ملفات على طاولة زيارة الرئيس الفرنسي للجزائر
قبل نحو قرنين من الآن، بدأت فرنسا تفرض حصارا على الجزائر أعقبته باحتلال أراضيها، وعبر هذه السنوات مرت العلاقات بمراحل ومنعطفات متعرجة تخللتها حرب المقاومة ضد الاستعمار ثم الاستقلال مرورا بتبادل الزيارات الرسمية بين رؤساء البلدين.
الزيارة الفرنسية للجزائر
وفي إطار الزيارات الرسمية بين رؤساء الجزائر وفرنسا يترقب العالم زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والتي تبدأ غد الخميس، في زيارة طويلة وغير معتادة للجزائر، تستغرق 3 أيام، يأمل من خلالها “بحث مستقبل علاقة ثنائية يشوبها التوتر”.
ويصاحب الرئيس الفرنسي وفد يضم أكثر من 90 شخصا، من بينهم وزراء الاقتصاد والداخلية والخارجية والدفاع والثقافة والرياضة، إلى جانب برلمانيين وسياسيين ورجال أعمال ورؤساء وكالات ومنظمات اقتصادية وثقافية.
وسيصل ماكرون الخميس، حوالي الساعة الثانية ظهرا، إلى مطار الجزائر العاصمة، ومن المقرر أن يكون في استقباله الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، وسيحضران معا حفل “تكريم الشهداء”، قبل عقد أول لقاء وجها لوجه، يختتم ببيان مشترك وحفل عشاء يقيمه المضيف.
في اليوم التالي سيزور رئيس الدولة الفرنسية مقبرة مسيحية ويهودية لإحياء ذكرى “القتلى من أجل فرنسا”، وسيلتقي مع رجال الأعمال الشباب قبل عقد لقاء آخر مع تبون على مائدة الغذاء.
وفي منتصف اليوم، وبعد لقاء مع الجالية الفرنسية في مقر إقامة السفير الفرنسي، سيتوجه ماكرون إلى مدينة وهران ليقضي يوم السبت في “زيارات ولقاءات ذات طابع ثقافي واجتماعي”.
عدة ملفات تنتظر ماكرون في زيارته المرتقبة للجزائر
يبدأ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون زيارته إلى الجزائر، غدا، في خطوة تهدف لبعث العلاقات الفرنسية الجزائرية، بعد شهور من التوتر "وبهدف إعادة إحياء الشراكة بين البلدين، وفقا لما أعلنة قصر الإليزيه، ".
وجاء في بيان للرئاسة الفرنسية، صدر بعد اتصال هاتفي بين ماكرون ونظيره الجزائري عبد المجيد تبّون، أن "هذه الزيارة ستسهم في تعميق العلاقات الثنائية مستقبلاً وتعزيز التعاون الفرنسي الجزائري في مواجهة التحديات الإقليمية ومواصلة العمل على ذاكرة" فترة الاستعمار.
وتأتي الزيارة المرتقبة تلبية لدعوة من الرئيس تبون لنظيره الفرنسي لزيارة الجزائر في أبريل الماضي، بمناسبة إعادة انتخابه لولاية ثانية.
ويواجه ماكررون على طاولة زيارته للجزائر عدة ملفات أهمها: مسألة زيادة إمدادات الغاز نحو فرنسا، وملف المطلوبين لدى الجزائر على الأراضي الفرنسية، واسترجاع الأموال المنهوبة، وملف الذاكرة، والتأشيرات.
إمدادات الغاز
في ظل مساعي أوروبا لخفض اعتمادها على الغاز الروسي، يتصدر ملف الطاقة وإمكانية زيادة إمدادات الغاز نحو فرنسا أجندة زيارة الرئيس الفرنسي للجزائر، وفق مراقبين.
تحدثت تقارير إعلامية عن مساعٍ أوروبية لإحياء مشروع خط أنابيب غاز ميدكات، الرابط بين فرنسا وإسبانيا، والذي تم إطلاقه في عام 2013، وجرى التخلي عنه في 2019 بسبب الخلافات بين مدريد وباريس على تمويله وكان يهدف لنقل الغاز من الجزائر إلى وسط أوروبا عبر إسبانيا .
وأشارت تقارير إعلامية إسبانية إلى أن "مفتاح ازدهار مشروع ميدكات هو نجاح الوساطة الفرنسية لتسوية الخلافات الدبلوماسية بين الجزائر وإسبانيا والمغرب، وهو ما يعزز إمكانية زيادة إمدادات الغاز نحو أوروبا.
