من بلجراد.. العلاقات المصرية الصربية تاريخية وثرية

تربط مصر وصربيا علاقات عديدة، فكلا البلدين حافظا على العلاقات الدبلوماسية التي أقيمت بين الخديوية المصرية ومملكة صربيا منذ 20 يناير عام 1908..

ومصر لديها سفارة في بلجراد، كما أن صربيا لديها سفارة في القاهرة.

وشهدت العلاقات بين البلدين فترة ازدهار غير مسبوقة في عقدي الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين إبان تأسيس حركة عدم الانحياز وما صاحبها من روابط وثيقة بين الرئيس المصري جمال عبد الناصر والرئيس الصربي تيتو. إلا أن تفكك يوغسلافيا السابقة وما شهدته المنطقة من حروب في عقد التسعينيات من نفس القرن انعكس على مستوى العلاقات التي تم تخفيضها إلى دون مستوى السفير لمرتين في تلك الفترة، وفي المرحلة الحالية ترتبط القيادتين السياسيتين في مصر وصربيا بعلاقات جيدة

وفي عهد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ترجع العلاقات للتواصل بين البلدين من جديد، حيث يعتبر زيارة الرئيس السيسي تاريخية والأولى من نوعها، كأول رئيس مصري يزور صربيا منذ 35 عاما.

المراسم الرسمية لاستقبال الرئيس المصري

قام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بزيارة إلى صربيا، لاسيما فى ظل الدور المحورى الذى تضطلع به مصر فى العالم العربى.

وأعد الجانب الصربي مراسم استقبال الرسمية للرئيس السيسي فور وصوله أمس، شهدت 6 طائرات حربية طراز ميج للطائرة الرئاسية إلى حين هبوطها، واستقبال الرئيس الصربي للرئيس في مطار بلجراد.

وصباح اليوم، استقبل الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش، الرئيس السيسي بقصر صربيا الرئاسي، وأقيمت مراسم الاستقبال حيث عزفت الموسيقى العسكرية السلام الوطني للبلدين، كما رافقت المقاتلات الصربية - شرفياً- طائرة الرئيس السيسي، ترحيباً به منذ دخول المجال الجوي الصربى وحتى الهبوط في مطار بلجراد.

وقد استهل الرئيس الصربي اللقاء بالترحيب بالرئيس ضيفاً عزيزاً في صربيا للمرة الأولى، معرباً عن تقدير بلاده لمصر قيادةً وشعباً، ومشيداً بالعلاقات الثنائية الوثيقة التي تربط بين مصر وصربيا، مع تأكيد حرص بلاده على مواصلة الارتقاء بتلك العلاقات وتعزيز التعاون والتنسيق بين البلدين الصديقين على جميع المستويات، لاسيما في ضوء دور مصر المحوري كركيزة للاستقرار والأمن والسلام في الشرق الأوسط وأفريقيا.

من جانبه؛ توجه الرئيس السيسي بالشكر للرئيس "فوتشيتش" على دعوته لزيارة صربيا وحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، مجدداً التهنئة على إعادة انتخابه رئيساً لجمهورية صربيا لولاية ثانية، بما يعكس ثقة المواطنين الصرب في قيادته في مرحلة تاريخية تتسم بالعديد من التحديات السياسية والاقتصادية، ومشيداً بمتانة العلاقات الممتدة بين مصر وصربيا ومدى تميزها، خاصةً على صعيد حركة عدم الانحياز، مع الإعراب عن اهتمام مصر المتبادل بتطوير تلك العلاقات والارتقاء بها في كافة المجالات واستمرار التنسيق والتشاور السياسي بين البلدين واستكشاف أوجه التعاون بينهما.

وتأتي زيارة الرئيس السيسي إلى صربيا بعد أن اختتم زيارته إلى دولة المانيا أمس، وتوجه بعدها إلى العاصمة الصربية بلجراد في زيارة ثنائية رسمية تعد الأولى من نوعها.

الرئيس الصربب يمنح السيسي وسام الجمهورية 

منح الرئيس الصربي "ألكسندر فوتشيتش"، الرئيس عبدالفتاح السيسي وسام الجمهورية الصربية.

وأعرب الرئيس الصربي عن فخره شخصياً بوجود قائد بحكمة الرئيس السيسى لمساهمته المباشرة في تعزيز العلاقات، فضلاً عن تنفيذ العديد من المشروعات القومية العملاقة بقيادته، والتي من شأنها تقديم مصر كشريك تنموي هام على الساحة الدولية.

مؤتمر صحفى بين الرئيسين في بلجراد

عقد الرئيسان مؤتمرا صحفيا عقب انتهاء المباحثات الرسمية بين الجانبين على مستوى القمة.

قال الرئيس المصري، إنه تناول مع الرئيس الصربي جهود مصر في حشد المجتمع الدولي لمكافحة تغير المناخ، مضيفا: "وهو ما انعكس في حرص مصر على استضافة قمة المناخ العالمية في نوفمبر القادم بمدينة شرم الشيخ، ونتطلع لمشاركة فخامتكم فيها في سبيل المساهمة في وضع العالم على الطريق الصحيح نحو تحويل التعهدات والوعود إلى تنفيذ فعلي على الأرض. 

