بعد تحركاته المشبوهة.. إجراءات أوروبية ضد النظام الإيراني
اتخذت خلال الأشهر الماضية إجراءات أوروبية ضد النظام الإيراني، بعد سلسلة من الحوادث وعمليات الإغتيال التي حاول النظام القيام بها على أراضي القارة العجوز.
طرد المعمم سليمان موسوي
وكانت أحدث إجراءات أوروبية ضد النظام الإيراني أن طردت محكمة في مدينة هامبورج الألمانية المعمم سليمان موسوي فر نائب رئيس المركز الإسلامي ذراع نظام الملالي في المدينة.
وبحسب ما نقلته وكالة أنباء الإذاعة والتلفزيون التابعة للنظام، أمرت محكمة بمدينة هامبورغ في 18 حزيران / يونيو، نائب رئيس المركز الإسلامي في المدينة، المعمم سليمان موسوي فر، بمغادرة البلاد لمدة ثلاثة أشهر بتهمة دعم الإرهاب والصلات مع حزب الله اللبناني.
وحدثت إجراءات أوروبية ضد النظام الإيراني في الفترة الأخيرة بعد التقرير السنوي للمكتب الاتحادي لحماية الدستور الألماني حول إرهاب الدولة والتجسس وتطرف نظام الملالي
ذكرت صحيفة “هامبورج مورجن بوست” أن نائب رئيس مركز هامبورج الإسلامي (IZH) طرد من ألمانيا. وكتبت الصحيفة: “سليمان موسوي فر، نائب رئيس مركز هامبورج الإسلامي، كان يدعم المنظمات الإرهابية وينشر مقاطع فيديو ترويجية على فيسبوك”.
وبحسب الصحيفة، فإنه سيواجه غرامات باهظة إذا لم يغادر ألمانيا قريبًا، وقد يواجه عقوبة تصل إلى ثلاث سنوات في السجن إذا خالف القانون.
وافادت هامبورج مورجن بوست أن “موسوي فر” قبل أربع سنوات شارك في مظاهرات معادية لليهود وكان على اتصال بأعضاء حزب الله اللبناني (موقع ديدبان للنظام الإيراني، 18 يونيو).
يقدم التقرير السنوي لحماية الدستور الألماني، الذي نُشر في يونيو 2022، ما يقرب من أربع صفحات من الأنشطة الاستخبارية من قبل وزارة الاستخبارات، وسفارة نظام الملالي في برلين، ومركز الإرهاب وتصدير النظام في هامبورج، وكذلك الحرس الإيراني و فيلق القدس للأنشطة الإرهابية وتعزيز أنشطة البرنامج النووية للنظام.
يؤكد التقرير أن دكتاتورية الملالي هي إحدى الحكومات الرئيسية التي تقوم بأنشطة تجسس ضد ألمانيا، وأن أحد أهداف سياستها الخارجية الرئيسية هو الاستمرار في تصدير الإرهاب إلى دول أخرى، مما سمح باتخاذ إجراءات أوروبية ضد النظام الإيراني.
يعتبر المركز الإسلامي في هامبورج، إلى جانب السفارة الإيرانية (النظام)، أهم تمثيل (لهذا النظام) في ألمانيا ومركز الدعاية (الحكومة) المهم لإيران في أوروبا. بمساعدة هذا المركز (النظام)، تحاول إيران ربط الشيعة من جنسيات مختلفة بنفسها …
لا تزال وزارة المخابرات تلعب دورا رئيسيا في أنشطة النظام الإيراني في ألمانيا، ينصب التركيز الرئيسي لهذه الخدمة على مجموعات المعارضة الإيرانية النشطة في ألمانيا. بالإضافة إلى ذلك، تُظهر الأنشطة الاستخباراتية داخل وخارج البلاد أن وزارة المخابرات مهتمة باستمرار بالتحقيق في السياسة الخارجية والأمنية.
مؤتمر في مدينة روي لياسكو
عُقِد مؤتمر يوم الأربعاء، 8 يونيو 2022، في مدينة روي لياسكو بمحافظة تورينو في إيطاليا، ضمن إجراءات أوروبية ضد النظام الإيراني بعنوان “السلطة الدينية وحقوق الإنسان في إيران” بالتعاون مع الجمعيات الثقافية وجمعيات حقوق الإنسان الدولية، من قبيل جمعية هلب، وجمعية برولوكو في مدينة روي لياسكو، وجمعية إيران حرة وديمقراطية، ومنظمة العفو الدولية فرع محافظة بيومونته بإيطاليا.
وكان مارينو بريكارلو، رئيس جمعية برولوكو بمدينة روي لياسكو أول متحدث في هذا الاجتماع، وقال في كلمته: “تفصلنا عن إيران مسافة طويلة جدًا من الناحية الجغرافية، بيد أننا لا نرى أن هناك أي مسافة بيننا وبين الإيرانيين، ودائمًا ما وقفنا بجانبهم في هذه السنوات الصعبة. وآمل أن يصل دعمنا وصوت تضامننا إلى المتظاهرين في شوارع إيران من أجل الحصول على حريتهم. نحن نقف بجانبكم، ونعلم أن سلطة الديكتاتورية الدينية تفرض عليكم ظروفًا صعبة، ولكن كونوا على يقين من أن النصر حليفكم.
