جولات مكوكية وتصويت دولي.. متى يعود (سد النهضة) لطاولة مجلس الأمن مجددًا؟
قال السفير ماجد عبد الفتاح، المندوب الدائم لجامعة الدول العربية في الأمم المتحدة، إن مبدأ عقد جلسة أخرى بمجلس الأمن بشأن سد النهضة الإثيوبي، واستماع مجلس الأمن للوزراء المصري والسوداني وممثلي الأمم المتحدة وممثل الاتحاد الإفريقي، هو إنجاز إجرائي أول.
الأصوات المطلوبة لمشروع القرار
وأوضح عبد الفتاح، أنه تم الاستماع للقضية من قبل الجهاز الذي نراه الأكثر كفاءة وفاعلية على الأرض، مؤكدًا العودة مجددًا لمجلس الأمن بعد أن يتم الضمان بأن مشروع القرار سيأخذ الأصوات المطلوبة.
وأضاف خلال مداخلة مع الإعلامي أحمد موسى ببرنامج “على مسؤوليتي”: “الجلسة كانت كاشفة لعدد من الاتجاهات، من بينها الاستعداد الواضح لدعم الاتحاد الإفريقي، وهو ما تم وضعه في مشروع القرار، والكونغو أبدت الاستعداد للعب دور محوري من خلال المسار الإفريقي، والمندوب قال إنه تجري محاولات لصياغة ورقة جديدة ليتم التشاور بها مع الأطراف، ومن المؤكد أن هناك مشاورات مع الأطراف المعنية”.
إدانة للملء الثاني
وأكمل: “كان هناك توقعات أن يكون هناك إدانة للملء الثاني، ولكن نحن لسنا خبراء في المياه، ولا يمكن أن نجزم أن الملء الثاني قانوني أو غير قانوني متفق عليه من الأطراف أو غير متفق عليه، ولا يمكن أن نجزم بقانونيته من عدمها أمام مجلس الأمن، ورغم أن الجوابات التي بعثها وزير خارجية مصر والسودان وأدانوا بها الملء الثاني والأضرار التي سيلحقها، وصدر بعده بيان من الاتحاد الأوروبي نفسه أن هذا الملء عمل استفزازي، لم نر أي إدانة من الدول الأعضاء في المجلس للملء الثاني”.
مجلس الأمن لديه حالة من التردد
وتابع عبد الفتاح: “الذهاب إلى مجلس الأمن كذهابك إلى المحكمة، وأي قضية تعرض لها شق إجرائي وشق موضوعي، والشق الإجرائي هو الاستماع للأطراف المعنية وتفاصيل القضية ودراسة المستندات ويقرر قبول الدعوة، ونحن إلى الآن ما زالت القضية قائمة، ومجلس الأمن لديه حالة من التردد بشأن ملف سد النهضة”.
موقف روسيا المفاجئ
وأردف: “الخطوة القادمة، القرار ما زال مطروحًا أمام مجلس الأمن، وستكثف الجامعة العربية اتصالاتها مع الدول الأعضاء في نيويورك، وهناك اجتماعات جديدة ستتم معهم بعد الاستماع لوجهة نظرهم أمس، والسلطات المصرية والسودانية رفع من مستوى اتصالاتها إلى العواصم، وتوجهت وزيرة خارجية السودان إلى موسكو، ومن المؤكد أن نعود مجددا إلى مجلس الأمن بعد أن نضمن أن مشروع القرار سيأخذ الأصوات المطلوبة وسيتم إقراره”.
وأنهى المندوب الدائم لجامعة الدول العربية في الأمم المتحدة حديثه قائلًا: “هناك 14 دولة في مجلس الأمن لديها أنهار عابرة للحدود، وموقف روسيا لم يكن مفاجئاً لأنه عند مقابلة اللجنة لوفد روسيا قالوا نفس الكلام، وقلنا لهم أن هذا الكلام غير صحيح وقمنا بتفنيد الأمور بالحجة، ويجب أن يتم تقديم تقارير بشكل مستمر عن الآثار السلبية للسد الإثيوبي لمجلس الأمن، والجامعة العربية ستظل داعمة لقرار مصر والسودان في هذا الملف”.