مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

زيارة الرئيس السيسى لعمان.. تدعيم علاقات تاريخية واتفاقات مشتركة

نشر
الأمصار

تأتي زيارة الرئيس السيسى لعمان بداية فصل جديد من العلاقات باعتباره اللقاء الأول الذي يجمع القيادتين العُمانية والمصرية، منذ تولي السلطان هيثم مقاليد الحكم في 11 يناير 2020، وتؤكد على متانة وخصوصية العلاقات التاريخية بين البلدين، ووسط ملفات شائكة في المنطقة العربية، كما تمخض عن الزيارة عدد كبير من الإتفاقيات الهامة بين البلدين.

مواقف لن ينساها التاريخ

شهدت العلاقات التاريخية بيت صر وعان الكثير من المنعطفات الهامة، في 1959، ساندت مصر ودعمت السلطنة في كفاحها لمواجهة الاستعمار البريطاني، وكان ذلك ضمن سياسة مصر تحت قيادة الزعيم جمال عبد الناصر الرامية إلى مكافحة توغل بريطانيا في المنطقة.
خلال العدوان الثلاثي عام 1956 أعلنت عُمان تأييدها لمصر، فحين عرف العُمانيون بأمر العدوان الثلاثي على مصر انفجرت مشاعر الغضب في كل أنحاء عُمان، وعبر المئات من العُمانيين عن استعدادهم للمشاركة في نضال مصر الوطني ضد المعتدين.

لا ينسى التاريخ أنه أثناء حرب أكتوبر 1973 أطلق السلطان قابوس مبادرة تاريخية، حينما أصدر مرسومًا بالتبرع بربع رواتب الموظفين لدعم مصر، مع إرسال بعثتين طبيتين عُمانيتين لـمصر.

في 24/11/1973، استقبل القائد المنتصر محمد أنور السادات مرتديًا زيه العسكري، في المطار، السلطان قابوس بن سعيد، الذي نزل من طائرته مرتديًا زيه العسكري أيضًا، وذلك بعد نصر أكتوبر المجيد. 

في 9/11/1977، عندما قرر الرئيس الراحل أنور السادات مبادرته للسلام مع إسرائيل وتوقيع اتفاقية كامب ديفيد، اتخذت الدول العربية قرارها بالمقاطعة لمصر، ولكن عُمان، رفضت قطع علاقتها مع مصر، وصرح السلطان قابوس قائلا: إن مصر لا تقاطع ولا تعزل ولا تموت بسبب موقفها، ومن مبدأ سياسته الحكيمة، أيّد جلالته القرار المصري وخيارها في طريق السلام، مؤكدًا أنه  لا تدخل في سياسة مصر التي تسعى لمصالحها، وأكد أيضًا استمرار دعمه السياسي والاقتصادي اللامحدود لمصر حتى يستفيق العرب من قرارهم الظالم الذي استمر من عام 1979م إلى عام 1989م.
ويعتبر السلطان قابوس - كما يعرف الجميع - الزعيم العربي الوحيد الذي لم يقطع علاقته بـمصر إطلاقًا، ولا ينسى سفير سلطنة عُمان الذي قتل مع الرئيس أنور السادات في حادث المنصة الشهير في 6 أكتوبر1981.

 زيارة الرئيس السيسى لعمان 

بدأت زيارة الرئيس السيسى لعمان  مع السلطان هيثم بن طارق آل سعيد، سلطان عمان، في قصر العلم العامر بالعاصمة العمانية مسقط،حيث أقيمت له مراسم الاستقبال الرسمي، وتم عزف السلامين الوطنيين واصطفاف حرس الشرف. 

وصرح السفير بسام راضى،  المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية،  بأن الرئيس والسلطان هيثم بن طارق عقدا جلسة مباحثات موسعة ضمت وفدي البلدين،  أثناء  زيارة الرئيس السيسى لعمان حيث رحب السلطان هيثم بن طارق بالرئيس في سلطنة عمان، مشيداً بالروابط الأخوية الوثيقة والتاريخية التي تجمع بين البلدين، ومعرباً عن تقديره للجهود المصرية الداعمة للشأن العماني على كافة الأصعدة، فضلاً عن إسهام الجالية المصرية في عملية البناء والتنمية بعمان في مختلف المجالات، مع التأكيد على حرص عمان على تعزيز أطر التعاون الثنائي الراسخة مع مصر فى مختلف المجالات خلال الفترة المقبلة، بما فيها من خلال زيادة الاستثمارات العمانية في مصر واستغلال الفرص الاستثمارية المتاحة بها. 

من جانبه؛ شكر الرئيس أخيه السلطان العماني على حسن الاستقبال وكرم الضيافة، مؤكداً اعتزاز مصر بعمق ومتانة العلاقات الاستراتيجية بين البلدين الشقيقين، إلى جانب الحرص على تعزيز وتنويع أطر التعاون الثنائي المشترك واستطلاع آليات دفعها إلى آفاق أرحب في شتى المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والتجارية.

كما ثمن الرئيس مستوى التنسيق القائم ووحدة الرؤى بين البلدين الشقيقين حول القضايا ذات الاهتمام المتبادل، إلى جانب التوافق العماني المصري إزاء كافة القضايا الاقليمية والدولية، وذلك أثناء  زيارة الرئيس السيسى لعمان

 

كما التقى  الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم 28-6-2022، في مسقط مع صاحب السمو فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء العماني.

وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأنه أثناء زيارة الرئيس السيسى لعمان السيد الرئيس تقدم بالشكر على حسن الاستقبال كرم الضيافة، معرباً سيادته عن التقدير للعلاقات الوثيقة والتاريخية التي تجمع البلدين الشقيقين على المستويين الرسمي والشعبي، فضلاً عن التشابك الاجتماعي والثقافي الممتد، ومؤكداً سيادته تطلع مصر إلى تطوير التعاون مع سلطنة عمان الشقيقة إلى إطار مستدام من التكامل الاقتصادي والتعاون الاستراتيجي، خاصةً في ظل التحديات الكبيرة والأزمات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية التي تموج بها المنطقة.

من جانبه، رحب نائب رئيس الوزراء العماني بالرئيس ضيفاً عزيزاً على عمان، مؤكداً عمق الروابط التي تجمع بين البلدين الشقيقين، وحرص بلاده على الارتقاء بالتعاون مع مصر إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، وذلك لمصلحة الشعبين الشقيقين، وكحجر أساس للحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليمي وإعادة التوازن للمنطقة، وذلك في ضوء الأهمية المحورية لمصر إقليمياً ودولياً، ومعرباً عن تطلع بلاده إلى الاستفادة من التجربة المصرية الناجحة في تنفيذ المشروعات التنموية والإصلاحات الاقتصادية الشاملة، والتي ساهمت في صمود الاقتصاد المصري في مواجهة مختلف التحديات الدولية والإقليمية.

وأضاف المتحدث الرسمي أن اللقاء أثناء  زيارة الرئيس السيسى لعمان شهد استعراض سبل دفع العلاقات الثنائية المتينة بين البلدين الشقيقين في مختلف المجالات، خاصةً في ظل النتائج المنبثقة عن مجلس الأعمال المشترك واللجنة المصرية العمانية المشتركة والتي عقدت بمسقط في يناير ۲۰۲۲، إلى جانب التشاور  بشأن أبرز القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المتبادل، حيث تم التوافق على تكثيف التنسيق والمتابعة بين الجانبين في هذا الصدد خلال الفترة المقبلة.

وقّعت مصر وسلطنة عُمان، بقصر العلم العامر صباح اليوم الثلاثاء، على 6 مذكرات تفاهم واتفاقيتين و3 برامج تنفيذية، ورسائل تعاون في عددٍ من المجالات، في إطار الزيارة الرّسميّة للرئيس عبدالفتاح السيسي إلى سلطنة عُمان.

مذكرة تفاهم في التجارة والاستثمار

وبحسب ما نشرته صحيفة «عمان»، وقّع البلدان الشقيقان على مذكرة تفاهم بين وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار العماني، وجهاز حماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية المصري، في شأن التعاون في مجال تعزيز المنافسة ومكافحة الممارسات الاحتكارية، ومذكرة تفاهم بين وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار العماني، والهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، في مجال ترويج الاستثمار، ومذكرة تفاهم بين وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار العمانية، والهيئة العامة لمركز تنمية الصادرات في مجال تنمية الصادرات.

ووقّع البلدان على مذكرة تفاهم في مجال إنشاء وإدارة المناطق الصناعية بين المؤسسة العامة للمناطق الصناعية العمانية، والهيئة العامة للتنمية الصناعية.

مجال حماية البيئة

كما شهدت  زيارة الرئيس السيسى لعمان توقيع مذكرة تفاهم في مجال حماية البيئة بين حكومة سلطنة عُمان ممثلة في هيئة البيئة، وحكومة جمهورية مصر العربية ممثلة في وزارة البيئة، بالإضافة إلى التوقيع بالأحرف الأولى على مذكرة تفاهم بشأن الاعتراف المتبادل بالشهادات الأهلية البحرية للملاحين، وأعمال النوبة الصادرة عن جمهورية مصر العربية وسلطنة عُمان.

إتفاق في مجال النقل البحري

كما وقّعت حكومتا جمهورية مصر العربية وسلطنة عُمان على اتفاقية تعاون بالأحرف الأولى في مجال النقل البحري والموانئ، واتفاقية تعاون بين جامعة السُّلطان قابوس، والمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية.

برنامج تنفيذي للتعاون في مجال الشباب والرياضة 

ووقّع البلدان الشقيقان على برنامج تنفيذي للتعاون في مجال الشباب والرياضة بين وزارة الثقافة والرياضة والشباب العمانية ووزارة الشباب والرياضة للأعوام (2023 - 2025)، وبرنامج تنفيذي للتعاون الفني في مجالي العمل والتدريب للعام (2022م)، وبرنامج تنفيذي للتعاون في مجال التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار للأعوام (2022 - 2023 – 2024).

ووقّع مذكرات التفاهم وبرامج التعاون والبرنامج التنفيذي ورسائل التعاون، سامح كري وزير الخارجية، ونظيره العماني بدر بن حمد البوسعيدي.

وأكّد وزير الخارجية، لوكالة الأنباء العُمانية، أنّ هذه الاتفاقيات تأتي بدفعة جديدة من التعاون في مختلف المجالات، وتنفيذها سيكون إضافة كبيرة للعلاقة الخاصة التي تربط مصر وسلطنة عُمان، وهي تبشّر بعوائد ملموسة خلال الفترة القادمة لصالح البلدين الشقيقين.

من جانبه، أكّد بدر بن حمد البوسعيدي، أنّ الاتفاقيات الموقعة اليوم بين البلدين، تأتي استكمالًا لمجموعة سابقة من مذكرات التفاهم والاتفاقيات، وسوف يلحقها مزيد من التعاون، الذي سيُسهم في تنمية العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات خاصة الاقتصادية.

وقال في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية، إنّ البلدين الشقيقين يتطلعان إلى مضاعفة حجم التبادل التجاري والاستثماري، من خلال عمل اللجنة العُمانية المصرية المشتركة والجهات المعنية، ترجمةً لتوجيهات القيادتين لما يحقق مصالح البلدين والشعبين الشقيقين.