وحلَّل لوكا أندراني، مدير منظمة العفو الدولية في محافظة بيومونته بإيطاليا؛ التقرير السنوي لمنظمة العفو الدولية بشأن انتهاكات حقوق الإنسان على نطاق واسع في إيران.
وقال في جزء آخر من كلمته مشيرًا إلى محاكمة الجلاد حميد نوري في المحكمة السويدية: “إن الإضرابات والتجمعات والمظاهرات والانتفاضات الشعبية تعكس عدم وجود إدارة سياسية واجتماعية واقتصادية سوية في إيران، حيث تتم مواجهة معظم الانتفاضات بالقمع الشديد”.
والجدير بالذكر أن التمييز بين النوعين الاجتماعيين ينطوي على أبعاد متمددة ضد المرأة؛ لدرجة أنه يؤدي إلى تهميشها في كل المجالات. وتعذيب السجناء وإساءة معاملتهم، وأوضاعم اللاإنسانية في السجون، وعدم توفير الأدوية والعلاج لهم يعتبر عملية منهجية.
وأضاف مشيرًا إلى تزايد عمليات الإعدام في إيران، لا سيما إعدام المراهقين: “من المؤسف أن ظاهرة حصانة قادة سلطة الملالي تسمح لهم بالتمادي في انتهاك حقوق المواطنين على نطاق واسع”.
وكان المتحدث التالي في هذا المؤتمر هو الدكتور جيوفاني سارتوري، رئيس جمعية هلب الدولية، وقال في كلمته:
“نحن نركِّز منذ 15 عشر عامًا مضت على قضية إيران، والديكتاتورية الدينية، وأوضاع الإيرانيين، والمقاومة الإيرانية، ونعمل على دعم الشعب الإيراني في سعيه للحصول على حريته، ومقاومته المنظمة، أي المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية.
وتجدر الإشارة إلى أن الإيرانيين تحمَّلوا، خلال هذه السنوات الصعبة والمظلمة، ضغوطًا كثيرة في شتى المجالات، إلا أنهم لم يستسلموا على الإطلاق، ويرسلون لنا بانتفاضاتهم وتظاهراتهم هذه الأيام رسالة مفادها أنهم مصممون على تغيير نظام الملالي والحصول على الحرية.
وقال الدكتور/ يوسف لساني، من جمعية ايران حرة وديمقراطية، في كلمته:“إن الإيرانيين قد أثبتوا بانتفاضاتهم أن هذا النظام لا شرعية له، وأنه ليس سوى قاتل للإيرانيين، ويمثل خطرًا على العالم. بيد أن التمسك بالأمل الكبير والمصيري يلعب دورًا رئيسيًا في الإطاحة بنظام الملالي. والمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية بقيادة السيدة مريم رجوي؛ هو الذي يستهدف الإطاحة بالمتطرفين المعادين للإنسانية في إيران، ويقدَّم ميثاقه الـ 10 بنود صورة واضحة لإيران ديمقراطية ومسالمة”.
مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية
عقب اعتماد قرار ضد مغامرات إيران النووية في اجتماع لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، عقد الإيرانيون الأحرار أنصار المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، يوم الخميس 9 يونيو 2022 الساعة 12:00 ظهرًا بالتوقيت المحلي، مسيرة احتجاجية لليوم الرابع على التوالي في ساحة محمد أسد بلاتز أمام مكان عقد المحادثات النووية في فيينا.
وأصدر مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مساء الأربعاء 8 يونيو، قرارا ضد إيران بأغلبية الأصوات، ينتقد طهران لعدم تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ويتهم إيران بعدم الرد على أسئلة الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن جزيئات اليورانيوم التي تم العثور عليها في مواقعها النووية الثلاثة غير المعلنة.
وبحسب وكالات الأنباء، صوتت 30 دولة لصالح القرار. ويعبر القرار عن "قلقه العميق" من أن إيران لم تتعاون بشكل كاف في شرح منشأ جزيئات اليورانيوم التي عثر عليها، ودعا طهران إلى التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية "دون تأخير".
وفي اليوم الرابع لمسيرتهم الاحتجاجية، نددت الجالية الإيرانية في النمسا بالمغامرات النووية للنظام الملالي ضد المصالح العليا للشعب الإيراني، ودعت المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات حاسمة ضد هذه الأنشطة.
وقالت الرئيسة المنتخبة للمقاومة الإيرانية مريم رجوي بعد اعتماد قرار مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية: "رغم أن القرار خطوة إلى الأمام، إلا أنه لا يخدم المصلحة العليا للشعب الايراني ضد حكومة الملالي بأي حال من الأحوال".
