الخارجية السعودية تدين هجمات مالي الإرهابية
أعربت وزارة الخارجية السعودية، اليوم الأربعاء، عن إدانة المملكة واستنكارها الشديدين للهجمات الإرهابية التي وقعت في إقليم (موبتي) في جمهورية مالي، والتي أسفرت عن مقتل عشرات المدنيين الأبرياء.
وأكدت الوزارة في بيان لها على موقف المملكة الرافض لكل أشكال العنف والتطرف والإرهاب، معربة عن خالص التعازي والمواساة لأسر الضحايا، ولحكومة وشعب مالي الصديق.
وفي سياق أخر، أصدرت تركيا والسعودية، اليوم الأربعاء، بيانًا مشتركًا، حيث أكد الجانبان بدء مرحلة جديدة من التعاون، جاء ذلك، في أعقب زيارة الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، إلى العاصمة التركية أنقرة، التقى خلالها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وجاء في البيان أن تركيا والسعودية تؤكدان عزمهما إطلاق حقبة جديدة من التعاون في العلاقات الثنائية بما في ذلك السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية، مشيرًا إلى أنه تم بحث تسهيل حركة التجارة بين أنقرة والرياض.
وأعرب البلدان عن رغبتهما العمل على تطوير مشاريع في مجال الطاقة.
وكان قد عقد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والرئيس التركي رجب طيب إردوغان، اليوم الأربعاء، لقاءً ثنائيًا في المجمع الرئاسي بأنقرة.
ومن المنتظر أن تكون الأجندة الرئيسية للمحادثات هي الاقتصاد، حيث ستتم مناقشة الخطوات التي يجب اتخاذها لزيادة التعاون بين الرياض وأنقرة في مختلف المجالات من التجارة إلى السياحة، ومن الصحة إلى الصناعات الدفاعية.
ومن المتوقع توقيع عدة اتفاقيات بين تركيا والمملكة العربية السعودية خلال الزيارة.
وكان قد وصل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، إلى تركيا للمرة الأولى منذ سنوات اليوم، لإجراء محادثات مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، بهدف التطبيع الكامل للعلاقات التي تضررت بشدة بعد اغتيال الصحافيّ جمال خاشقجي.
ويلتقي بن سلمان على هامش الزيارة، التي تأتي في ختام جولة إقليمية، ضمت مصر والاردن، الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.
وفي نيسان، زار إردوغان السعودية بعد حملة استمرّت لأشهر بغية إصلاح العلاقات بين القوتين الإقليميتين، بما شمل إسقاط المحاكمة الخاصة بمقتل خاشقجي في إسطنبول عام 2018.
وأجرى محادثات منفردة مع الأمير محمد أثناء وجوده هناك، ممّا أثار احتمال وجود استثمارات سعوديّة يُمكن أن تساعد في تخفيف معاناة الاقتصاد التركي المحاصر بالمشكلات.
وقال إردوغان الأسبوع الماضي إنّه والأمير محمد سيناقشان "إلى أيّ مستوى أعلى بكثير" يمكن أن يصلا بالعلاقات خلال المحادثات في أنقرة.
بدوره، قال مسؤول تركي كبير لوكالة "رويترز" طلب عدم نشر اسمه إنّ الزيارة من المتوقّع أن تحقّق "تطبيعاً كاملاً واستعادة فترة ما قبل الأزمة". وأضاف: "حقبة جديدة ستبدأ".
وأفاد المسؤول بأنّ المفاوضات بشأن خط مبادلة عملات محتمل والذي يمكن أن يساعد في إنعاش احتياطيات تركيا الأجنبية المتناقصة- لا تتحرك "بالسرعة المطلوبة" وستتم مناقشتها على انفراد بين أردوغان والأمير محمد.
وأضاف المصدر أنّ اتفاقات في مجالات الطاقة والاقتصاد والأمن ستوقع خلال زيارة الأمير محمد، بينما يجري العمل أيضاً على خطة لدخول الصناديق السعوديّة أسواق رأس المال في تركيا.
يقوم الأمير محمد بأول جولة له خارج منطقة الخليج منذ أكثر من ثلاث سنوات، والتي شملت زيارة للأردن.
الاقتصاد التركي
وتأتي الزيارة في وقت يواجه الاقتصاد التركيّ ضغوطاً كبيرة بسبب تراجع الليرة وارتفاع التضخّم إلى أكثر من 70 في المئة. ويقول محلّلون إنّ الأموال السعوديّة والعملة الصعبة قد تساعد أردوغان في حشد الدعم قبل انتخابات مشددة بحلول حزيران 2023.
وقال المسؤول التركي إنّ السعوديّة قد تكون مهتمّة بشركات تابعة لصندوق الثروة التركي أو في أماكن أخرى أو بالقيام باستثمارات مماثلة لتلك التي قامت بها الإمارات في الأشهر القليلة الماضية.
وأضاف المصدر أنّ الزعيمين سيناقشان أيضاً إمكان بيع طائرات تركية مسيّرة مسلّحة إلى الرياض.
ويسعى الطرفان إلى تطبيع العلاقات بينهما، بشكل سريع حيث تسعى المملكة للتعاون مع تركيا في المجال الدفاعي، ومواجهة الهجمات التي يشنها الحوثيون، على أراضيها، إضافة إلى مخاوفها من تزايد النفوذ الإيراني.