"لن نستأذن أحد".. تداعيات التهديد التركي بعملية عسكرية في شمال سوريا
لا يزال الرئيس التركي أردوغان، يتمسك بتنفيذ عملية عسكرية في شمال سوريا، حيث أكد المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، أنه من الممكن تنفيذ العملية العسكرية لبلاده بشمال سوريا "في أي وقت"، وفقا لتقييم المخاطر الأمنية بالنسبة لأنقرة، ولكن يكمن السؤال عن تأثير وتداعيات تلك العملية إن حدثت.
سلاح المسيرات
كشفت روشين موسى، عضو مجلس المرأة في حزب الإتحاد الديمقراطي الكردي السوري، أنه بالنسبة للتهديدات التركية بتنفيذ عملية عسكرية في شمال سوريا، ليست بجديدة بل تركيا غيرت قواعد الإشتباك، وما يشهده شمال وشرق سوريا ليس حرب كلاسيكية اوحرب مواجهة ولكن عبر السلاح التركي الأخطر وهو المسيرات.
الانتخابات القادمة
وأكدت موسى في تصريحات لـ"الأمصار"، أن موضوع تنفيذ عملية عسكرية في شمال سوريا، أكبر من التفاهمات بين أردوغان مع روسيا وايران، بل يرتبط بالتحالفات الارهابية بين حزب العدالة والتنمية والقوميين الفاشيين الأتراك الذين يبحثون عن تهيئة لاجواء بشن عملية عسكرية في شمال سوريا،لأجل كسب مكاسب في الإنتخابات التركية القادمة، ومن جهة أخرى يسعى أروغان إلى تنفيذ مشروعة في المنطقة تحت مسميات الميثاق الملي.
وأضافت عضو مجلس المرأة في حزب الإتحاد الديمقراطي الكردي السوري، أن المنطقة لامنة تسعى تصدير لأزمة الداخلية في تركيا الى الخارج وضحك على عقول الشعب تركي، وخاصة انصاره من المرتزقة في مناطق سيطرة لاحتلال، واستهداف منطقة زاخو في العراق ألا وهو ابادة الشعب الكردي
وبينت عضو مجلس المرأة في حزب الإتحاد الديمقراطي الكردي السوري، المؤسس للإدارة الذاتية في شمال سوريا، ان فكرة عملية عسكرية في شمال سوريا، التي يجري التلويح بها جزء تعد جزء من مشروع تركي توسيعي، في شمال وشرق سوريا وحتى العراق يتجاوز التحركات العسكرية الى إحداث تغيير ديمغرافي وإجلاء الأكراد من مناطقهم بما يخدم مصالحها فقط.
تداعيات العملية العسكرية
وبينت ليلى موسى، ممثلة مجلس سوريا الديمقراطية في مصر، أن الدولة التركية جادة بتهديداتها بشن العملية العسكرية على مناطق شمال وشرق سوريا واحتلالها المزيد من الجغرافية وهي تأتي استكمالاً لمشروعها في الميثاق المللي الذي يشمل كامل الشمال السوري والعراقي.
وأكدت موسى في تصريحات خاصة لـ"الأمصار"، أن تركيا وإن أعلنت بعض وسائلها الإعلامية عن تأجيلها للعملية، ولكن هذا لا يعني إلغائها إنما يأتي في سياق عدم حصولها على الضوء الأخضر بشن العملية من القوى الفاعلة الأساسية في الأزمة السورية وبشكل خاص أمريكا وروسيا، وخطر واحتمالية شن العملية قائم متى ما سنحت لها الفرصة.
