الأمن العراقي يكشف أسرار حريق غابات الموصل.. "تفاصيل"
أعلنت السلطات الأمنية في العراق، اعتقال شخصين مدانين بالتسبب في حريق هائل طال غابات الموصل الأربعاء الماضي، فيما أشارت إلى أن التحقيقات الأولية توصلت إلى أن الشرارة الأولى للحادثة نشبت عن طريق "عقب سيجارة".
وذكرت قيادة شرطة محافظة نينوى، في بيان، أنه "وبعد تشكيل فريق عمل يتكون من ضباط مديرية شرطة أبي تمام ومديرية استخبارات ومكافحة إرهاب نينوى ومديرية الدفاع المدني، وبإشراف مباشر من قبل قائد شرطة نينوى، وبعد أخذ موافقات قاضي التحقيق المختص تم إجراء الكشف والمخطط على محل حادث احتراق منطقة الغابات وجمع كل ما له مساسا بالجريمة وتتبع كاميرات المراقبة".
وأوضح البيان: "تم كشف ملابسات الحادث والتوصل إلى هوية الفاعلين وهما متهمان اثنان تم القبض عليهما واتخاذ الإجراءات القانونية بحقهما وتدوين الأقوال بالاعتراف ابتدائياً وقضائياً وتوقيفهما وفق المادة ٣٤٢ ق ع".
اعترافات المتهمين
وأضاف البيان أنه "ولما تقدم فإن قيادة شرطة محافظة نينوى تود أن تنوه وتوضح للمواطنين أنه جاء باعترافات المتهمين، بعد خروجهما ظهر يوم الأربعاء الماضي من المسبح القريب والمقابل لمنطقة الغابات وأثناء سيرهما في المكان قام أحدهما برمي (بقايا سيجارته) على الأرض ليشاهد هل ستحترق الأعشاب اليابسة من عدمه، ثم قام مرة أخرى بحرق العشب اليابس بينما قام المتهم الآخر بتصويره، وموثق ذلك من خلال مقاطع الفيديو التي تم ضبطها بأجهزة أحد المتهمين اللذين سيتم إحالتهما إلى المحاكم المختصة بعد إكمال مراحل التحقيق لينالا جزاءهما العادل".
وكان حريق نشب صباح الأربعاء الماضي، في غابات الموصل سرعان ما انتشر وتصاعدت ألسنة الدخان وسط تدخل 13 فرقة من الدفاع المدني وجموع من المتطوعين للسيطرة على النيران.
وأظهرت صورا ومقاطع فيديو بثتها مواقع ومنصات (مواقع التواصل الاجتماعي) نيراناً مستعرة ممتدة على مساحات كبيرة من غابة الموصل، فيما كانت فرق الإنقاذ من الدفاع المدني والمتطوعين والأهالي يتصدون للحريق بغية السيطرة عليه.
إخماد الحريق
وبعد نحو 3 ساعات تمكنت مفارز الدفاع المدني بمشاركة 13 فرقة، من إخماد حريق غابات الموصل، بعد أن حولت أجزاء كبيرة منها إلى مناطق سواد ورماد.
وعقب مرور ساعات على اندلاع الحريق وإعلان السيطرة عليه، أطلق مدونون وناشطون ومهتمون بالبيئة حملة لجمع تبرعات من الأشجار لتعويض غابات الموصل عما فقدته جراء الحادث.
واتهم معنيون بالشأن الموصلي، جهات لم يسموها بالوقوف وراء ذلك الحادث وأن الحادث جاء بفعل مخطط ومقصود بغية تجريف الغابات وعرضها على المشاريع الاستثمارية والسكنية.
وقدمت مصادر مطلعة وشبه رسمية إحصائية بالأضرار التي تسببها الحريق مؤكدين أن غابات الموصل فقدت أكثر من 80 دونماً.
وبعد يومين من الحادثة، نقلت وسائل إعلام عن مصادر أمنية، أن "كاميرات المراقبة أظهرت مجموعة شباب كانوا خارجين من المسبح القريب من الغابات والذي يمر طريقه بجانب سياج الغابة يرمون أعقاب الشكائر بجانب السياج ويرجح أنها كانت سبب الحريق لكن لم تتأكد الشكوك بشكل كامل حتى الآن".
وأمس تداولت مواقع التواصل الاجتماعي، مقاطع فيديو مصورة، أطلعت عليها "العين الإخبارية"، ظهر من خلالها شاب يقوم بإشعال النار عند أرض مكتظة بالزروع نسب على أنها غابات الموصل وكان من ورائه زميل يقوم بتوثيق ذلك عبر كاميرا موبايل محول.
وغابات الموصل تم إنشاؤها في بادئ الأمر بمساحة 10 دونمات عند الساحل الأيسر لمدينة الموصل والتي سميت في حينها (غابة الحدباء النموذجية) عام 1954 تم امتداد التشجير ليصل الضفة الشرقية لنهر دجلة في الجهة الشمالية للمدينة.
وتوسعت على مراحل إلى أن وصلت إلى مساحة (900) دونم، وقد تمت زراعة أنواع مختلفة من الأشجار مثلا لليوكاليبتوس والإسبندر والنجار والدردار والصنوبر وغيرها من الأنواع والأصناف التي تلائم الظروف البيئية للمدينة.
ويسجل العراق منذ سنوات حوادث حرائق متصاعدة تطال غالباً المؤسسات الحكومية ومباني القاع المختلط والخاص فضلاً عن مراكز تجارية ودور مواطنين.
وكانت مديرية الدفاع المدني كشفت أمس السبت، عن تسجيل أكثر من 6 آلاف حادثة حريق خلال النصف الأول من العام الحالي.