واقتربت الفاشية الدينية في إيران من إنتاج أسلحة نووية، مستغلةً سياسة الاسترضاء وفي انتهاك واضح لاتفاقية حظر انتشار الأسلحة النووية.
وأعلن الإيرانيون الأحرار في توافق تام مه تصريحات السيدة رجوي، أنه يجب إحالة القضية النووية لنظام الملالي إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في أقرب وقت ممكن، ويجب إعادة تفعيل آلية الزناد وتفعيل قرارات مجلس الأمن الستة. وهو موضوع كان يجب القيام به منذ وقت طويل، لذا فإن تأجيله إلى الاجتماعات التالية لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية سيعطي فرصة أكبر لنظام الملالي للوصول إلى القنبلة النووية.
وطالب الإيرانيون بإغلاق المواقع النووية ووقف عمليات التخصيب، وإجراء عمليات تفتيش غير مشروطة لمنع مغامرات النظام.
وطالبت الجالية الإيرانية المجتمع الدولي، وخاصة الحكومة النمساوية والاتحاد الأوروبي، بالتخلي عن استرضاء ومهادنة نظام الملالي، وإحالة ملف مغامرات النظام النووية إلى مجلس الأمن الدولي. كما دعوا المجتمع الدولي لدعم الاحتجاجات الشعبية في إيران ضد الدكتاتورية الدينية من أجل إنشاء إيران حرة وديمقراطية وغير نووية، وهو الحل الوحيد لمواجهة تهديد هذا النظام للسلام العالمي.
محاولة تشويش محاكمة حميد نوري
تحشد عدد كبير من الإيرانيين أمام محكمة في ستوكهولم للاحتجاج على معرض نظمته عناصرعميلة لوزارة المخابرات سيئة الصيت بعنوان جمعية ”هابيليان“ أمام محكمة ستوكهولم مرددين هتافات: "الموت لخامنئي ورئيسي، إرحل يا قاتل ..إرحل يا عميل وزارة المخابرات، يجب إغلاق سفارة الملالي وطرد المرتزقة، يا قاتل مجزرة 1988 محاكمة بانتظارك.
وتم اعتقال 11 من أنصار منظمة مجاهدي خلق أمام محكمة الجلاد حميد نوري في مواجهة مع عملاء وزارة المخابرات. لكنه تم إطلاق سراحهم في الساعة الثالثة والنصف بتوقيت استوكهولم. وأحدهم اصيب بجروح خلال مواجهة عملاء نظام الملالي ونقلته الشرطة إلى المستشفى.
يذكر أن ثلاثة من المرتزقة والإرهابيين المكلفين بتنظيم هذا المعرض كانوا خائفين للغاية من تواجد الإيرانيين حيث قاموا بنصب بعض اللافتات والصور التي نقلوها بثلاث سيارات للدفاع عن الجلاد ”حميد نوري“ وضد منظمة مجاهدي خلق في زاوية. غير أنهم جمعوا ما تبقى من متعلقاتهم في وقت مبكر وتركوا الموقع تحت حماية الشرطة مذعورين وخائفين.
وطالب المتظاهرون مجدداً الحكومة السويدية باعتقال عملاء ومرتزقة وزارة المخابرات وقوة القدس الإرهابية، الذين ليس لديهم مهمة سوى التجسس وتمهيد الأعمال الإرهابية، داعين إلى محاكمتهم وطردهم وسحب جنسيتهم وجوازات سفرهم. وهذا أمر ضروري لأمن اللاجئين في هذا البلد.
وكانت وزارة مخابرات الملالي التي أصيبت بخيبة أمل وغضب عميقين من مظاهرات أنصار المقاومة وعوائل مجاهدي خلق التي أعدم النظام أبنائها طيلة 9 أشهر أثناء محاكمة حميد نوري في ستوكهولم والكشف عن جرائم هذا النظام وخاصة رئيسي سفاح مجزرة 1988، في خطة جبانة وكان من المقرر أن تقيم معرض أمام المحكمة يومي الخميس 9 يونيو والجمعة 10 يونيو، عن طريق جمعية ”هابيليان“ ، للدفاع عن الجلاد حميد نوري ومن خلال تكرار أقوال هراء تطلقها وسائل الإعلام التابعة للملالي ضد منظمة مجاهدي خلق. وإدراكًا منهم لحقد الإيرانيين الشديد على النظام ومرتزقته وجلاديه حاولوا إبقاء المعرض سرًا حتى إقامته، تفاديًا لغضب الإيرانيين.
يوم الأربعاء 8 يونيو، علم أنصار مجاهدي خلق إقامة المعرض ودعوا على الفور الإيرانيين الشرفاء والأحرار للحضور أمام المحكمة الساعة 10 صباح يوم 9 يونيو، لنقل رسالة شهداء مجزرة عام 1988 وصوت الشعب الإيراني.