مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

مناورات كوريا الجنوبية والولايات المتحدة.. هل تجدد الصراع بين بيونج يانج وسيول

نشر
الأمصار

تجري كوريا الجنوبية والولايات المتحدة أكبر تدريبات عسكرية مشتركة بينهما منذ سنوات، في شبه الجزيرة الكورية، من أجل التدرب على خوض حرب ضد كوريا الشمالية، التي تزداد لهجتها العدائية.

وفي نقطة عميقة داخل غرفة محصنة، خارج سيول، يجلس عقيدان في القوات الجوية، جنبا إلى جنب،  من كوريا الجنوبية والولايات المتحدة.

وتتابع أعينهم صورا لكوريا الشمالية اُلتقطت عبر الأقمار الاصطناعية، والتي تُعرض عبر شاشات ضخمة في مقدمة الغرفة المُظلمة.

 

مركز عمليات للتدريبات العسكرية المشتركة الأمريكية الكورية الجنوبية

 

ويقع مركز العمليات هذا في قاعدة أوسان الجوية الأمريكية، وهو مركز فريد من نوعه باعتباره المكان الوحيد في العالم حيث يعمل جيشان هما جيشا كوريا الجنوبية والولايات المتحدة في وئام للدفاع عن دولة واحدة. هذا هو الالتزام الذي قدمته الولايات المتحدة لكوريا الجنوبية بعد انتهاء الحرب الكورية قبل 70 عاما تقريبا دون معاهدة سلام.

وتنسق القوات الجوية والبرية والبحرية والعمليات الإلكترونية بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة في هذه الغرفة، وتم تسليط الضوء على أهميتها الحالية عندما أصبح جو بايدن أول رئيس أمريكي يزورها في مايو/آيار.

وهذا الأسبوع، ولأول مرة منذ أربع سنوات، سيجري جيشا كوريا الجنوبية والولايات المتحدة تدريبات ميدانية، لممارسة كيفية الرد على هجوم كوري شمالي.

تم إلغاء تدريبات جيشا كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، على الرغم من أنها كانت روتينية في السابق، في عام 2018 حيث حاولت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية إقناع كوريا الشمالية بالتخلص من أسلحتها النووية.

لكن بعد سنوات من الجمود الدبلوماسي، وفي مواجهة كوريا الشمالية المعادية بشكل متزايد، قررتا كوريا الجنوبية والولايات المتحدة أن الوقت قد حان لاستئناف التدريب.

وأطلقت كوريا الشمالية صواريخ هذا العام أكثر من أي عام آخر، وأصبحت أسلحتها معقدة بشكل متزايد، ويبدو أنها أكثر قدرة على التهرب من الدفاعات وضرب أهدافها.

في غضون ذلك، تشير المعلومات الاستخباراتية إلى أنها على وشك إجراء تجربتها النووية السابعة، والتي قد تستخدمها لإتقان سلاح نووي أصغر في ساحة المعركة يمكن استخدامه في صراع ضد كوريا الجنوبية. أضف إلى ذلك عددا كبيرا من التحذيرات الأخيرة من الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون بأنه مستعد لاستخدام أسلحته النووية ضد الجنوب.

وتبدو سيول أكثر عرضة للخطر من أي وقت مضى، والدفاع عن العاصمة الكورية الجنوبية هو أحد السيناريوهات التي تتدرب عليها القوات. وسيشترك في التدريبات التي تستمر تسعة أيام - والتي تسمى درع الحرية أولشي - الطائرات والسفن الحربية والدبابات. وسوف تتدرب القوات المشتركة ليس فقط على كيفية صد هجوم كوري شمالي، ولكن أيضا على كيفية الرد على العدو.

ويقول الكولونيل كوزنسكي: "لا يمكنني تعليم هذا في فصل دراسي، إنه فن. يجب أن أدير الناس من خلاله، وخلق أشد بيئة ممكنة. شبه الجزيرة الكورية ليست كبيرة، لذا فإن الوقت الذي يتعين علينا أن نتحرك فيه محدود للغاية".

ولكن هناك قلق من أن مناورات كوريا الجنوبية والولايات المتحدة ستستفز كوريا الشمالية، والتي تراها تدريبا على غزو أراضيها.


 

طيارة مقاتلة أمريكية

ومجرد انتشار نبأ أن المناورات سُيعاد استئنافها، دفع زعيم كوريا الشمالية لاتهام الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية بوضع شبه الجزيرة "على حافة الحرب".

ويخشى أن ترد بيونغ يانغ باختبار المزيد من الصواريخ أو إجراء تجربتها النووية التي طال انتظارها أو حتى بدء مناوشات صغيرة النطاق.

كيم يو جونغ

بينما رفضت كيم يو جونغ، شقيقة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، عرضاً من كوريا الجنوبية بتقديم مساعدات اقتصادية مقابل اتخاذ خطوات لنزع السلاح النووي، ووصفت العرض بأنه "قمة العبثية".

وقالت في بيان: "لا أحد يقايض مصيره بكعك الذرة".

 

وكان رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول قد كرر عرض خطة اقترحها للمرة الأولى في شهر مايو/أيار، لكن كيم قالت الجمعة إن على يون "أن يغلق فمه"، ووصفت عرضه بأنه "ساذج وطفولي".

 

وعبر مكتب الرئيس الكوري عن أسفه لما وصفه "بملاحظاتها الوقحة"، ولكنه أكد أن العرض ما زال قائماً، في رده على بيان كيم الذي نشرته وكالة الأنباء الرسمية في كوريا الشمالية، الجمعة.

وورد في رد سول أن "موقف كوريا الشمالية لا يساعد بأي شكل من الأشكال على التوصل إلى السلام والرخاء في شبه الجزيرة الكورية، ولا يخدم مستقبلها".