العمليات الإرهابية الفردية في أوروبا.. جرائم عنف بدم بارد
لا تزال أوروبا تكتوي بنار العمليات الإرهابية الفردية والتي تسمى “الذئاب المنفردة”، والناتجة عن تعصب ديني، والواقع والأرقام عن العمليات الإرهابية الفردية توضح أن العدد الكبر منها كان ضد المسلمين والمهاجرين في أوروبا
كانت مروة الشربيني، بطلة أولى العمليات الإرهابية الفردية ضد المسلمين في أوروبا، بعد قتلها في ساحة محكمة ريسدن بألمانيا على يد مواطن ألماني من أصل روسي عام 2009، عقب مشاجرة دارت بينهما قبل عام من تاريخ الواقعة، اتهمها فيها القاتل بأنها "إرهابية" بسبب ارتدائها الحجاب، وحاول التعرض للزوجة مرارا ونزع الحجاب عن رأسها، ما اضطرها إلى تقديم شكوى ضده، غرمته المحكمة الألمانية، على إثرها، 750 يورو، إلا أنه استأنف الحكم وتربص بالفتاة المسلمة داخل المحكمة حيث طعنها عدة طعنات فأرداها قتيلة على الفور.
وسجلت بريطانيا أعلى معدلات العمليات الإرهابية الفردية خلال عام 2013، وفقا للشرطة البريطانية التي أصدرت تقريرا كشفت خلاله أن جرائم الكراهية ضد المسلمين شهدت ارتفاعا حادا منذ مقتل الجندي، لي ريغبي، على يد رجلين متطرفين في مايو 2013، حيث بلغت الجرائم ضد المسلمين 500 جريمة بالمقارنة مع 336 جريمة في عام 2012، و318 جريمة في عام 2011.
جرائم النرويج
"النرويج" لم تخل من العمليات الإرهابية الفردية، حيث شهدت جزيرة "أوتويا" النرويجية في 22 يوليو 2011، قيام اليميني المتطرف "أندرس بهرينغ بيرفيك"، بعمل إرهابي بمقر حكومة يسار الوسط النرويجية، ثم بإطلاق النار على مخيم للشباب بالجزيرة، ما أسفر عن مقتل العديد من المراهقين المشاركين في المخيم، وبلغ عدد ضحايا الهجومين 77 قتيلًا، إضافة إلى العديد من الجرحى من المسلمين، تعبيرا عن منهجه المعادية للمسلمين وللمهاجرين، والموالي لـ"أوروبا المسيحية"، بحسب ما كتبه عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" قبل ارتكاب الحادث.
قدم أندريس بيهرينغ بريفيك، النرويجي المتهم بارتكاب مذبحة في جزيرة بالقرب من اوسلو أودت بحياة 77 شخصا، وصفا تفصيليا أمام المحكمة للمذبحة وقال إن بعض الضحايا "توسلوا" له ألا يقتلهم.
وقال بريفيك للمحكمة إنه رأي بعض الناس على جزيرة يوتويا وقد "اصابهم الخوف بالشلل" بينما كان يصوب سلاحه لاطلاق النار عليهم.
وقال بريفيك، 33 عاما، إنه شخص طيب ولكنه قرر "إغلاق" كل احاسيسه لتنفيذ الهجوم.
وبعد ان فجر قنبلة في مقر حكومي في اوسلو يوم 22 يوليو / تموز عام 2011، قتل بريفيك 69 شخصا في معسكر للشباب تابع لحزب العمال في جزيرة يوتويا.
وقال بريفيك في شهادته الجمعة إنه دخل الجزيرة في زي ضابط شرطة وقال للحراس في الجزيرة إنه كلف بالتوجه إليها اثر التفجيرات في اوسلو.
جرائم ضد المساجد
كراهية المسلمين في أوروبا لم تقتصر على جرائم القتل فقط، بل امتدت لانتهاك حرمات عباداتهم والإساءة لمساجدهم، حيث تعرض أحد المساجد في مدينة "إسكيلستونا"، بشمال السويد، إلى هجوم إرهابي أصيب على إثره 5 مسلمين، إلى جانب مهاجمة بعض أئمة المساجد، وجرى تعليق رؤوس الخنازير على أبواب بعض المساجد بالنمسا، أوائل عام 2015، فضلا عن حرق مسجدين بإسبانيا وهولندا، في 26 أكتوبر عام 2015، على خلفية الهجمات الإرهابية التي استهدفت عددا من دول أوروبا خلال العام ذاته.
