النقد الدولي يخفض توقعاته لنمو الاقتصاد العالمي بشكل ملحوظ
يعتزم صندوق النقد الدولي خفض توقعاته لنمو الاقتصاد العالمي “بشكلٍ ملحوظ” في مراجعة هذا الشهر، وسط معاناة وزراء المالية حول العالم مع قائمة خيارات تتقلّص كل يومٍ أكثر لمعالجة المخاطر المتفاقمة.
وقالت سييلا بازارباسيوغلو، مديرة إدارة الاستراتيجية والسياسات والمراجعة في الصندوق، إن ارتفاع أسعار المواد الغذائية والطاقة، وتباطؤ تدفقات رأس المال إلى الأسواق الناشئة، والتفشي المستمر لجائحة كورونا، وتباطؤ نمو الصين، كلها أمور تجعل الوضع “أكثر صعوبة” بالنسبة لصُناع السياسات، وأضافت في حلقة نقاش عُقدت اليوم الأحد في بالي بإندونيسيا أن “الاقتصاد العالمي يشهد صدمة تلو الأخرى بالفعل”، حسبما افادت الشرق بلومبرج.
يأتي كلام بازارباسيوغلو في أعقاب إنهاء وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية لدول مجموعة العشرين لاجتماعهم يوم السبت دون التوصل إلى بيان رسمي، بما يؤشر إلى صعوبة تنسيق استجابةٍ عالمية لارتفاع التضخم ومخاوف الركود.
النقد الدولي يطالب دول مجموعة العشرين باتخاذ إجراءات عاجلة لمكافحة التضخم
ومن جانب اخر، طالبت مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا مسؤولين من دول مجموعة العشرين على اتخاذ إجراءات عاجلة لمكافحة التضخم.
وحذرت جورجيفا، مسؤولي المجموعة، التي تشكل الاقتصادات الكبرى في العالم، من أن التوقعات الاقتصادية العالمية "الضبابية على نحو استثنائي" قد تصبح أسوأ إذا استمرت الأسعار المرتفعة.
وقالت جورجيفا في كلمة أمام اجتماع للمسؤولين الماليين لمجموعة العشرين في إندونيسيا إن الحرب الروسية في أوكرانيا زادت الضغط على أسعار السلع والطاقة، وإن الأوضاع المالية العالمية أصبحت أكثر صعوبة مما كان متوقعا.
وفي الوقت نفسه، استمرت الاضطرابات المرتبطة بجائحة كورونا والاختناقات المتجددة المتعلقة بسلاسل الإمداد في التأثير على النشاط الاقتصادي.
وأوضحت أن الضغوط تتصاعد على البلدان المثقلة بالديون ووضع الديون "يتدهور بسرعة"، بحسب نص تصريحاتها.
ويعتزم صندوق النقد الدولي مجددا تخفيض توقعاته الخاصة بالاقتصاد العالمي للعامين 2022 و2023، على خلفية حدة حرب أوكرانيا وتداعيات كورونا.
وكانت جورجيفا قالت، في وقت سابق بمناسبة اجتماع وزراء مالية ومحافظي بنوك دول مجموعة العشرين في جزيرة بالي الإندونيسية: "وددت لو كانت النظرات المستقبلية للاقتصاد العالمي وردية مثل السماء في بالي لكن الأمر مع الأسف ليس كذلك".
ومن المنتظر أن يتم طرح التوقعات الجديدة في نهاية يوليو/تموز الجاري وستشير إلى تباطؤ النمو للعامين 2022 و2023.
وتحدثت جورجيفا عن زيادة حدة الحرب في أوكرانيا ورأت أنها تسببت في حدوث ضغط إضافي على أسعار المواد الخام والمواد الغذائية، وأضافت أن الظروف المالية العالمية تفاقمت بصورة أقوى مما كان متوقعا لها حتى الآن.
ولفتت جورجيفا إلى أن النشاط الاقتصادي تأثر بتداعيات جائحة كورونا والاختناقات المتجددة في سلاسل التوريد العالمية.
وأكدت جورجيفا أن من المهم أن تبذل الدول كل ما في وسعها من أجل تخفيض التضخم وحذرت من أن عدم النجاح في ذلك يمكن أن يهدد الازدهار الاقتصادي "والنبأ السار هو أن البنوك المركزية تكثف من جهودها".
وتأتي تصريحات جورجيفا ، في وقت قال فيه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، أمام قمة جدة للأمن والتنمية، التي انطلقت فعالياتها، السبت 16 يوليو 2022، إن الاقتصاد العالمي مرتبط باستقرار أسعار الطاقة،وفق ما نقلت قناة العربية.
وأشار ولي العهد السعودي إلى أهمية طمأنة المستثمرين بأن السياسات التي يتم تبنيها لا تشكل تهديدا لاستثماراتها لتلافي الامتناع عن الاستثمار ومنع عدم حدوث نقص في إمدادات الطاقة من شأنها أن يؤثر على الاقتصاد العالمي.