وأوضحت مصادر من “الإيليزية” أن هذه الزيارة ستشهد “توقيع عقود كبيرة؛ مثل توريد الغاز”.
المطلوبين لدى الجزائر على الأراضي الفرنسية
تعتبر قضية المطلوبين لدى العدالة الجزائرية المتواجدين على الأراضي الفرنسية وبعضهم بتهم متعلقة بالإرهاب من أكثر الملفات التي ستؤثر في علاقات الجزائر وباريس.
استرجاع الأموال المنهوبة
من المنتظر معرفة مدى تعاون فرنسا في استرجاع الأموال المنهوبة، خاصة وأن ذلك وعد انتخابي قدمه الرئيس عبد المجيد تبون، ومن المتوقع أن تركز الجزائر على هذا الملف بقوة في إطار المساومة.
الذاكرة
من بين الملفات التي سيتم طرحها خلال زيارة ماكرون للجزائر، ملف الذاكرة الذي توليه الجزائر أهمية بالغة.
في يوليو 2020، قررت الجزائر وفرنسا إنشاء لجنة مشتركة يترأسها عن الجانب الفرنسي بنجامين ستورا، بينما اختارت الجزائر المؤرخ عبد المجيد شيخي مستشاراً لحل قضايا الذاكرة العالقة.
وبناءً على هذا الاتفاق قدم المؤرخ بنجامين ستورا في يناير 2021 مقترحات تتضمن خطوات لتسوية ملف الذاكرة، دون تقديم أي اعتذار للجزائر وهو ما أثار ردود فعل متشائمة وغاضبة في أوساط الجزائريين.
واستعادت الجزائر رفات 24 من أبطال المقاومة الشعبية ضد الاستعمار الفرنسي، بعدما كانت حبيسة "متحف الإنسان" بباريس لمدة تزيد على 170 عاماُ.
كما رفعت فرنسا السرية عن أرشيف التحقيقات القضائية الخاص بالثورة الجزائرية (1954 - 1962) قبل 15 عاماً من الموعد المقرر سابقاً
وفي المقابل، تتمسك الجزائر لتسوية ملف الذاكرة باعتذار فرنسا عن جرائمها الاستعمارية وتطالب باسترجاع كل رفات المقاومين "قدماء المحاربين ضد الاستعمار الفرنسي" واسترجاع الأرشيف الجزائري.
كما تطالب بتسوية ملف المفقودين، بالإضافة لمعالجة ملف التفجيرات النووية في الصحراء الجزائرية باستعادة خرائط أماكن نفايات التفجيرات النووية لتطهيرها، مع مطالب بتعويض المتضررين من التفجيرات النووية.
التأشيرات
ومن بين أبرز الملفات الخلافية بين البلدين "ملف التأشيرات"، ففي سبتمبر 2021 قررت فرنسا خفض عدد التأشيرات الممنوحة للجزائريين إلى النصف، بحجة رفض الجزائر التعاون في ترحيل نحو 7 آلاف مهاجر غير شرعي من فرنسا نحو أراضيها.
لكن الجزائر تنفي مبررات قرار فرنسا بخفض التأشيرات، فبحسب تصريح سابق للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون فإن القائمة التي وردت الجزائر عام 2020، والقوائم الثلاث عام 2021، كانت تتضمن 94 حالة، تم قبول 21 منهم ورفض 16 حالة لأنهم على ارتباط بالإرهاب وهناك منهم حاملو جنسيتين ليس لديهم عائلة في الجزائر.
زيارات رؤساء فرنسا للجزائر
-الرئيس الفرنسي السابق فاليري جيسكار ديستان لأول مرة
في 10 أبريل 1975: أول رئيس فرنسي يزور الجزائر بعد الاستقلال
-فرانسوا ميتران زار الجزائر مرتين مرات
من 30 نوفمبر حتى 1 ديسمبر 1981: أول زيارة للرئيس الفرنسي السابق ميتران
مارس 1989
-زار الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك الجزائر 3 مرات
ديسمبر 2001 أول زيارة لشيراك
والثانية كانت في الثاني من شهر مارس 2003
والثالثة في أبريل 2004
-نيكولا ساركوزي
في الثالث حتى الخامس من ديسمبر 2007
-فرانسوهولوند زار الجزائر مرتين
الأولى من 19 و20 ديسمبر 2012
الثانية في يونيو 2015
-الرئيس الفرنسي الحالي إيمانويل ماكرون
6 ديسمبر 2017
والثانية الخميس 25 أغسطس 2022.