مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

"جماجم بدل السنابل".. قصة غلاف إيكونوميست "الجوع قادم أيها الكوكب"

نشر
الأمصار

كارثة غذاء طاحنة على مشارف الحدوث، بهذه الكلمات ظهر غلاف العدد الأخير من مجلة "إيكونوميست" مُحذرًا دول العالم من اقتراب حدوث جوع كبير، وبدا لافتًا في الغلاف المنشور، ظهور ثلاثة سنابل لم تكن حاملةً لحبوب القمح هذه المرة كما جرت العادة، ولكن ارتسمت عليها العشرات من هياكل الجماجم البشرية، في إشارةٍ قاتمة إلى مدى سوء الوضع الغذائي المنتظر حدوثه في الدول العربية وباقي دول العالم قاطبةً، وانعكاسًا لمدى تزايد أزمة القمح خلال الآونة الأخيرة.
 

 

وأطلقت المجلة تحذيرها من أن الأزمة قد تتفاقم نحو الأسوأ، فقد شحنت أوكرانيا معظم محاصيل الصيف الماضي قبل الحرب، ولا تزال روسيا تبيع القمح، رغم الكلفة المضافة ومخاطر الشحن، لكن الصوامع الأوكرانية التي لم تتضرر نتيجة الحرب مليئة بالشعير والذرة، وليس لدى المزارعين خيارات لتخزين المحصول المقبل، وربما وجدت روسيا نفسها في مواجهة نقص البذور والأسمدة التي تستوردها عادةً من الاتحاد الأوروبي.
 

وفي 18 مايو الجاري، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من الأزمة المعيشية الأشهر المقبلة، وما وصفه بـ"النقص في الغذاء العالمي" الذي قد يظل قائماً لمدة سنوات مقبلة، فزيادة أسعار المواد الغذائية زادت أعداد الناس الذين لا يحصلون على ما يكفيهم من 440 مليون نسمة إلى 1.4 مليار شخص، وهناك 250 مليون شخص يعيشون على حافة المجاعة، ولو استمرت الحرب لمدة طويلة وتأثرت الإمدادات من روسيا وأوكرانيا فسيعاني مئات الملايين من الفقر ويصاب الأطفال بالهزال ويجوع الناس.


وتبلغ نسبة امدادات روسيا وأوكرانيا من القمح 28% والشعير 29% و 15% من الذرة و 75% من زيت الذرة، ويستورد لبنان وتونس نصف الحبوب التي يحتاجان إليها، ومصر نسبة ثلثي ما تستهلكه، ويسهم الغذاء الذي تصدره أوكرانيا بتوفير السعرات الحرارية إلى 400 مليون شخص، وتوقفت هذه الصادرات لأن أوكرانيا زرعت الألغام في مياهها لمنع الهجوم الروسي وبسبب حصار موسكو لميناء أوديسا، وكان برنامح الغذاء العالمي، حتى قبل الحرب قد حذر من أن عام 2022 سيكون رهيباً.



وفيما مضى قالت الصين، أكبر مصدر للقمح في العالم، إن محصول هذا العام سيكون الأسوأ بسبب تأخير المطر عملية الزراعة، ويهدد ارتفاع درجات الحرارة في الهند، ثاني أكبر منتج في العالم، ونقص المطر، باستنزاف المحاصيل من سلال غذاء أخرى في العالم من حزام القمح في الولايات المتحدة إلى منطقة بيوس في فرنسا. 

 

وتعاني منطقة القرن الأفريقي من أسوأ سنوات الجفاف، نتيجة للتغيرات المناخية، كل هذا سيترك آثاراً وخيمة على الفقراء، فالعائلات في الإقتصادات الصاعدة تنفق نسبة 25% من ميزانياتها على الطعام، وفي دول الصحراء الإفريقية 40%، أما في مصر فيوفر الخبز نسبة 30% من السعرات الحرارية، وفي معظم الدول التي تستورد الحبوب لا تستطيع الحكومات تحمل الدعم لمساعدة الفقراء، وخصوصاً إذا كانت تستورد الطاقة، وهي سوق أخرى تعاني من اضطرابات.


ورغم زيادة أسعار الحبوب، فإن المزارعين في أماكن أخرى ليست لديهم القدرة لتعويض النقص، وواحد من الأسباب هو التقلب في الأسعار، والأسوأ هو انخفاض هامش الربح نظرا لزيادة أسعار الأسمدة والطاقة، وهذان القطاعان هما الكلفة التي يتكلف بها المزارعون وكلاهما في حالة من الفوضى بسبب الحرب والبحث عن الغاز الطبيعي.