رئيس مجلس النواب اللبناني الجديد.. حروب طاحنة حول منصب بري
دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري، إلى عقد جلسة عامة في تمام الساعة 11 من قبل ظهر يوم الثّلثاء الواقع في 31 مايو 2022، في القاعة العامة لمجلس النواب في ساحة النجمة، وذلك لانتخاب رئيس ونائب رئيس للمجلس النّيابي وأمينَي سرّ وثلاثة مفوّضين؛ وذلك عملًا بأحكام المادّة 44 من الدستور.
وأعلن الكثير من النواب من كتل كبيرة في البرلمان الجديد، عن تغيير قواعد اللعبة التي يختار بها رئيس مجلس النواب القادم.
ويعتبر نبيه بري، الذي يشغل منصبه منذ عام 1992، هو الحليف الوثيق لحزب الله، ورغم تلويح كتل عدة بعدم تأييد ترشيحه فإن محللين يرجحون إعادة انتخابه كونه المرشح الوحيد، مع احتفاظ حزب الله وحركة أمل بكل المقاعد المخصصة للطائفة الشيعية في بلد تعود فيه رئاسة البرلمان لشيعي، وأعلنت كتلته أمس ترشيحه رسميا.
ويضم البرلمان الجديد عمليا كتلا غير متجانسة لا يحظى أي منها بأكثرية مطلقة، بعد فوز 13 نائبا من الوجوه التي أفرزتها التحركات الاحتجاجية التي شهدها لبنان لأشهر بدءا من 17 أكتوبر 2019. وتقود القوات اللبنانية، وهي من الأحزاب المسيحية التي شاركت في الحرب الأهلية، كتلة وازنة من 19 نائبا، بينهم نائب حليف.
القوات اللبنانية..بري لا تنطبق عليه المواصفات
أعلن رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع أن “لدى القوات مواصفات واضحة جداً لرئيس مجلس النواب لا تنطبق على الرئيس نبيه بري وعلى أيّ مرشّح جدّي أن يتعهّد بتطبيق النظام الداخلي للمجلس حرفيًّا وبالتصويت الإلكتروني وبعدم إقفال المجلس تحت أي ظرف من الظروف وأن يعمل لإعادة القرار الإستراتيجي كاملاً إلى الحكومة لذلك لن نصوّت لبري”، مؤكداً أن “الأمور ليست شخصية مع بري ولكن تموضعه السياسي مختلف تماماً عن مشروعنا وسنرى من يسير بمشروعنا والمواصفات التي طرحتُها”.
وأكّد جعجع أن النائب المنتخب غسان حاصباني يتحلى بكل المواصفات التي تخوله أن يكون رئيساً للمجلس ولكنّنا قابلون للأخذ والرد ولا نساوم أبداً على المشروع السياسي”.
كما رفض صاحب أكبر كتلة برلمانية وهو رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع تشكيل حكومة "وحدة وطنية"، وهي تسمية تطلق على الحكومات التي تتمثل فيها كافة القوى السياسية الرئيسية، قائلاً: “ما يسمونه بحكومات الوحدة الوطنية وهم ونحن مع حكومة أكثرية فاعلة ومتفقة على مشروع واحد”.
كتلة المجتمع المدني ترفض بري
لفت النائب المنتخب مارك ضو، الذي يمثل كتلة المجتمع المدني التي يندرج تحتها 17 نائب، قائلاً:"أننا قوّة سياسية ضمنت مكانها في المجلس النيابي، والناس اختارتنا"، موضحًا أنّه "يجب أن نقوم بمشروع مشترك في السياسة، ويكون لديه أجندة تشريعية وعلى الوجوه التغييرية، أن تعمل مع بعضها من خلال كتلة فاعلة شفافة داخل المجلس".
وأكّد، في حديث لقناة الـ"LBCI"، أنّ "عودة ترشيح رئيس مجلس النواب نبيه بري، لا يعكس طموحنا للتغيير، لأنه من المنظومة التي اوصلتنا الى هنا ويجب أن يُحاسب".
