التضخم في بريطانيا يقفز خلال مايو لأعلى مستوى منذ 40 عامًا
بحسب تقرير صادر عبر وكالة "بلومبرج الشرق"، يتسارع التضخم في المملكة المتحدة إلى 9.1% في مايو، على أساس سنوي بالمقارنة مع 9% في أبريل، مسجلًا أعلى مستوى له في 40 عامًا، إذ ارتفعت أسعار كل السلع بداية من الوقود والكهرباء إلى الغذاء، وارتفعت أسعار المستهلكين بنسبة 0.7% في مايو على أساس شهري، برغم أنَّ ذلك كان أقل من وتيرة نسبتها 2.5% مسجلة في أبريل.
وقال مكتب الإحصاء الوطني البريطاني إن ارتفاع أسعار الأغذية والمشروبات غير الكحولية، مقارنة بأسعارها قبل عام، أسهم بزيادة كبيرة في التضخم.
وكان أندرو بيلي محافظ بنك إنجلترا "البنك المركزي" قال الشهر الماضي، إنَّ سلسلة صدمات لم يتمكّن البنك المركزي البريطاني من استباقها هي المسؤولة عن دفع التضخم إلى ما هو أبعد من المستهدف البالغ 2%.
وأضاف بيلي أن الحرب في أوكرانيا، وتفاقم فيروس كورونا في الصين، والانخفاض الكبير في حجم القوة العاملة في بريطانيا؛ كلها عوامل تسبب ضغطاً صعودياً على الأسعار، لافتاً إلى أنَّ صانعي السياسة في بريطانيا قد فوجئوا بكل تلك العوامل.
ويرى ألفريد كامر، المدير الأوروبي لصندوق النقد الدولي، أنَّ الأسعار المرتفعة في بريطانيا ستبقى لفترة أطول مقارنة بدول مجموعة السبع، لأنَّ الاقتصاد يعاني من سوق العمل الضيّقة التي تشهدها الولايات المتحدة وأزمة الطاقة التي تجتاح أوروبا.
وفي وقت سابق، حذرت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة ورئيسة مجموعة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة أمينة محمد، من أن العالم يواجه أزمة جوع غير مسبوقة، داعية الحكومات على الصمود.
ونشر مركز أنباء الأمم المتحدة نص ملاحظات النائبة أمينة محمد، كما تم إعدادها للتسليم، إلى اجتماع المجلس الاقتصادي والاجتماعي حول الانتقال من الإغاثة إلى التنمية، الذي عقد تحت عنوان "الأزمات المتكررة والحلول المستدامة: بناء المرونة ومعالجة تزايد انعدام الأمن الغذائي" في نيويورك أمس، قائلة "ليس هناك شك في أن الكثير من العالم النامي، بدعم من منظومة الأمم المتحدة والشركاء الثنائيين وغيرهم، أحرزوا تقدمًا كبيرًا في تعزيز الإمدادات الغذائية والحد من الجوع على مدى السنوات الخمس والعشرين الماضية. لكن في الآونة الأخيرة، شهدنا الجوع العالمي في ازدياد، مما أدى إلى زحزحة عقود من التقدم، ويعتبر تغير المناخ، والظواهر المناخية الأخرى، والنزاعات، والركود الاقتصادي بعض العوامل التي تؤدي إلى تزايد انعدام الأمن الغذائي".
وتابعت "عانى حوالي 193 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي في 53 دولة أو إقليمًا في عام 2021، وبلغ انعدام الأمن الغذائي الحاد مستوى قياسيًا، تعمل الآثار المتتالية للصراع في أوكرانيا على توسيع نطاق المعاناة الإنسانية إلى ما هو أبعد من حدودها، مما يهدد الجوع العالمي على نطاق غير مسبوق".
وأضافت أن إثيوبيا ونيجيريا وجنوب السودان واليمن تعد "بؤرًا ساخنة للجوع" لمواجهتهم ظروفًا كارثية، وفقًا لأحدث تقرير صادر عن برنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأغذية والزراعة (الفاو) كما أن أفغانستان والصومال مدخلان جديدان في هذه القائمة المقلقة، فيما يواجه ما مجموعه 750 ألف شخص بالفعل المجاعة والموت في إثيوبيا واليمن وجنوب السودان والصومال وأفغانستان، ولا تزال جمهورية الكونغو الديمقراطية وهايتي ومنطقة الساحل والسودان وسوريا "بلداناً شديدة القلق" حيث الظروف حرجة ومتدهورة.
وأشارت إلى أن العنف والنزاع لا يزالان هما المحركان الأساسيان للجوع الحاد، وقد ازدادت مستويات الصراع والعنف ضد المدنيين في عام 2022، وقد أدى النزاع على وجه الخصوص إلى موجات جديدة من النزوح، مما أجبر الناس على ترك منازلهم وأراضيهم وسبل عيشهم، مما قلل من كمية الغذاء المتاح محليًا في مجتمعاتهم، ففي منطقة الساحل وحدها، نزح ما يقرب من 2.8 مليون شخص داخليًا.
وأفادت بقولها "يعاني حوالي 13.6 مليون طفل على مستوى العالم دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد، وفقًا لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف). وفي الأطفال الصغار، هذه حالة طبية طارئة تنطوي على خطر متزايد للوفاة بمقدار 11 ضعفًا، مقارنة بالأطفال الأصحاء، حتى لو نجا هؤلاء الأطفال، فقد يعانون من التقزم، والذي له عواقب تدوم مدى الحياة فيما يحصل طفل واحد فقط من كل ثلاثة من هؤلاء الأطفال على العلاج".