الصين والجزائر تؤكدان تعزيز الروابط التاريخية ومواصلة التنسيق بين البلدين
أكد رئيس مجلس الأمة الجزائري، صالح قوجيل، اليوم الثلاثاء، أنّ "الجزائر تقف دائماً إلى جانب الشعب الليبي في بناء دولته دونما تدخل خارجي، وأيضاً على حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، وأنه غير قابل للتصرف ولا للتقادم".
وخلال لقائه مع وانغ يانغ، رئيس المجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني، جدد قوجيل تأكيد "حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس".
وأشاد قوجيل، بعلاقة الصداقة التاريخية العميقة التي تجمع بين الشعبين والبلدين منذ الثورة التحريرية، داعياً إلى مزيد من التنسيق والتشاور بين حكومتي وبرلماني البلدين، بهدف "إيجاد آليات تسمح بمواجهة التحديات التي سيفرضها التغير الحاصل في النظام الدولي، وتحديد المنظور تجاه هذا النظام وإفرازاته، وكذلك تحديد مفهوم عدم الانحياز بما يحفظ الاستقلال السياسي للدول".
وذكّر قوجيل، أنّ الجزائر بقيادة الرئيس تبون خطت خطوة تاريخية وشجاعة من أجل صون استقلالية قرارها السياسي وتدعيمه بالاستقلال الاقتصادي، بهدف "وضع حدّ نهائي للتبعية الاقتصادية للخارج".
وشدد على ضرورة التنسيق بين الجزائر والصين على مستوى القارة الأفريقية في المجالين التجاري والاقتصادي، عن طريق التمكين لتعاون ثلاثي يسمح للقارة من تحقيق استقلال اقتصادي حقيقي يُفضي بالضرورة إلى تدعيم استقلالها السياسي.
رئيس مجلس الأمة الجزائري، أوضح أنّ" بلاده ومنذ ثورة التحرير لطالما دافعت باستماتة من أجل استقلالها ومن أجل احترام حقوق الإنسان وحرية التعبير، ومن أجل استقلال الشعوب وفي تقرير مصيرها".
ومن جانبه، أكد وانغ يانغ استعداد الصين لدعم ومرافقة مسعى الجزائر بقيادة الرئيس تبون عن طريق تعزيز وتنويع مجالات التعاون العملي الثنائي، بما يخدم المنفعة المشتركة ويُسهم في تحقيق المزيد من الإنجازات.
ونوّه المسؤول الصيني بقرار الرئيس تبون باعتماد عام 2022 عام الإقلاع الاقتصادي، وبالإجراءات والتدابير المتخذة والميسِّرة لمناخ الاستثمارات في الجزائر.
كما أعلن عن جاهزية الصين لمباشرة خطة خُماسية للتعاون مع الجزائر بغرض "تنويع وتقوية التعاون التجاري والاقتصادي والعلمي، تجسيداً لاتفاق الشراكة الاستراتيجي المبرم بين البلدين".
وقبل يومين، وقّعت شركة النفط والغاز الجزائرية "سوناطراك" اتفاقاً مع شركة "سينوبك" الصينية للبترول والكيماويات، بهدف إنتاج مشترك للنفط، تقدر قيمته بـ490 مليون دولار.
وسبق أن وقّعت الجزائر والصين، في شهر آذار/مارس الماضي، اتفاقاً لاستثمار 7 مليارات دولار لإنتاج 5.4 مليون طن من المخصبات الزراعية سنوياً في منطقة تبسة شرق البلاد، وفق شركة "سوناطراك". كما سبق أن أعلنا التوافق على مجموعةٍ من القضايا، أهمها التوصل إلى خطة تنفيذية تتعلق بـ"مبادرة الحزام والطريق" الصينية.
وكان الرئيس الجزائري أعلن، في 9 أيار/مايو الجاري، انطلاق المراحل الأولى لإنجاز مشروع استغلال منجم غار جبيلات في الجزائر، وهو يُعد واحداً من أضخم المناجم النائمة على معدن الحديد في العالم وينفّذ بالشراكة مع الصين، وضمن اتفاقيات شراكة مع 3 شركات صينية عملاقة تعمل ضمن مجال التنقيب المنجمي.