باريس تتزين بأعلام الإمارات.. سر زيارة محمد بن زايد لفرنسا
تزينت العاصمة الفرنسية، باريس، بأعلام دولة الإمارات احتفاء بالزيارة المرتقبة للشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات.
ويبدأ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، الإثنين المقبل، أول "زيارة دولة" إلى فرنسا، منذ توليه الرئاسة في 14 مايو/أيار الماضي، تلبية لدعوة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
أهداف زيارة محمد بن زايد لباريس
ويبحث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال الزيارة مع الرئيس الفرنسي، علاقات الصداقة وآفاق التعاون والعمل المشترك في مختلف الجوانب خاصة في مجالات طاقة المستقبل وتغير المناخ والتكنولوجيا المتقدمة، إضافة إلى تعزيز التعاون في قطاعات التعليم والثقافة والفضاء في ضوء الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي تجمع دولة الإمارات وفرنسا.
ويناقش الجانبان مجمل القضايا والمستجدات الإقليمية والدولية التي تهم البلدين وسبل تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.
وترتبط دولة الإمارات بعلاقات متميزة مع فرنسا في عدد من المجالات الاقتصادية والثقافية والتكنولوجية والطاقة وغيرها من المجالات ذات الاهتمام المشترك.
الجانب الاقتصادي
فعلى الصعيد الاقتصادي سجلت الصادرات الفرنسية إلى دولة الإمارات 3.1 مليار يورو في عام 2020 فيما بلغت الواردات الفرنسية من الإمارات 750 مليون يورو في العام نفسه.
وتعد الإمارات ثالث أكبر دولة على صعيد التبادل التجاري مع فرنسا بقيمة "2.4 مليار يورو" بعد المملكة المتحدة وسنغافورة.
وتستضيف الإمارات معظم الشركات الفرنسية في الشرق الأوسط وعددها "600 شركة توظف 30 ألف شخص" ويزداد عددها سنويا بواقع 10%.
وتعد فرنسا أحد المستثمرين الأجانب الرئيسيين في دولة الإمارات وبلغت الاستثمارات الفرنسية المباشرة في الإمارات 2.5 مليار يورو في نهاية عام 2020.
في حين تحتل دولة الإمارات المركز الـ35 في قائمة المستثمرين الأجانب في فرنسا، وتستضيف أكبر جالية فرنسية في منطقة الخليج تقدر بـ25000 مواطن فرنسي.
جانب الطاقة
وفي مجال الطاقة اتفقت فرنسا والإمارات مؤخرا على تنظيم أيام الطاقة الإماراتية - الفرنسية يومي 7 و 8 نوفمبر/تشرين الثاني 2022 وأكدتا التزامهما بإسهامات الطاقة النووية كوسيلة لإزالة الكربون من خلال التعاون في مجالات التدريب والبحث والتطوير بين البلدين.
كما وقعت اللجنة الفرنسية للطاقات البديلة والطاقة الذرية والهيئة الاتحادية للرقابة النووية في دولة الإمارات، اتفاقية في سبتمبر/أيلول 2018 بهدف تطوير الكفاءات في الدول الساعية إلى توظيف الطاقة النووية في هذا المجال.
وتعتبر دولة الإمارات، الدولة الأولى في المنطقة التي تستخدم تقنية لالتقاط الكربون على نطاق صناعي وأول دولة عربية تستخدم الطاقة النووية بدون انبعاثات.
ويظهر التعاون الاستراتيجي بين مصدر و"إنجي" لدعم اقتصاد الهيدروجين الأخضر في دولة الإمارات ممثلا في مشروع بقيمة 5 مليارات درهم "حوالي 1.36 مليار يورو" الجهود المبذولة من البلدين في هذا الشأن.
وكشفت "الاتحاد للطيران" في 31 مارس 2022 عن طائرتها الجديدة من طراز إيرباص A350-1000 في رحلة تجارية افتتاحية خاصة من أبوظبي إلى باريس.
وتعبر الطائرة التي تحمل اسم Sustainability50 عن الالتزام بانبعاثات الكربون الصافية الصفرية بحلول عام 2050، وستنضم إلى حملة "طيران الاتحاد" للاستدامة الرائدة في الصناعة كجزء من برنامج يهدف إلى إزالة الكربون من الطيران.
