علي الطواب يكتب: التقشف.. منهجا وسلوكًا
التقشف هو مصطلح ذو طبيعة اقتصادية مالية يشير إلى السياسات الرامية إلى تقليص مظاهر الأبهة والبهرجة المالية والكهربائية وخفض الإنفاق وتقليص الخدمات التي توصف انها من أبواب الرفاهية
وفي كثير من الأحيان، تلجأ الحكومات إلى الإجراءات التقشفية بهدف خفض العجز في الموازنة، وغالبًا ما تترافق خطط التقشف مع زيادة الضرائب.
قرارت رئيس الوزراء المصري
وفي مصر كنموذج جاءت قرارت رئيس الوزراء في محلها وفي توقيت بالغ الحساسية وان كنت أتمني أن تكون منذ بداية الأزمة الروسية الأوكرانية ونوفر أرقاما كبيرة من الغاز لتصديره بعائد دولاري كبير ما أحوجنا اليه.
ولعل انتقال هذه الثقافة الي باقي محافظات مصر السبعة والعشرين أمر مهم جدا بل وخطير ويستحق المتابعة خاصة مع فئة المحافظين الذين هم اقرب للموظفين أكثر من المحترفين العموميين وبالتالي الأثر المنتظر ربما يتأخر ليس لشئ إلا أن روح الابداع والإدارة منعدمة.
وهنا اتذكر موقف منذ أربع سنوات مضت كنت عائدا من ماسبيرو تقريبا الحادية عشرة مساءا وفي طريقي احدي المدارس الحكومية ووجدتها جميعا مضاءة فصولها وطرقاتها وممراتها...وهنا سألت نفسي لماذا ولماذا ولم اجد إجابة فتشت يمينا ويسارا ولم اجد حتي قمت بالاتصال حينها بالسيدة وكيل وزارة التربية والتعليم بمحافظة الجيزة وابلغتها والتي قامت بدورها بتوجيه المسؤل وفي اليوم التالي وجدت المبني التعليمي قد أغلقت انواره فاتصلت بها شاكرا صنيعها.
يا سادة ثقافة الادخار والتوفير هي ثقافة البلاد المتحضرة وكذلك تدريب النشئ علي تلك الثقافة مهمة قومية تخلق لنا جيلا مثقفا واعيا حريصا علي التوفير في ذلك الزمن كثيف الاستهلاك.
أرجو أن تتابعوا معي الاحصائية التي تقول إن تخفيض ١٠ بالمائة من حجم الطاقة الكهربائية يعني توفيرا للغاز الذي سوف يصدر ب ٣٠٠ مليون دولار.
يا سادة التقشف والادخار الكهربائي فريضة اقتصادية ومالية واستثمارية غائبة...وهنا أتعجب لموظفي بعض الإدارات الحكومية والخاصة في عدم الالتزام بضبط جهاز التكييف أو ثقافة تخفيف الإضاءة أو غلق المراوح ربما البعض يراها دلعا أو مزيدا من الحرص لا ياسادة هي ثقافة وفريضة للاسف بعيدة عن مجتمعنا ولكن ثقافة الأزمة دوما تحول المحنة الي منحة وخاصة مع ازدياد حدة الأزمات فما بالنا بتوفير ٣٠٠ مليون دولار لمدة عام تعني ما يقرب من ٤ مليارات دولار وبما يساوي قرضا حسنا افضل الف الف مرة من صندوق النقض الدولي الذي لا يراعي حرمة ولا به شفقة لأحد.
لذلك أتمني للدعوة الحكومية أن تنجح وأن يقوم بها الحاكم العسكري في كل محافظة وليس المدنيين فأنا علي المستوي الشخصي لا اثق كثيرا في إمكانياتهم أو قدراتهم وليس تهكما بل عن تجربة شخصية مع محافظي الجيزة والغربية واتمني أن يخرجا في التشكيل الوزاري القادم كما أتمني لمحافظي البحر الاحمر والفيوم أن ينقلا الي مكان اخر لضبط الأداء الحكومي كما أتمني أن يعين الرئيس السيسي قيادات الجيش في عمر العميد اركان حرب في وظيفة المحافظين لأنها طوق النجاة لكثير من محافظات الجمهورية
وعلها فرصة ذهبية لتعليم طلابنا وأولادنا القصر أن الادخار والتوفير هي ثقافة البلاد المتحضرة الواعية.
باحث سياسي وإعلامي