعية من قبل الرأي العام التركي. 

تتألف الحركة  من عدة كيانات متداخله أهمها وأكبرها هو التحالف من أجل القيم. جذبت الحركة أنصاراً ونقاداً في نفس الوقت في تركيا ووسط آسيا وأجزاء أخرى من العالم، وهي تنشط في مجال التعليم عن طريق إدارتها لمدارس وجامعات خاصة في أكثر من 180 دولة، بالإضافة لعدد من المدارس الأمريكية المتسأجرة التي يديرها أتباع الحركة. تنفي الحركة رسمياً أن المدراس المستأجره تمارس أي نوع من أنواع الانتماء المباشرة. 

كما أنشأت الحركة منتديات للحوار بين الأديان ولها استثمارات ضخمة في مجال الإعلام والأعمال والعيادات الطبية الهادفة للربح، وبالرغم من تعاليم الحركة التي تعتبر محافظة حتى في بلد إسلامي كتركيا، فإن بعض الباحثين يشيروا إلى الحركة بأنها حركة ديموقراطية سلمية تقدم طرحاً حديثاً للإسلام وتوفر بديلاً عن تيارات إسلامية أكثر تشدداً مثل السلفية. من جهة أخرى، اتهمت الجماعة بأن لها "طموح توسعي لنهاية العالم" وأن لها "هيكلة هرمية تشبه المنظمات السرية"، وهناك من يعتبر الحركة طائفة إسلامية بحد ذاتها.

حزب العمال الكردستاني

يتهم أردوغان السويد وفنلندا بإيواء عناصر من حزب العمال الكردستاني، ومن شروط تركيا للانضمام للناتو هو تسليم تلك العناصر، وانتقدت وزيرة خارجية السويد آن لينده، اليوم الجمعة، ما قالت إنه "تضليل" حول السويد وحزب العمال الكردستاني، بعد أن اتهمت تركيا بلادها بتقديم الدعم للجماعة المسلحة، فيما يعقد توسيع حلف شمال الأطلسي.

وتهدد تركيا بمنع السويد وفنلندا من الانضمام إلى التحالف الغربي بعد أن تقدمتا بطلب الانضمام هذا الأسبوع.

وكتبت آن لينده على تويتر "نظراً للانتشار الواسع للمعلومات المضللة حول (السويد) وحزب العمال الكردستاني، نود التذكير بأن حكومة أولوف بالمه (السويدية) كانت أول (دولة) بعد (تركيا) تصنف حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية عام 1984".

وأضافت "سار الاتحاد الأوروبي على نفس النهج عام 2002... هذا الموقف لم يتغير".

 

أمینه کاکاباوه

وضمت القائمة اسم النائبة السويدية ـ الكردية التي تنحدر من إيران أمینه کاکاباوه والتي لا تربطها أي صلاتٍ بتركيا على الإطلاق، وتعتبر أمينة كاكاباوه هي سياسية سويدية مستقلة من أصل كردي إيراني، وبعد أن كانت عضوة في جماعة كومالا الكردية في إيران منذ شبابها ، لجأت إلى السويد في سن التاسعة عشرة وأصبحت عضوًا في برلمان السويد.

في سن الثالثة عشرة انضمت إلى جماعة كومالا الإيرانية الكردية ، حيث تدربت كمقاتلة، أما بالنسبة لروايتها الخاصة ، فإن هذه التجربة المبكرة لتحمل المسؤولية ومصاعب الحياة في الجبال جعلتها أكثر نضجًا،  فيما بعد فرت عبر تركيا واليونان إلى السويد، بعد أن وجدت ملاذًا في السويد في سن التاسعة عشرة ، عملت في البداية كخادمة منزل نهارًا وذهبت إلى المدارس المسائية. تخرج كاكابافيه لاحقًا بدرجة الماجستير من جامعة ستوكهولم في الفلسفة والعلوم الاجتماعية. 

أسست كاكابافيه في عام 2005 منظمة نسوية ومناهضة للعنصرية مستوحى من الحركة الفرنسية Ni Putes Ni Soumises (لا عاهرات ولا بوابات) ، وفي انتخابات البرلمانات لعام 2008 ، أصبحت عضوًا في البرلمان السويدي. في عام 2019 ، تم تهديدها بالطرد من حزب اليسار ، نتيجة صراع طويل مع قيادة الحزب، وقبل تسوية القضية ، تركت الحزب طواعية، ولكن أعضاء البرلمان لا يمكن طردهم من قبل أحزابهم ، لذلك بقيت عضوا.

 لكن بعد انتخابات 2018 ، كان للائتلاف الاشتراكي مع حزب اليسار كدعم عضو واحد وأكثر من المعارضين ، لذلك عندما أصبحت كاكابافيه أقل حزبيًا ، خسرت الحكومة أغلبيتها، وفي أزمة الحكومة السويدية عام 2021 ، لم يرغب كاكابافيه في دعم الحكومة، ولكن بعد الموافقة على بعض المطالب السياسية من أمينة كقباوة فيما يتعلق بدعم الأكراد وانتقاد معاملة رجب طيب أردوغان للأكراد ، يمكن انتخاب الحكومة برئاسة ماجدالينا أندرسون، وبعد الطلب السويدي إلى الناتو ، طلبت تركيا تسليم كاكابافيه بسبب دعم المنظمات الكردية. 

وتعيد مطالبة تركيا للسويد بتسليم النائبة في البرلمان السويدي كاكاباوه إلى الأذهان احتجاز صالح مسلم الرئيس المشارك الأسبق لحزب "الاتحاد الديمقراطي" السوري في التشيك في فبراير من العام 2018 بناءً على طلبٍ من السلطات التركية رغم أن مسلم سوري الجنسية ولا يحمل أيضاً الجنسية التركية، ولذلك أُطلِق سراحه بعد يومين من احتجازه سيما بعد رفض التشيك تسليمه لأنقرة التي تصف حزبه بالواجهة السورية لحزب "العمال الكردستاني" المحظور لديها والذي يخوض تمرداً مسلّحاً ضدها منذ العام 1984.