وأضافت ممثلة مجلس سوريا الديمقراطية في مصر، أن العملية إن حصلت لها تداعيات خطيرة جداً فأنها ستؤثر سلباً على مساعي وجهود قوات سوريا الديمقراطية في مكافحة الإرهاب، كما أنها ستكون بمثابة متنفس لتنشيط خلايا عناصر تنظيم داعش، إلى جانب حركات العصيان أو حتى مشاهدة حالات الهروب لعناصر التنظيم وعوائلهم من السجون والمخيمات المتواجدة في مناطق شمالي وشرقي سوريا، كما حصل سابقاً في سجن الصناعة بالحسكة. وبالتالي سيكون هناك تهديد جدّي على الاستقرار والسلم والأمن ليس على مستوى المنطقة، إنما على العالم برمته.
سيناريو لواء أسكندرون
وبينت موسى، أن أي عملية عسكرية ستكون لها تداعيات وخاصة في القيام بالابادة بحق سكان شمالي وشرقي سوريا الأصلاء دون تمييز، كما فعلت تركيا في عفرين وتل أبيض/كري سبي ورأس العين/سري كانيه وإعزاز وجرابلس والباب، إلى جانب عمليات التغيير الديمغرافي بشكل مطلق وفرض التتريك.
وأوضحت ممثلة مجلس سوريا الديمقراطية في مصر، أن ما تقوم به تركيا في المناطق التي احتلتها هو تكرار لسيناريو لواء أسكندرون وقبرص، وبالتالي سيكون هناك تهديد جدي على وحدة سوريا وتقسيمها، هذا إلى جانب عمليات التهجير والنزوح المليونية التي سنراها داخلياً وخارجياً.
اللاجئين السوريين
وأردفت موسى، أنه طالما كانت ورقة اللاجئين السوريين ضمانة لاستمرارية التدخل وفعالية تركيا في الأزمة السورية، فأنها وفق سياستها البرغماتية تستغل هذه الورقة لتحقيق أكبر قدر ممكن من أجنداتها، سواء داخل سوريا أو غيرها من الدول وذلك عبر ابتزاز المجتمع الدولي بها، وشاهدنا كيف أنها بين الفينة والأخرى عندما تريد الحصول على بعضٍ من تنازلات من الدول الأوروبية تلوح بورقة اللاجئين وتهددهم بفتح الحدود أمامهم وإغراق أوروبا بهم.
وأفادت ممثلة مجلس سوريا الديمقراطية في مصر، أنه إلى جانب تحقيق مشروعها في الشمال السوري عبر توطين اللاجئين فيها، وبالتالي تغيير ديمغرافية المنطقة، حيث أن غالبيتهم العظمى من الجماعات الإسلاموية المتطرفة، وبالتالي تأسيس دويلة الإسلامويين المتطرفين في الشمال السوري على حساب تهجير سكان المنطقة الأصلاء.
وأشارت موسى إلى أنها قبل الإعلان عن تهديداتها بشن عملية عسكرية في مناطق شمالي وشرقي سوريا، طرحت مشروع العودة الطوعية لمليون ونصف مليون لاجئ سوري، تحت يافطة مساعدة الشعب وتأمين حياة كريمة، بدواعي إنسانية، لكنها في حقيقة الأمر هو حماية الإسلامويين ودعمهم، طالما كانوا أدواتها الاستراتيجية لتمرير سياساتها الخارجية واستخدامهم كمرتزقة في حروبها الخارجية، إلى جانب تهديد المجتمع الدولي من خلالهم، ليقدموا تنازلات لها مقابل ضبطها للإرهابيين كما تفعل في إدلب.
هذا إلى جانب تجنيسهم بالجنسية التركية في حال حصول استفتاء حول مصير تلك المنطقة تخدم سياستها وتبعية تلك المناطق لتركيا وفرضها كأمر واقع. كما أن حكومة العدالة والتنمية تستفيد من أصوات اللاجئين في الانتخابات وخاصة بعد تراجع شعبيتها بسبب فشل سياساتها الداخلية والخارجية، بحسب .
وفق السياسة التركية الساعية إلى تأسيس دويلة إسلاموية في الشمال السوري، لن تكون مختلفة عن خلافة داعش، وبالتالي يكون الشمال السوري عبارة عن قنابل موقوتة تهدد السلم والأمن الدوليين.