مشجع من بيرو يرهن دراجته للسفر إلى الدوحة لدعم منتخب بلاده
أعرب المشجع البيروفي دافيد شاوكا، الذي سافر وراء منتخب بلاده إلى الدوحة، لمؤازرة الفريق في مباراته أمام منتخب أستراليا، عن فخره بأداء اللاعبين رغم الهزيمة، وسعادته بما بذله من جهود لتشجيع منتخبه، رغم التحديات التي واجهته خلال رحلته إلى قطر، والتي امتدت لنحو يوم كامل، مروراً بكل من أورجواي وكولومبيا وإسبانيا.
وفي حوار مع موقع (Qatar2022.qa) عقب المباراة؛ استعرض عامل البناء شاوكا، ابن العاصمة ليما، قصته مع منتخب بيرو، ودعمه بقلبه وروحه وماله للفريق في جميع مبارياته، وآخرها خسارته فرصة التأهل لبطولة كأس العالم FIFA قطر 2022™، بعد أن أقصاه نظيره الأسترالي بضربات الترجيح في مباراتهما الفاصلة في الملحق القاري المؤهل لكأس العالم في استاد أحمد بن علي بالدوحة في الثالث عشر من الشهر الجاري.
وقال شاوكا عن شغفه بتشجيع منتخب بلاده رغم ما يواجهه من صعاب: "في الواقع هو حب غير مشروط، ودائماً ما تعلّق زوجتي وتقول إن قلبي منقسم بين حبها وعشقي للمنتخب. أفعل المستحيل لحضور مباريات منتخب بيرو."
وأضاف: "سافرت إلى أورجواي، وسعيت إلى رهن دراجتي النارية للمساعدة في تغطية تكاليف سفري، ودعوت الله أن يسخّر لي من يقف بجانبي. كنت متيقناً بأن المساعدة ستأتي، ولحسن حظي قابلت رجل أعمال تحمَّل تكلفة الطيران إلى قطر. لولاه ما استطعت حضور هذه المباراة."
وعن كواليس ليلة المباراة بين بيرو وأستراليا، يقول شاوكا إنه زار المنتخب البيروفي في فندق الإقامة، وقضى الليل خارج الفندق يدعو لفريقه بالنصر. وفي يوم المباراة، كان من بين أوائل المشجعين دخولاً إلى الاستاد، ليصنع مع جماهير بلاده أجواء حماسية لا تنسى.
وبرغم حماس الجماهير البيروفية بألوانها المبهجة التي كست مدرجات استاد أحمد بن علي، ابتسم الحظُ للعدد المحدود من الجماهير الأسترالية بعدما تسببت ركلات الترجيح في نهاية مؤلمة لمنتخب بيرو.
وفي هذا السياق قال شاوكا: "كانت هزيمة قاسية، حطمتني، جلست في الاستاد صامتاً بعد المباراة قرابة نصف الساعة لا أكاد أصدق خسارتنا، انهمرت الدموع من عيناي وشعرت بالمرارة، واسترجعت محطات رحلتي الطويلة وراء منتخب بلادي متنقلاً من بلد إلى آخر حتى وصولي إلى الدوحة، أملاً في إحراز الفوز والعودة إلى قطر مرة أخرى لمؤازرة الفريق خلال منافسات المونديال في نوفمبر المقبل."
وتابع: "لكن هذا هو واقع كرة القدم، ولابد أن نتقبل عدم التوفيق بصدر رحب، ونحاول من جديد في سبيل تحقيق ما نتطلع إليه. لا أشعر بألم الرحلة ولم يصبني الإرهاق، لأن سفري وراء فريقي وإيماني به نابع من قلبي، وسأبقى معه في السراء والضراء."
ورغم أن ذاكرة كرة القدم تحفل بالعديد من القصص التي تحكي عن مشجعين يدفعهم شغفهم الشديد بأنديتهم للسفر وراءها حول العالم، إلا أن قصة المشجع البيروفي دافيد شاوكا لا تتكرر كثيراً. وستبقي مباراة منتخب بلاده أمام أستراليا خالدة في الذاكرة بفضل الزحف اللافت للآلاف من جماهير بيرو من أنحاء العالم إلى الدوحة لتشجيع منتخبهم، وأهازيجهم التي لم تهدأ في استاد أحمد بن علي لحظة واحدة طيلة أشواط المباراة الأصلية والإضافية وأثناء ركلات الترجيح.