المغرب.. مبادرات لدعم الفلاحين تحدث طفرة غير مسبوقة في الزراعة
أشاد الدكتور محمد الدرويش رئيس مؤسسة فكر للتنمية و الثقافة والعلوم بالمغرب، بمبادرة الملك محمد السادس لإنقاذ السنة الفلاحية ودعم الأسر المتضررة، وذلك من خلال إعطاء تعليماته السامية لوزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات بضرورة اتخاذ الحكومة لكافة التدابير الاستعجالية، لمواجهة آثار نقص التساقطات المطرية على القطاع الفلاحي، واعتماد برنامج استثنائي لدعم ومساعدة الفلاحين المتضررين من الآثار السلبية لاضطرابات التساقطات المطرية عبر برنامج بثلاث محاور؛ حماية الرصيد الحيواني والنباتي، وتدبير ندرة المياه، ضمان التأمين الفلاحي، المساهمة في تخفيف العبء المالي على الفلاحين والمهنيين.
وجاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها الدكتور الدرويش ، خلال افتتاح أشغال الندوة الوطنية التي تنظمها مؤسسة فكر للتنمية والثقافة والعلوم، بشراكة مع جمعية جهات المغرب حول موضوع: "الواحة والتحولات المجتمعية: الانسان والمجال والمجتمع"، وذلك بتعاون مع قطاع الثقافة، ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، وجامعة سيدي محمد بن عبد الله، وكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، والوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان، ووكالة التنمية الفلاحية.
وأكد الدكتور الدرويش أن التعليمات الملكية السامية بخصوص إحداث تغيير جذري في الإدارة الترابية للبلاد، يعني دخول مرحلة تنموية نوعية جديدة، وذلك بالتخفيف الى أقصى حد ممكن من التدبير المركزي واعتماد الجهوية المتقدمة وسياسة اللاتمركز، تعد نقلة مرحلية جديدة تميز العهد الجديد، مضيفًا أن هذا التوجه، أثبت أن بلادنا تسير فعلا في الاتجاه الصحيح، مشيرا إلى انخراط الجهات المعنية، بالمسؤولية اللازمة، وعلى رأسها وزارة الداخلية.
وتطرق في مداخلته إلى السياق الدولي الذي يتسم بتشكل اقطاب دولية بمنطق يغاير سنوات الحرب الباردة ويقوم على أسس الاقتصاد واقتصاد المعرفة، لافتا إلى ما يعيشه العالم جراء الانعكاسات السلبية لجائحة كورونا، التي قيدت الحياة البشرية بطرق غير مسبوقة فانهارت مؤسسات وتقوت أخرى وبدأت تظهر في الوجود معالم تكتلات دولية جديدة، ونبه إلى أن المغرب يعيش نتائج ذلك وبأشكال أكثر تأثيرًا في المستويات الاجتماعية والاقتصادية وغيرها.
الموسم الفلاحي بالمغرب
وتناول الأكاديمي الدرويش التقلبات التي يعرفها الموسم الفلاحي بالمغرب بسبب النقص في التساقطات المطرية خلال الشهور الماضية، موضحا أنه سجل عجزا بلغ 66٪ تقريبًا بالمقارنة مع موسم عادي.
ودعا الدرويش الحكومة إلى توفير الظروف المطلوبة من أجل الإعلان عن الواحة تراث وطني، مطالبا من الجامعات المتواجدة في جهات الواحات الى إحداث تخصصات تهم الواحات وكل قضاياها، كما نادى بحماية الموروث الثقافي المغربي ومواجهة كل محاولة للاستيلاء عليه من داخل المغرب أو خارجه، وتثمين الإحداث الرسمي لعلامة تراث المغرب بهدف حماية تراثنا بكل أنواعه.
وأوضح المتحدث أن الواحات بالمغرب تمتد على 226583 كلم مربع من فكيك إلى اسا الزاك وتهم اربع جهات كلميم واد نون وسوس ماسة والشرق ودرعة تافيلالت، مبينًا أن هذه المناطق تمتاز بمؤهلاتها الطبيعية والاكيولوجية وسجلها التاريخي الذي امتاز دوما بإمكانات جغرافية وتراثية جعلتها مناطق عبور واستقرار وتلاقح الأفكار والعادات والتقاليد خلال عقود من الزمن مما جعل منها محور اهتمام الفاعلين الأكاديميين والاقتصاديين السياحيين والسياسيين.
وأشار إلى ما عرفته هذه المناطق من انعكاسات الجفاف وارتفاع درجات الحرارة وتراجع احتياطي الماء و قلة فرص الشغل وهجرة السكان خصوصًا الشباب منهم بحثا عن أسباب العيش الكريم، موضحا خطة العمل الاستراتيجية لوزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات من أجل حماية الواحات من خطر الحرائق، وذلك عبر الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان.
ونبه الدكتور الدرويش إلى أن منطقة الريصاني التي تحتضن أطوار هذه التظاهرة العلمية تحمل رمزية خاصة لدى الشعب المغربي تاريخا وحاضرا ومستقبلا أنها منطقة مولاي علي الشريف احد اجداد جلالة الملك محمد السادس ومؤسس الأسرة العلوية.