وأضاف الرئيس السيسي خلال المؤتمر: "أعرب عن تقديري لضيافتكم الكريمة في بلدكم الصديق، ولامتناني لفخامتكم بمنحي وسام جمهورية صربيا، معربا عن تطلعي لأن تشهد الفترة القادمة مزيدا من التعاون والتنسيق بين مصر وصربيا، بما يحقق الرخاء والازدهار لشعبينا الصديقين ويولد مزيدا من قوة الدفع للصداقة الممتدة، التي تجمع بين شعبينا وبلدينا".

وأضاف: أتقدم بخالص شكرى وامتنانى للرئيس ألكسندر فوتشيتش على وسام جمهورية صربيا بما يعكس الصداقة بين البلدين.

وقال السيسي: "أود الإعراب عن تقديرنا للحرص الذى لمسته من جانبكم على تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات بين البلدين، وللزخم الذي شهدته العلاقات الثنائية بين بلدينا خلال السنوات الماضية والذى انعكس في عدد من الزيارات رفيعة المستوى من قبل مسئولي البلدين، والتأكيد على أهمية العمل على تفعيل أطر التعاون القائمة بما يتناسب مع إمكانات وقدرات البلدين ويحقق مصلحة شعبيهما. 

وتابع : جاء اجتماعنا اليوم، تتويجا لجهودنا المشتركة على مدار الفترة الماضية، لدفع التعاون الثنائي بين البلدين ولوضع إطار استراتيجي متكامل تضمنه الإعلان المشترك الصادر عن الزيارة بشأن الشراكة الاستراتيجية بين بلدينا، والذي يحمل أيضاً تصوراً مشتركاً لمختلف أوجه ومجالات التعاون في كافة المجالات، وسبل دفعها في الفترة المقبلة بما يؤكد إرادتنا السياسية المشتركة في هذا الشأن ويمهد لمرحلة جديدة من الشراكة التي تربط بين البلدين. 
 

وقد تطرق المؤتمر إلى الرؤى من أجل مواصلة آلية المشاورات السياسية بين البلدين واللجنة المشتركة للتعاون الاقتصادى والفنى والعلمى، كما تبادل الجانبان الرؤى بشأن الموضوعات والقضايا ذات الاهتمام المشترك وعلى رأسها تطورات الشرق الأوسط وليبيا والقضية الفلسطينية

كما تناول سبل مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية فضلا عن تطورات أزمة أوكرانيا وتداعياتها الاقتصادية على العالم، مستعرضا جهود مصر للمساهمة فى تسوية الأزمة الأوكرانية من خلال مبادرتها لتشكيل مجموعة اتصال وزارية فى إطار الجامعة العربية.

 

منتدى الأعمال المصري الصربي

عرض منتدى الأعمال المصرى الصربى في بلجراد، فيلما تسجيليا عن الإنجازات التى تحققت على أرض مصر، في العديد من المجالات، والفرص الاستثمارية الواعدة بالدولة.
 

كان الرئيس عبد الفتاح السيسي، دعا رجال الأعمال في صربيا إلى المشاركة في المشروعات القومية بمصر، ولاسيما في مجال الموانئ، وأكد في السياق ذاته، أن مصر تمتلك فرصا واعدة للاستثمار مع تحديث البنية التحتية اللازمة.
وقد نفذت الدولة المصرية 6 آلاف مشروع بقيمة 8 تريليونات جنيه من أجل تأهيل الدولة المصرية لتكون جاهزة للعمل من أجل شعبها بالإضافة إلى أن تكون جاهزة أيضا للمستثمرين.

وتناول المنتدى إنشاء مصر لأكبر شبكة قطارات كهرباء، وخلال عامين سيتم افتتاح المرحلة الأولى، كما أن هناك بنية أساسية متطورة من موانئ ومطارات وطرق وسكة حديد.

ودعا  الرئيس السيسي رجال الأعمال في صربيا إلى المشاركة في المشروعات القومية بمصر وخاصة في مجال الموانئ.

وعلى هامش المنتدى، أكد موقع "تليجراف أر إس" الإخباري الصربى أهمية الزيارة التي يقوم بها حاليا الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى صربيا، لاسيما فى ظل الدور المحوري الذى تضطلع به مصر فى العالم العربى.

وقال الموقع الإخباري عبر بوابته الإليكترونية، اليوم الأربعاء، "إنه بعد ثلاثة عقود ونصف، يقوم رئيس الدولة المصرية عبدالفتاح السيسي بزيارة رسمية إلى صربيا تستغرق ثلاثة أيام".

ونقل الموقع عن وزير الدولة للشئون الخارجية نيمانيا ستاروفيتش قوله، في وقت سابق، "إن مصر هي الدولة المحورية في العالم العربي، والعلاقات بين البلدين تتميز بصداقة تاريخية عميقة، ومن ثم فإن زيارة الرئيس السيسي مهمة للغاية بالنسبة لصربيا"، مشيرا إلى أنه يجرى خلال هذه الزيارة مناقشة تعزيز التعاون والاستثمارات والتجارة بين البلدين، والتى تعمل على تعزيز العلاقات الودية منذ تأسيس حركة عدم الانحياز.

وأشار الموقع إلى أن الزيارة شهدت عقد جلسة عامة لوفدي صربيا ومصر، ثم منح الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش وسام الجمهورية الصربية للرئيس السيسي، كما شهدت توقيع ما يصل إلى 13 اتفاقية وإعلانا في مجالات مختلفة، بالإضافة إلى أن المنتدى الاقتصادي بين البلدين يعد جزءا مهما من الحدث الذي يجمع أكثر من 130 شركة من مصر وصربيا.