من المتوقع أن تضرب رياح شمسية تسافر بسرعة مليون ميل في الساعة كوكب الأرض في نهاية هذا الأسبوع، ويمكن أن تؤدي إلى عاصفة مغناطيسية أرضية فوق الكوكب.
وحذَّر خبراء الأرصاد الجوية في الفضاء من أن تيارا من الجسيمات المشحونة من الشمس في طريقها إلينا.
ومن المتوقع أن يصل التيار “عالي السرعة” (نحو مليون و600 كم في الساعة) إلى كوكبنا في وقت ما بين الأحد والاثنين (11 إلى 12 يوليو). وانفتح ثقب في الغلاف الجوي للشمس ويطلق تيارا من الرياح الشمسية في اتجاه الأرض.
ووفقا لموقع SpaceWeather.com، قد يؤدي التيار إلى عاصفة شمسية صغيرة في الغلاف المغناطيسي للأرض، وهي منطقة من الفضاء يهيمن عليها المجال المغناطيسي للأرض.
وقد يتوقع أيضًا الأشخاص الذين يعيشون في خطوط العرض الشمالية أو الجنوبية رؤية شفق قطبي جميل في الليل.
والرياح الشمسية هي تيارات من الجسيمات المشحونة أو البلازما التي تنبعث من الشمس إلى الفضاء.
وتقدر وكالة الفضاء الأمريكية أن هذه الرياح أعلى، في المتوسط، سرعات تبلغ نحو مليون ميل في الساعة، ولكن يمكن أن تكون أسرع.
وانطلاقًا من هالة الشمس، الغلاف الجوي الداخلي، يمكن للرياح أن تختلط بالمجال المغناطيسي للأرض وتسبب عددًا من الظواهر.
ومن بين التأثيرات الأضعف تأثيرات الشفق القطبي الملونة حول قطبي الكوكب، الشفق القطبي في الشمال و”أورورا أوستراليس” في الجنوب.
ومع ذلك، في بعض الحالات، يمكن أن تؤدي الرياح القوية إلى حدوث عاصفة مغناطيسية أرضية أو عاصفة شمسية.
ومن المعروف أن أحداث الطقس الفضائي هذه تعطل عمليات الأقمار الصناعية وتؤثر على الاتصالات اللاسلكية بل وتسبب انقطاع التيار الكهربائي.
وأوضح نيكي فوكس، مدير قسم علوم الفيزياء الشمسية في وكالة ناسا: “عندما تتدفق الرياح نحو الأرض، فإنها تحمل معها المجال المغناطيسي للشمس. إنه يتحرك بسرعة كبيرة، يضرب المجال المغناطيسي للأرض. والضربة تسبب صدمة لحمايتنا المغناطيسية، والتي يمكن أن تؤدي إلى اضطراب”.
ويمكن أن تكون الرياح الشمسية خطيرة بشكل خاص على رواد الفضاء الذين لا يتمتعون بالحماية الكاملة من غلافنا الجوي الواقي.
وتزيد الجسيمات المشحونة المتدفقة نحو الأرض من خطر امتصاصها للإشعاع الضارّ، بينما تخاطر أيضا بإلحاق الضرر بالمركبات الفضائية.
وتاريخيًّا، من المعروف أن العواصف الشمسية تغرق أجزاء من العالم في حالة من الفوضى، حيث تسببت عاصفة شمسية في مارس 1989 في انقطاع التيار الكهربائي لمدة تسع ساعات في نظام Hydro-Québec في كندا.
وفي عام 1859، يُعتقد أن “حدث كارينغتون” سيئ السمعة تسبب في حدوث أكبر عاصفة شمسية مسجلة.
كما حذَّرت وكالة ناسا في عام 2014 من عاصفة مماثلة “يمكن أن يكون لها تأثير كارثي على شبكات الطاقة الحديثة وشبكات الاتصالات”.
وتقدر دراسة أجرتها الأكاديمية الوطنية للعلوم أن مثل هذه العاصفة يمكن أن تتسبب في أضرار بأكثر من تريليوني دولار، أي أكثر 20 مرة من إعصار كاترينا.
ولحسن الحظ، فإنه من غير المتوقع أن يكون للرياح الشمسية القادمة تأثير كبير على كوكبنا.