التكنولوجيا
ويشهد قطاع التكنولوجيا تعاونا بين الجانبين حيث تتطلع الشركات الناشئة والمتواجدة في Hub71 وبعض الشركات الفرنسية الناشئة إلى الانتقال لدولة الإمارات مستفيدة من شراكة جديدة بين بنك الاستثمار الفرنسي وBpifrance وHub71.
ويوجد في دولة الإمارات حاليا حوالي 20 حاضنة تقع في المناطق الحرة التي تمثل مجموعة شركات وفي عام 2017 أطلق مركز دبي المالي العالمي (DIFC) حاضنة (HIVEN) المخصصة للتكنولوجيا المالية.
ويزدهر مجتمع الشركات الفرنسية الناشئة في الإمارات العربية المتحدة مع أكثر من 30 كيانا محددا متحدا حول "French Tech Hub Dubai UAE" و الذي تم تسميته في أكتوبر 2016.
كما تشارك العديد من الشركات الفرنسية التي تم تأسيسها في الإمارات العربية المتحدة في التحول الرقمي وترتبط بمبادرات "French Tech Hub Dubai UAE" ، لا سيما في مجال التقنيات النظيفة /EDF ، Engie/.
الناحية التعليمية والمدارس الثانوية الفرنسية
وفي مجال التعليم تشكل المدارس الثانوية الفرنسية السبع المعتمدة في الإمارات العربية المتحدة سادس أكبر شبكة مدارس فرنسية في العالم من حيث الالتحاق ، وتضم أكثر من 10000 طالب.
وستنضم EM Normandie و ESCP إلى جامعة السوربون أبوظبي وإنسياد ، وباريس 2، وإيكول 42 أبوظبي كمؤسسات فرنسية لها فروع في دولة الإمارات.
وانضمت دولة الإمارات إلى المنظمة الدولية للفرنكوفونية كعضو مراقب ما عزز التعاون بين البلدين في الثقافة و التعليم والتنمية الاقتصادية، وتعتبر الدولة موطنا لأكبر جالية فرنسية وفرانكفونية في منطقة الخليج.
وتم تنفيذ برنامج المرحلة التجريبية لإدخال اللغة الفرنسية في جميع المدارس الحكومية في دولة الإمارات في عام 2018، والآن، يتعلم أكثر من 60 ألف تلميذ اللغة الفرنسية في المدارس الحكومية والخاصة في دولة الإمارات.
وأكدت فرنسا ودولة الإمارات مؤخرا على الأولوية المشتركة لتطوير اللغة العربية من خلال اتفاقية ثنائية مع معهد العالم العربي تروج "للشهادة الدولية للكفاءة في اللغة العربية" عبر مركز أبوظبي للغة العربية لتقييم الكفاءة في اللغة العربية الفصحى الحديثة في دولة الإمارات.
المجال الثقافي بين الإمارات وفرنسا
ويشهد المجال الثقافي تعاونا بين دولة الإمارات وفرنسا حيث تستضيف دولة الإمارات متحف اللوفر أبوظبي و هو متحف عالمي يربط بين الشرق والغرب وهو فريد من نوعه في العالم العربي.
وسرعان ما اكتسب دولة الإمارات سمعة كبيرة كملتقى للتبادل الثقافي والمشاركة المجتمعية و الحوار بين الثقافات.
واستضاف متحف اللوفر أبوظبي في أكتوبر/تشرين الأول 2021 بالتعاون مع متحف جيميه معرض "التنين والعنقاء" والذي سلط الضوء على الحوار الثقافي بين الصين والعالم الإسلامي من القرن الثامن إلى القرن الثامن عشر.
وقدمت دولة الإمارات تمويلا لترميم مسرح نابليون الثالث في شاتو دي فونتينبلو أحد أكبر القلاع في فرنسا، وتم إعادة تسميته ليحمل اسم "الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان".
وفي إطار التبادل الثقافي أخرج المخرج الفرنسي بيير موريل فيلم الإماراتي "الكمين" أكبر إنتاج عربي على الإطلاق.
وفي 3 ديسمبر/كانون الأول 2021، زار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إكسبو 2020 دبي وأشاد بالتنظيم الناجح للحدث العالمي الضخم على الرغم من التحديات التي مر بها العالم بسبب كوفيد -19.
واحتلت فرنسا موقعا مركزيا في معرض إكسبو 2020 دبي وينظر إلى الثقافة واللغة الفرنسيتين على أنهما نموذج للتعاون في رؤية أبوظبي الاقتصادية 2030.