بحضور روسيا.. تفاصيل استضافة الرياض وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي
جاء اليوم اللقاء المرتقب بين وزراء خارجية التعاون الخليجي الست ووزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، إذ اختتم اليوم في العاصمة السعودية الرياض اجتماع الدورة الـ152 للمجلس الوزاري لمجلس التعاون الخليجي بمقر مجلس التعاون الخليجي في ظل زيارة يقوم بها الوزير الروسي إلى المملكة العربية السعودية، حيث تعقد أعمال الاجتماع برئاسة الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله آل سعود، وزير الخارجية ورئيس الدورة الحالية، وبمشاركة الدكتور، نايف فلاح مبارك الحجرف، الأمين العام لمجلس التعاون.
وقال الحجرف إن المجلس الوزاري سوف يبحث عددا من التقارير بشأن متابعة تنفيذ قرارات المجلس التي صدرت سابقا، وكذلك الموضوعات ذات الصلة بالحوارات والعلاقات الاستراتيجية بين دول مجلس التعاون والدول والتكتلات العالمية بالإضافة إلى آخر التطورات الإقليمية والدولية، والمستجدات التي تشهدها المنطقة.
مجلس التعاون لدول الخليج العربية
مجلس التعاون لدول الخليج العربية أو كما يعرف باسم مجلس التعاون الخليجي أو مجلس التعاون لدول الخليج العربي.
هو منظمة إقليمية سياسية، اقتصادية، عسكرية وأمنية عربية مكوّنة من ست دول عربية تطل على الخليج العربي وتشكل أغلبية مساحة شبه الجزيرة العربية، هي المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان والإمارات العربية المتحدة ودولة الكويت ودولة قطر ومملكة البحرين.
تأسس مجلس التعاون لدول الخليج العربية في 25 مايو 1981م بالاجتماع المنعقد في العاصمة الإماراتية أبو ظبي، وكان أمير الكويت الأسبق الشيخ جابر الأحمد الصباح صاحب فكرة إنشائه.
يتولى الأمانة العامة للمجلس حاليًّا نايف الحجرف، حيث يتخذ المجلس من العاصمة السعودية الرياض مقرًا رئيسيًّا له.
جميع الدول الأعضاء في مجلس التعاون لدول الخليج العربية هي دول ملكية، اثنان منها دول نظام حكمها ملكي دستوري وهي دولة الكويت ومملكة البحرين، ودولتان نظام حكمها ملكي مطلق وهي المملكة العربية السعودية ودولة قطر ودولة نظام حكمها سلطاني وراثي وهي سلطنة عمان ودولة نظام حكمها اتحادي رئاسي وهي الإمارات العربية المتحدة وهي عبارة عن سبع إمارات كل إمارة لها حاكمها الخاص.
في عام 2011 اقترح خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود في القمة الخليجية الثانية والثلاثين تحويل مجلس التعاون الخليجي إلى اتحاد خليجي والتنسيق فيما بينها سياسيًا وعسكريًا واقتصاديًا. وتم رفض الفكرة السعودية من قبل سلطنة عمان.
تعد كل من جمهورية العراق باعتباره دولة مطلة على مياه الخليج العربي ولها حدود طويلة مع المملكة العربية السعودية ودولة الكويت والجمهورية اليمنية باعتبارها الامتداد الإستراتيجي لدول شبه الجزيرة العربية دولًا مرشحة للحصول على عضوية المجلس الكاملة حيث يمتلك كل من جمهوريتي العراق واليمن عضوية بعض لجان المجلس كالرياضية والصحية والثقافية.
وبعد انطلاق العملية العسكرية الخليجية التي عرفت بعاصفة الحزم التي قادتها القوات المسلحة السعودية في اليمن، طلب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي انضمام اليمن إلى مجلس التعاون الخليجي ودخول قوات درع الجزيرة إلى اليمن لمساعدة حكومته على استعادة الأراضي اليمنية التي سيطر عليها جماعة الحوثيين التابعة لإيران وأنصار على عبد الله صالح.
ومن جانبها، رحبت دول الخليج العربي بفكرة انضمام المملكة الأردنية الهاشمية ومملكة المغرب إلى مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وعبّر الأمين العام لمجلس التعاون عبد اللطيف الزياني للصحفيين في مؤتمر صحفي أن "قادة دول الخليج العربي يرحبون بطلب المملكة الأردنية الهاشمية الانضمام إلى المجلس وكلفوا وزراء الخارجية بدعوة وزير خارجية الأردني للدخول في مفاوضات لاستكمال الإجراءات اللازمة لذلك".
وأضاف أن "بناء على اتصال مع المملكة المغربية ودعوتها للانضمام فقد فوض المجلس الأعلى وزراء الخارجية دعوة وزير خارجية المملكة للدخول في مفاوضات لاستكمال الإجراءات اللازمة لذلك".