واتخذ نفس الموقف، النائب إلياس جرادة والذي طالب بتشكيل حكومة تحمل برنامجا إنقاذيا واعدا، ويكون التشكيل على قاعدة الأكثرية تحكم والأقلية تعارض، وما حكومات الوحدة الوطنية أو الوفاق الوطني سوى خزعبلات أدخلت لبنان واللبنانيين في الجحيم.
أشرف ريفي ضد بري
ورأى النائب أشرف ريفي، وهو الحليف السني للقوات اللبنانية "اننا سنؤيد مَن يشبهنا لنائب رئيس مجلس النواب بالتفاهم مع القوات اللبنانية، وسنسير بخيار غسان حاصباني اذا تم ترشيحه، وأنا مع شخصيات جديدة وسيادية لرئاسة الحكومة ولا أرى نجيب ميقاتي شخصية تغييرية"، ورداً على سؤال: "هل انت مع أن يكون نبيه بري رئيس لمجلس النواب؟"، أجاب: "نحن ضد كل قوى السياسية، وسنصوت بورقة بيضاء لأننا كتلة تغييرية".
الكتل المؤيدة لبري
أعلنت الكتلة النيابية لحركة أمل بلبنان (كتلة التنمية والتحرير) ترشيح رئيسها نبيه بري لمنصب رئاسة المجلس النيابي الجديد ، معبرة عن أملها في تأييد أعضاء المجلس النيابي هذا الترشيح والعمل له.
جاء ذلك خلال الاجتماع الأول لكتلة التنمية والتحرير بحضور جميع أعضائها وذلك بعد الفوز في الانتخابات النيابية التي جرت على 4 مراحل بالخارج والداخل على مدار الشهر الجاري، حيث ترأس الاجتماع رئيس الكتلة نبيه بري الذي يترأس مجلس النواب في دورته التي تنتهي اليوم.
اشار عضو كتلة "اللقاء الديمقراطي" النائب بلال عبدالله، إلى أنه "انَ هناك استهداف مباشر لرئيس "الحزب التقدمي الإشتراكي" وليد جنبلاط، والجبل وللموقع العروبي بأكثر من مكان وتعرضنا لهجمة شرسة ولا نُعلّق على الاتهامات والاغتراب صوّت بكثافة للقوى التغييرية ونحنُ لَم نساهم في إسقاط أو إنجاح أحد".
وذكر في حديث تلفزيوني، "اننا نحترم ارادة الشعب والناس اقترعت في صناديق الاقتراع واعطت رأيها وجددت الوكالة للبعض، وهذا خيار حر وديمقراطي ونحن راضون عن النتيجة وهناك قوى حيّة جديدة اصبحت موجودة وهذا يلزمنا جميعا بإعادة النظر بالكثير من الامور"، لافتاً إلى "اننا اقرب لانتخاب نبيه بري لرئاسة مجلس النواب، والموقف الرسمي يعلنه رئيس كتلة اللقاء الديمقراطي تيمور جنبلاط بعد اجتماعنا يوم الاثنين".
صفقة بين التيار الوطني الحر وبري
بينما يدور الحديث حول، أن "حزب الله دخل، بعد تردد، على خط التفاوض غير المباشر بين حليفيه، رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، خصوصاً بعد انفجار المواجهة الإعلامية بينهما غداة أول إطلالة لباسيل بعد الانتخابات".
وأشارت إلى أنه "فهم من مصادر متابعة، أن حزب الله، الذي أرهقه صراع B.B.، أي بري وباسيل، يسعى لضمان تصويت تيار باسيل أو بعضه على الأقل لمصلحة انتخاب بري تأميناً للحد الأدنى من «الميثاقية» والعدد المقبول للأصوات".
وقالت هذه المصادر إن "التفاوض مع باسيل يشبه «سبر الأغوار» لمعرفة «جائزة الترضية» التي يريدها، وهو الذي كان اعتبر موقع نائب الرئيس والتفاوض عليه استصغاراً".
وأضافت "رغم أن دوائر مراقبة استبعدت أن يكون باسيل أقر بتضاؤل فرصة وصوله إلى موقع الرئاسة الأولى لأسباب شتى، آخرها نتائج الانتخابات، فإنها لم تستبعد أن تكون المقايضة التي يريدها رئيس التيار الوطني الحر على صلة بالحكومة المقبلة وطبيعتها وتوازناتها".