وزير الطاقة: الأردن يسعى لإطلاق مشروع ربط كهربائي بين دول المنطقة وأوروبا
قال وزير الطاقة والثروة المعدنية الأردني، صالح الخرابشة، اليوم الأربعاء، إن الأردن يسعى إلى إطلاق مشروع ربط كهربائي بين دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وأوروبا، مشيرا إلى أن المملكة تتطلع لتصدير الطاقة الخضراء عبر تحفيز استثمارات في هذا المجال.
وأوضح الخرابشة خلال كلمة له في مؤتمر "حوار الطاقة المستقبلية للشرق الأوسط وشمال إفريقيا وأوروبا"، أن لموقع الأردن دورا مهما، حيث نهدف لأن يكون الأردن مركزا إقليميا لتبادل الطاقة بأشكالها كافة".
وأشار إلى أن "العمل حاليا يجري لتطوير البنية التحتية للقطاع وخاصة تطوير الشبكة الكهربائية للعمل على مشاريع ربط كهربائية إقليمية، حيث تعدّ مشاريع الربط الكهربائي الحالية بالدول المجاورة نواة لرؤية نسعى لتحقيقها، وذلك بإطلاق مشروع ربط كهربائي بين دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وأوروبا لتحقيق التكامل الكهربائي بين الدول جميعها من خلال إنشاء شبكات كهربائية إقليمية".
وأضاف الخرابشة في هذا الصدد، أن تحقيق التكامل الكهربائي "سينعكس على تغطية احتياجات الدول نظرا لاختلاف فترات الأحمال والاستهلاك بين الدول المختلفة، ونسعى لأن يتحقق إطلاق هذه الرؤية من خلال هذا المؤتمر".
وتابع: "الأردن يتمتع بارتفاع متوسط الإشعاع الشمسي المباشر لوقوعه ضمن دول الحزام الشمسي، وهذا يدعونا لأن نسعى لتصدير طاقة خضراء من خلال تحفيز الاستثمارات الخضراء لتسريع التحول إلى الطاقة النظيفة، والمساهمة بتحقيق أهداف التنمية المستدامة".
وأكمل: "وصلت نسبة مساهمة الطاقة المتجددة في توليد الكهرباء عام 2021 إلى 26% مقارنة بـ1% عام 2014، على ما ذكر الخرابشة، الذي أكد "السعي لزيادة هذه النسبة، وذلك من خلال العمل على تعزيز سلامة النظام الكهربائي وتطوير الشبكة الكهربائية والتحول التدريجي لأنظمة الشبكات والعدادات الذكية".
ولفت النظر إلى أن الأردن "يؤمن بأن تحقيق أمن التزود بالطاقة يعد أمرا أساسيا لتحقيق التنمية المستدامة والمرتبطة بمختلف القضايا الوطنية اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا".
وتعتمد المملكة على الطاقة المستوردة بما يقارب 89%، حسب الخرابشة، وذلك في "مواجهة التحديات المتزايدة من ارتفاع الطلب والهجرات المختلفة للأردن وأنماط الاستهلاك الحالية، إضافة إلى التغيرات المناخية".
وتأخذ المملكة بـ"عين الاعتبار 4 محاور رئيسة وهي: أمن التزود بالطاقة، وخفض كلف الطاقة، والاستدامة والاعتماد على المصادر المحلية للطاقة" وفق شرح الخرابشة.
وتحدّث عن "تمتع الأردن بثروات معدنية سيكون لها دور كبير في قطاع الطاقة"، موضحا: "يتم العمل حاليا على مشاريع متعددة للاستغلال الأمثل للثروات المعدنية، على سبيل المثال الليثيوم والذي يعدّ أنسب خامات البطاريات المستخدمة في تخزين الطاقة، كما سيكون مستقبلا مكونا أساسيا لأنظمة الطاقة النظيفة، كما يتم العمل أيضا على مشاريع الذهب والنحاس والسيليكا والعناصر الأردنية النادرة".
وأشار إلى أن "عنصر الهيدروجين سيلعب دورا مهما في المستقبل، وخاصة مع انخفاض كلفة التوليد من الطاقة المتجددة، إضافة إلى تنوع استخداماته في القطاعات المختلفة كالصناعة والتكرير والنقل وتوليد الكهرباء وغيرها، مما سينعكس على انخفاض الانبعاثات في هذه القطاعات".
وبدئ العمل على "إعداد خارطة طريق لإنتاج الهيدروجين واستخدامه سواء على المستوى المحلى أو لأغراض التصدير، مع العمل على إعداد التشريعات اللازمة لذلك، وإمكانية الاستفادة من البنية التحتية المتوفرة"، وفق ما أضاف الخرابشة.
واقترح "العمل بنهج تشاركي لتأسيس تجارة هيدروجين دولية الهدف منها ضمان طاقة نظيفة للجميع دون ترك أحد خلفنا".
ويهدف المؤتمر، بحسب الخرابشة، إلى "تعميق التعاون" في مجال الطاقة بين منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وأوروبا، في وقت يواجه فيه العالم تحديات عديدة في هذا المجال من حيث ارتفاع أسعار مستمر ونقص الإمدادات.