ومن جانبها، أصدرت وزارة الخارجية المغربية بيانًا رحبت فيه بدعوة دول مجلس التعاون وقالت إن السلطات المغربية "مستعدة لإجراء مشاورات من أجل تحديد إطار تعاون أمثل" مع دول مجلس التعاون الخليجي.
وأكد البيان تمسك المغرب بـ"بناء اتحاد المغرب العربي الذي هو خيار استراتيجي أساسي للأمة المغاربية لكن البلدين لم ينضما بعد.
وزير الخارجية الروسي
وصل وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف إلى السعودية، أمس، قادماً من البحرين، حيث التقى بالأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين طه، وأجرى مباحثات مع نظيره السعودي فيصل بن فرحان بمقر الخارجية السعودية، حول آفاق التعاون بين البلدين واستقرار أسواق الطاقة والأمن الغذائي والأزمة الأوكرانية.
وأكد وزير الخارجية الروسي، الثلاثاء، أن حل أزمة الغذاء العالمية التي أثارتها حرب أوكرانيا، في أيدي الغرب وكييف، مضيفاً أثناء زيارته للبحرين، إن الدول الغربية «تسببت بالكثير من المشاكل المصطنعة عبر إغلاق موانئها أمام السفن الروسية وتعطيل السلاسل اللوجستية والمالية».
وأضاف «عليهم التفكير جدّياً بما هو أهم بالنسبة إليهم.. القيام بحملة علاقات عامة مرتبطة بمشكلة أمن الغذاء أو اتّخاذ خطوات ملموسة لحل المشكلة».
كما دعا لافروف أوكرانيا لنزع الألغام من مياهها الإقليمية للسماح بعبور السفن بشكل آمن عبر البحر الأسود وبحر آزوف، وأضاف قائلاً «إذا تم حل مشكلة نزع الألغام.. ستضمن قوات البحرية الروسية مرور هذه السفن من دون عراقيل إلى المتوسط ومن ثم إلى وجهاتها».
والتقي وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، (السعودية والإمارات وعُمان والكويت والبحرين وقطر) في مقر مجلس التعاون الخليجي بالرياض اليوم الأربعاء..
اجتماع (أوبك+)
وتأتي زيارة لافروف قبل اجتماع (أوبك+) في فيينا، حيث من المتوقع أن تلتزم المجموعة باتفاق إنتاج النفط الذي تم التوصل إليه العام الماضي، وترفع المستوى المستهدف للإنتاج في يوليو بمقدار 432 ألف برميل يومياً.
وتعرضت السعودية وغيرها من أعضاء أوبك لضغوط شديدة من الغرب لزيادة إنتاج النفط وتهدئة الأسعار في خضم الغزو الروسي لأوكرانيا.
وقاومت المملكة حتى الآن مثل هذه الضغوط، وتقول إن ارتفاع أسعار النفط ناتج عن عوامل جيوسياسية، وصعوبات تتعلق بقدرات التكرير، والضرائب المرتفعة في العالم الغربي وليس بسبب المخاوف المتعلقة بالإمدادات.
إلا أن الغرب لم يتوقف، فقد قالت مصادر إن الرئيس الأمريكي جو بايدن وفريقه يبحثون توقفه في السعودية، وكذلك إسرائيل، بعد أن يسافر لحضور قمتين في ألمانيا وإسبانيا أواخر يونيو.
وزار اثنان من كبار المسؤولين الأمريكيين، هما بريت ماكجورك، كبير مستشاري بايدن لشؤون الشرق الأوسط، ومبعوث وزارة الخارجية لشؤون الطاقة إموس هوكستين، وخلال الأيام الماضية السعودية.
وقال البيت الأبيض إنهما ناقشا الملف الإيراني وإمدادات الطاقة العالمية وقضايا إقليمية أخرى مع المسؤولين السعوديين، لكنهما لم يطلبا زيادة صادرات النفط السعودية.
كلمة سيرجي لافروف اليوم باجتماع مجلس التعاون الخليجي
اتهم سيرجى لافروف، وزير الخارجية الروسي، الغرب بالسعى لتشكيل عالم آحادى القطب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، مؤكدا أن الدول الغربية تنتهك القوانين الدولية، وتسعى لتحقيق أمنها على حساب دول أخرى.
وقال لافروف إن الغرب هو من دفع أوكرانيا لتهديد أمن روسيا، مشيرا إلى أن الدول الغربية تبني علاقاتها وفقا لمصالح مؤسساتها مثل الناتو والاتحاد الأوروبي.
وفي سياق الأزمة الأوكرانية الروسية، أعلن وزير الخارجية الروسى، حل الدولتين يمر باختبار صعب بسبب الأحداث الحالية، وأن دول الخليج أكدت عدم انضمامهم للعقوبات الغربية على روسيا.
وفي الشأن اليمني، أعرب لافروف عن أملة في تمديد الهدنة الإنسانية في اليمن، مثمنا التحركات الإيجابية بشأن اليمن لا سيما مبادرة السعودية والإمارات وعمان.