الاستمطار في السعودية.. انطلاق المرحلة الثانية في الطائف وعسير
بدأ المركز الوطني للأرصاد في السعودية تنفيذ الرحلات الجوية للمرحلة الثانية لبرنامج الاستمطار على المرتفعات الجنوبية الغربية.
وتشمل هذه المرحلة: الطائف والباحة وعسير وجازان، إضافة إلى سواحلها؛ استكمالاً لأعمال المرحلة الأولى من برنامج استمطار السحبعلى مناطق الرياض والقصيم وحائل.
وأوضح الرئيس التنفيذي للمركز الوطني للأرصاد والمشرف العام على أعمال برنامج استمطار السحب الدكتور أيمن بن سالم غلام، أن عملية استمطار السحب للمرحلة الثانية تسير وفق المعدّ لها، وأن العمليات الأرضية والجوية تحقق نجاحاً حسب التقديرات الأولية من المختصين والخبراء، وفقا للجدول الزمني ودقة الطلعات الجوية في استهداف السحب.
ولفت إلى ما يقوم به الفريق الفني للبرنامج من تحليل للبيانات المناخية الفصلية بصورة مستمرة لتحديد المناطق ذات الظروف الجوية المناسبة لبدء عمليات الاستمطار منها في المراحل القادمة؛ بهدف زيادة الهاطل المطري على مناطق المملكة كافة.
وأضاف أن التنسيق مستمر مع جميع القطاعات الحكومية وذات العلاقة؛ للاستفادة القصوى من مخرجات برنامج استمطار السحب الذي يعد من الطرق الواعدة والآمنة وذات كلفة ليست عالية، متطلعين من خلاله لزيادة الهطولات المطرية على المناطق المستهدفة؛ للإسهام في تحقيق أهداف المبادرات الوطنية المرتبطة بالأمطار وزيادة منسوب المياه، بما يترك أثراً إيجابياً على قطاعات الزراعة والسياحة في المملكة.
وتجدر الإشارة إلى أن برنامج استمطار السحب هو أحد مخرجات قمة الشرق الأوسط الأخضر، التي أعلنها ولي العهد السعودي، ويتكامل مع المبادرات الوطنية الهادفة إلى تعزيز التنمية المستدامة والحفاظ على البيئة والبحث عن طرق تنمية الموارد.
وتعمل تقنية استمطار السحب على زيادة كمية ونوعية الأمطار لأنواع معينة من السحب؛ من أجل استغلال خصائصها وتحفيز وتسريع عملية هطول الأمطار على مناطق محددة مسبقًا، وتتم من خلال طائرات مخصصة لبذر مواد دقيقة ليس لها ضرر على البيئة في أماكن محددة من السحب.
ويهدف البرنامج إلى زيادة مستويات هطول الأمطار لإيجاد مصادر جديدة للمياه، وزيادة وتكثيف الغطاء النباتي؛ لمواجهة التصحر من خلال كوادر وطنية على أعلى جاهزية.
كما يسهم البرنامج في تخفيف ظواهر الجفاف، وتهيئة الموارد الطبيعية للتكيف وتعزيز الأداء البيئي لزيادة هطول الأمطار وتحقيق الاستدامة البيئية، إضافةً إلى بناء القدرات البشرية لتأمين مصادر مائية جديدة وزيادة مقدرات المملكة الطبيعية، وزيادة المساحات الخضراء وفق رؤية 2030.
والاستمطار هو نوع من تغيير حالة الطقس المعتمد، أو بمعنى آخر تغيير كمية الأمطار أو نوع هطول المطر من الغيوم من خلال وضع مواد في الهواء تكثّف الغيوم وتبردها لتزيد نسبة الأمطار أو الثلوج.
ومن أشهر المواد المستخدمة في هذه العملية هي "يوديد الفضة" و"الثلج الجاف" و"الأملاح الرطبة"، وتتم عملية الاستمطار بحقن بعض هذه المواد في الغيوم مما يجعل قطرات الماء الموجودة بداخلها تتحول إلى بلورات ثلجية تتساقط بفعل ثقلها نحو الأرض لتعيدها الحرارة المرتفعة قرب السطح إلى حالتها السائلة ثانية، وتعتبر هذه الطريقة الأشهر للاستمطار.