مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

تكفل بإمرأة معيلة..جانب إنساني يكشف لأول مرة في حياة الفنان سمير صبري

نشر
الأمصار

تعتبر شخصية الفنان سمير صبري من أكثر الشخصيات التي أثرت السينما المصرية وله العديد من الأدوار البارزة التي لازالت محفورة في أذهان المصريين، إلا أن الكثيرين لا يعلمون شيئًا عن الدور الإنساني للفنان سمير صبري.

عمل الفنان سمير صبري  في بداياته مذيعاً في الإذاعة الإنجليزية ثم اتجه إلى التمثيل والغناء. له العديد من الأفلام المصرية التي شارك بالتمثيل فيها منذ بداية مسيرته الفنية في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي. مثّل عدداً من أفلامه مع الفنان عادل إمام كفيلم البحث عن فضيحة من بطولة ميرفت أمين، ومن مسلسلاته حضرة المتهم أبي الذي أُنتج عام 2006 وكذلك قضية رأي عام بطولة يسرا ولقاء الخميسي. أحب الفن منذ الصغر وعاش وسط عائلة تجيد الفن تتذوقه وتحترمه من سينما ومسرح وموسيقى أم وأب وجد و7 خالات شكلوا طفولته صنعوا شخصيته اصطحبوه إلى دور السينما والمسرح وشجعوه عندما وقف أمامهم يقلد الفنانين يغني ويرقص.

انفصل الفنان سمير صبري والده عن والدته وعمره تسع سنوات ليبدأ مرحلة جديدة من حياته في القاهرة بعدما انتقل إليها بصحبة والده ليسكن في عمارة النجوم والعظماء ويتبناه عبد الحليم حافظ بعد كذبة أجادها وقدمه للبنى عبد العزيز ليصبح وعمره 10 سنوات نجم البرنامج الأوروبي وله العديد من الافلام.

أسس الفنان سمير صبري مع رفيق الصبان ويوسف شاهين وحسين كمال وسيد رويال نقابة فنية سميت باسم «الأحرار المنفتحين». وبلغ رصيده الفني 138 فيلمًا ، وعدد من البرامج التليفزيونية منها برنامجه الشهير "هذا المساء"، وشركة إنتاج سينمائية، ومجموعة من الجوائز التقديرية.

إمرأة معيلة

كشفت الصحفية والإعلامية شيماء رستم عن بعض المواقف التي جمعتها بنجم الشاشة الراحل سمير صبري، والتي تصف الجانب الإنساني في حياة الرجل، مبينة أنها في إحدى المرات وكانت تجري معه حوار صحفي لجريدتها، وذلك في أحد الفنادق الشهيرة  جاءت أحد العاملات بالفندق وبعد أن علمت أن الصحفية جاءت لتسجل معه حوار صحفي قامت بحكي قصتها.

وأوضحت العاملة أنها عندما طلقها زوجها وتركها في الشارع وأطفالها، قام الفنان سمير صبري باستئجار شقة لها على  حسابه  الخاص في سطوح عمارته بالزمالك ودفع مقدمها أو ما يسمى "خلو رجل" لصاحب العمارة 15 ألف جنيه منذ 20 عام، ووفر لها عمل في الفندق، من أجل تربية أطفالها وكان سبب في سترها هي وأطفالها، بحسب رستم في حديثها لـ"الأمصار".

موقف مع صحفية

وروت رستم موقف أخر معها جمعها بالفنان سمير صبري، مشيرة إلى أنه تزامن وقت الحوار الذي أجرته معه مع حادثة تعرض لها أبنها الصغير، وقبل أن تخرج من المنزل لإجراء الحوار مع الفنان الكبير كانت منتظرة شخص يأتي  ليجلس بدلاً منها مع الطفل من اجل أن تستطيع النزول للأداء مهمتها الصحفية، مما تسبب بالفعل في تأخرها عن موعد الحوار.

واستكملت الصحفية، أنه عندما وصلت لمكان الحوار، استقبلها على عكس مما تتوقع، فلم يقل لها تأخرتي عن الموعد أو يعنفها بسبب ذلك، ولكنه قال لها "ولا يهمك"، ثم سأل عن حالة ابنها قائلاً " ابنك أخباره إيه" ولم يكتفي بذلك بل سألها عن تفاصيل حالته وإن كانت محتاجة لشيء يساعدها به أم لا.

وبينت رستم، أنه عندما أرسلت صديقتها له بالموعد المحدد للقاء وجدته متواجد قبل الموعد بنصف ساعة وعندما عرف أنها منتظرة شخص من أجل ابنها طلب منها عدم استعجالها و انتظرها لساعة تقريبا نص ساعة بعد الموعد المحدد و نص ساعة جاء بها مبكرًا.

وتروى الصحفية، أن صبري مدها بمعلومات صحفية دون أن تسأله و قال لها أنه كان يحب كل ما هو قديم ووصف نفسه أنه “دقة قديمة”، ومازال يقرأ الجرائد و يتعامل بصندوق البوسطة وأعطاها صور حصرية لاميتاب باتشان من أجل أن تطبعها وطلب منها أن ترسلها على صندوق البريد وعندما سألته انها ممكن تقوم بتصويرها وترسلها له على الواتس، فاجأها أنه لا يمتلك واتس ولا يريد أن يكون عنده هو يحب أن يكون قديم، كأنه يعيش مع ذكريات الماضي الجميلة وفي عاداته القديمة.

واختتمت رستم حديثها عن الجانب الإنساني من حياة الفنان سمير صبري بأحد الأسئلة التي وجهتها له خلال حوارها حول عمله الإنساني، حيث قالت له "أنت معروف بدعم زملائك دائمًا" فقال لها أنه تعلم جملة بمدرسته التي تعلم بها وهو صغير من أحد مدرسيه الذي يحبهم ويحترمهم وكان مدرس للغة الإنجليزية وتقول تلك الجملة الذهبية أن على المرء  قبل أن ينام أن يسأل نفسه أدخل البهجة في حياة كم شخص، ومنذ أن سمعها وتأثر بها بشكل كبير، قائلاً: "كان دائما ما يفكر قبل أن ينام أنه حقق السعادة لكام شخص في هذا اليوم"، موضحًا أن الطبيعي هي المساعدة دون انتظار المقابل.

جدير بالذكر، أنه توفي ظهر أمس الجمعة 20 مايو 2022، بعد صراع مع المرض عن عمر يناهز 85 عاما، تاركا إرثا فنيا كبيرا، على مستوى التقديم التليفزيوني والإذاعي، إلى جانب الإنتاج والتمثيل والغناء، من أشهر أعماله السينمائي: "دموع صاحبة الجلالة"، "جحيم تحت الماء"، "حب وكبرياء"، "السلخانة"، "عالم عيال عيال" وغيرها،  وتمتع صبري بحالة صحية مستقرة في أيامه الأخيرة وانتقل للعيش في أحد الفنادق الكبرى في الزمالك، بعد انتهاء فترة النقاهة التي قضاها بمجمع المعادي الطبي العسكري.