الولايات المتحدة الأمريكية لم تفقد نصيبها من وقائع العمليات الإرهابية الفردية خلال السنوات الماضية، غير أن الواقعة الأبرز تمثلت في مقتل 3 من الطلاب المسلمين على يد أحد الملحدين الأمريكيين، في 10 فبراير عام 2015، بعد إطلاق النار عليهم خارج خارج الحرم الجامعي لـ"كارولاينا الشمالية" في مدينة "تشابل هيل" الأمريكية، حيث مكان دراسة الطلاب، لينضم كلا من ضياء شادي بركات (23 عامًا)، وزوجته يُسر محمد أبوصالحة (21 عامًا)، وأختها رزان محمد أبوصالحة (19 عامًا)، إلى قائمة طويلة من المسلمين الذين تعرضوا للقتل والاعتداء في الولايات المتحدة الأمريكية.
أغتيال نواب
كما نفذ متشددين اسلاميين عدد من العمليات الإرهابية الفردية، وكان أشهرها في بريطانيا حادثتي اغتيال لنواب برلمانيين أحدهم عام ٢٠١٦ والأخرى ٢٠٢١، حيث أعلنت الشرطة البريطانية أن مقتل عضو البرلمان عن حزب المحافظين ديفيد أميس كان عملا "إرهابيا"، وتلقى أميس عدة طعنات في كنيسة في مقاطعة إسكس أثناء لقاء كان يعقده مع ناخبين من دائرته.
وقالت شرطة العاصمة لندن إن المؤشرات الأولية التي توصلت لها التحقيقات ترجح وجود "دافع محتمل مرتبط بالتطرف الإسلامي".
وأكدت أنها ألقت القبض على مشتبه به في الخامسة والعشرين من عمره، كما تحفظت على سكّين، مضيفة أنها لا تبحث عن شخص آخر في ما يتعلق بالحادث.
وترجح شرطة لندن أن المشتبه نفذ الهجوم وحده، لكن لا تزال التحقيقات مستمرة في ملابسات الحادث، مؤكدة أن المشتبه محتجز لديها، وكانت النائبة العمالية هيلين جوان كوكس قد قُتلت طعنا أمام مكتبة في ويست يوركشاير شمالي إنجلترا عام 2016، وقالت مؤسسة جو كوكس، التي تحمل اسم النائبة العمالية الراحلة في بيان لها إنها فزعت عقب سماع خبر الطعن.
وفى عام 2017، طالب الادعاء الألمانى بتوقيع عقوبة السجن مدى الحياة لامرأة تدعى "بيآته تشيبه" والى تعد عضوة بارزة فى خلية "إن إس يو" اليمنية المتطرفة، قامت بإحدى عمليات العمليات الإرهابية الفردية التي اسفرت عن مقتل تسعة أشخاص بينهم أتراك ويونايين خلال الفترة بين عامى 2000 و2007.
وفى عام 2016، أظهر تقرير إعلامى أن النمسا شهدت زيادة كبيرة فى عدد الحوادث التى تنطوى على الخوف من الأجانب والخوف من الإسلام ومعاداة السامية، وذلك بعد وصول أعداد كبيرة من المهاجرين واللاجئين وأغلبهم مسلمون.
وذكر التقرير الصادر عن جهاز المخابرات الداخلية فى النمسا أن السلطات وجهت اتهامات فى نحو 1690 قضية لها علاقة بالتطرف اليمينى خلال عام 2015.
وأوضح هذا التقرير أن عدد "الأعمال المتطرّفة" لليمين عام 2015 وصل فى المجمل إلى 1150 قضية، بعدما كان 750 العام 2014 وتراوح ما بين إطلاق الألعاب النارية على مراكز إيواء المهاجرين والتحريض على العنف عبر الإنترنت، وفي عام ٢٠١٥ عندما هاجم متطرف سويدي مدرسة لاجئين وقتل ٣ أشخاص بالسيف
كما نسقت يوروبول مع التطبيق الشهير تيليجرام للقبض على المتطرفين المنفردين، ولم تقتصر العمليات على الإسلاميين فقط ولكن شملت النازيين والقوميبن والاناركيين واليساريين