عادات عيد الأضحى بدول الخليج.. عندما تمتزج الأصالة مع الحداثة

تشتهر عادات عيد الأضحى بدول الخليج بعاداتها وتقاليدها المميزة للعيد، والتي تتسم بروح الأصالة المستمدة من الأجداد والروح  العربية الأصلية، والتي قلما توجد في بلاد أخرى، وحافظ عليها سكان الخليج رغم الحداثة والتطور والبنايات الشاهقة.

تقاليد العيد في البحرين

تبدأ احتفالات العيد في البحرين ضمن عادات عيد الأضحى  بدول الخليج  غالبًا بالصلاة، حيث تصلّي النساء في المنزل عادةً، ويذهب الرجال للصلاة في مساجد المملكة كاملة، وأحد أشهر هذه المساجد هو مسجد الفاتح الكبير، الذي يستقبل آلافًا من المصلين البحرينيين يوم العيد، ويقع مسجد الفاتح في العاصمة البحرينية المنامة، وقد تم إنشاؤه على مساحة 6500 متر مربع ليتسع لـ 7000 مصل في الوقت ذاته، يتزين المسجد بأكبر قبة في العالم مصنعة من الألياف الزجاجية، كما أن جدرانه مزينة بالخط الكوفي

في كافة الاحتفالات وفي كافّة أنحاء العالم، لا يكتمل الأمر دون تقديم الحلويات، ويحضّر البحرينيون خلال فترة العيد الحلويات التقليدية الخاصة بهم، ويُقدّمونها إلى جانب القهوة العربية، وهناك العديد من الأسواق في البحرين، التي تحضّر الحلويات ذاتها لمن لا يستطيع صنعها، أو للزوّار من خارج البلد، وأشهر الحلويات البحرينية من أشهر الحلويات التي يتم تحضيرها في البحرين حلوى شويطر، وهي حلوى جيلاتينية مغطّاة بالكاجو واللوز، ومن مكوناتها الرئيسية النشا والسكر، وحلوى خنفروش  وهي حلوى مقلية مصنعة من الدقيق، السكر، البيض، الهيل والزعفران، وحلوى رهاش،  وهي حلوى مصنعة من معجون السمسم.

 العيد في الكويت

بينما تختلف تقاليد وطقوس العيد في الكويت تختلف من منطقة إلى أخرى وهذا يعود إلى الثّقافات المختلفة والمقيمين في الدولة ولكنها تظل من عادات عيد الأضحى  بدول الخليج البارزة، ففي العيد تزدهر الأسواق وتنتعش، وتشهد حركة كبيرة في البيع والشّراء وزيارة الأسواق الشعبية، حيث يصبح السّوق في الكويت كالكرنفال الذي يحرص النّاس على زيارته لشراء مُستلزمات العيد من الملابس والحلويّات، ومن أهمّ هذه الأسواق سوق المباركية التراثية.

وافتتاح الديوانيات لاستقبال المهنئين في العيد، من أجل إفطار العيد عندهم له رونق خاص المسمى بـ"الريوق"، للأقارب ورجال الحي استعدادًا لتناول الطعام الذي يحتوي على مرق اللحم والخضار والعيش، بينما آخرون يضعون الطعام أمام المسجد مفروشًا أمام الجميع ليأكلوا سواء كانوا غرباء أم أقارب.

العيد في الإمارات

تبدأ تقاليد الإمارات  بصلاة العيد التي يتم أداؤها في المساجد بالإضافة إلى تبادل التهاني بين الأفراد وزيارة الأصدقاء والأقارب في هذا اليوم العظيم، كما يتم تناول وجبة تقليدية في وقت الظهيرة، كما يعدُّ اصطفاف مجموعات الفلكلور لأداء الرقصات التقليدية في الساحات إحدى عادات وطقوس العيد في الإمارات
 ويعد الشعب الإماراتي  شعبًا تقليديًا في الأعياد كما قالت شيخة العلي، ويظهر ذلك بتقديم الأطباق الشعبية للعائلة والزوار الذين يأتون إلى البيوت خلال يوم العيد، وفيما يأتي ذكر يعضًا من هذه الأطباق الشعبية الإماراتية التي تقدم في العيد، مثل طبق الأوزي الصحي والذي يتكون من الأرز وأفخاذ الدجاج والطاطم والبصل وبعض التوابل التي يتم خلطها لإعطاء نكهة لذيذة، وطبق البرياني والذي يتم صنعه كالبرياني الهندي الشهير لكن بتوابل أخف،  والأطباق النباتية مثل حساء النخاع والطمطم والبطاطا، واللقيمات وهو عبارة عن كرات العجين المغموسة في شراب التمر.

 يلبس الجميع الملابس الجديدة والجميلة إظهارًا للفرح في هذا اليوم، كما يحرص البعض على ارتداء الملابس التقليدية في يوم العيد، وفي قطر يوجد ما يُسمّى بالعيدية وهي المال الذي يُعطى من الأهل والأقارب للأطفال بهدف التوسعة عليهم والمساهمة في سرورهم، ومن تقاليد وطقوس العيد في قطر تزيين الواجهة البحرية ومراكز التسوّق والأسواق الكبرى وتعليق الأضواء واللافتات عليها، وبالنسبة للفن فتُقام في العيد حفلات موسيقية ومسرحيات يؤديها فنانون قطريون

تقاليد العيد في قطر

تتنوّع الأطباق في دولة قطر نتيجة لتأثر البلاد بالمطبخ الشامي والمطبخ الإفريقي والهندي، كما أنّ الثقافة البدوية قد تظهر في بعض الأطباق القطرية وهذا ما يميّز المطبخ القطري فهو مليء بالأطباق الشهيّة ذات النكهات المميّزة، وفيما يأتي بعض الأطباق الشعبية القطرية التي تُقدّم في العيد وغيره من المناسبات، وذلك مثل البالاليط، وتعد البالاليط هي إحدى الأطباق القطرية الشعبية التي عادةً ما يتم تناولها كوجبة فطور في صباح عيد الفطر حيث يتم إعداد هذا الطبق من الشعيرية المضاف إليها السكر والزعفران وماء الورد ممّا يُضفي على هذا الطبق طعمًا لذيذًا ونكهةً مميّزة، ومن الحلويات المميزة اللقيمات، وهي إحدى أنواع الحلويات الشهيرة في دول الخليج ومنها دولة قطر حيث تنتشر هذه الحلوى في كلّ مكان فيها، وهي أشبه بكعكة وشكلها قريب من شكل الدونات فهي فطائر مقلية ذات طعم حلو وممزوج بنكهة الهيل والزعفران.

تقاليد العيد في عمان

يشتهر العمانيون  بعدة فنون شعبية تظهر في مناسباتهم وأعيادهم الدينية والوطنية مثل: فن الرزحة والميدان والعازي، وتلعب لحلوى في سلطنة عمان خلال أيام العيد الثلاثة دورًا مهمًا، ويتم شراؤها طازجةً صباح العيد، والتي يتمُّ تقديمها مع القهوة العمانية، والحلوى العمانية عبارة عن حلوى لزجة تتكون من الماء والسكر والبيض ودقيق الذرة والسمن، كما يتم تقديم عدَة أنواعٍ من التمر،  أما الطبق المعتاد الذي يتم تقديمه على الغداء هو طبق الكبسة والذي يتكون من الأرز واللحوم والتوابل والخضراوات، بالإضافة اللحوم المشوية المتبلة والتي يتم شواؤها إما في فرن رملي تحت الأرض أو يتمُّ شواؤه على العصي، كما أن من الأطباق التي يتم قديمها طبق السمك المشوي.