علي الطواب يكتب: دمشق العرب.. آن الأوان أن تعود
أيها السادة لا تظنوا أن سوريا مجرد دولة عربية آسيوية فحسب، بل إن الحقيقة أن سوريا بمثابة حلقة الوصل المهمة والرابطة القوية داخل الكتلة العربية الأكبر حجمًا وعددًا والتي ربما لا يحسن تقديرها البعض.
ودمشق لمن لا يعرف هي إحدى أهم حواضر العرب كانت سابقا تحكم وتسيطر، وهنا يقول التاريخ كلمته إن الدولة الأموية كانت أكبر دولة وثاني خلافة في التاريخ الإسلامي وكانت عاصمتها دمشق وبلغت ذروة اتساعها في عهد الخليفة العاشر هشام بن عبد الملك، إذ امتدت حدودها من أطراف الصين شرقاً حتى جنوب فرنسا غرباً.
إذن نحن يا سادة أمام قطر عربي ضارب بجذوره في التاريخ، وله مكانته كذلك الحال مع الجغرافيا ولا تنسي أبدا الهلال الخصيب الذي يريد البعض إسقاطه من حساباته أما حقداً أو كرها.
ومع هذا كله لا تزال بعض دوائر عالمنا العربي تتعمد تركه وحيدًا في الميدان يواجه المرتزقة منفردا… تارة من المحتل التركي لشماله السوري وتارة أخرى لإيران التي يتباهى بعض قادتها الدينية والرئاسية أنه بمقدورهم التحكم في عواصم عربية جهلا منه بذلك، وربما لم يلتفت البعض الي هؤلاء الذين يرفضون ويعاندون …. فها هم أهل القامشلي والحسكة ودير الزور يكبدون المحتل التركي خسائر فادحة في العتاد والأعداد.
وها هي دمشق تقف للغارات الإسرائيلية قدر المستطاع، مدافعة عن كرامتها وعزتها بشموخ وعظمة الشرفاء الذين يموتون شهداء لكن وهم واقفون على قدميهم.
وهنا يأتي السؤال ألم يأن للعرب أن يفيقوا ويعلموا أن سوريا هي الامتداد الطبيعي للوطن العربي وأن مد يد المساعدة لدمشق العروبة هو فرض عين بالمفهوم الوطني العروبي، وأن يد المساعدة واجبة وأنه يتوجب أن تتحمل المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات، تكلفة الإعمار وعودة المهجرين الي أرضهم لاسيما ونحن أمام مقاتل سوري شريف وشرس ليس في الداخل فقط إنما في الخارج أيضًا، وهذا الأخير تحديداً لو منح الفرصة لكان في ظل سقف زمني يقدر بعدد سنوات اليد الواحدة لأعاد لسوريا وجهها العربي المشرق لتغرد مرة أخري في سماء الوطن العربي الذي ظل يحلم به حتي مماته أبو خالد ناصر رحمه الله ولهم من النماذج في الدولة العربية والأوروبية ما تتعجب له النفوس.
وفي مصر وألمانيا عشرات القصص من النجاح الأسطوري بمعني الكلمة وظلوا حاملين شعار بلدانهم السورية كالشهباء في حلب ضاربين نماذج غاية في الروعة والجمال تصنيعيًا وتجاريًا واستثماريًا.
ألم يأن للجامعة العربية أن تعيد سوريا الي مقعدها الشاغر لماذا هذا الصمت ولماذا هذا الكسل السياسي والدبلوماسي ولا سيما اننا جميعاً يعرف الحقيقة، أن سوريا تحارب الإرهاب في جبهات متعددة، الإرهاب الذي يأتيها من كل صوب وحدب، وهنا نتوقف مع بشار الأسد الرئيس العربي الذي اختلف معه وعليه زعماء كثر عرب وغير عرب ولم يفكر أحد في البديل.. فهل كان البديل هو رحيل بشار الأسد أم أن المشكلة تكمن في وحدة سوريا وإن كانت عصية على الانقسام.
وهنا أقول الأسماء كلها راحلة، أما الأرض فستظل باقية ما بقيت السماوات والأرض..
فلربما لو رأينا الأمور بعين الحقيقة لوجدنا أن تركيا تريد الشمال السوري كله بل وسرقت بتروله بما قدره المتخصصون بمليار دولار وبيعه بالطن خلافا لوحدة بيعه المعروف بالبرميل وكان المشتري سوق أوروبا الشرقية بثمن بخس لأنه مسروق وكان الناقل الرسمي تركيا، وليس هذا فحسب، بل كان يرتب ويعد سلفا أن يكون هذا الشمال السوري المحتل مفرخة للإرهاب والارهابيين ويصدر لمن عليه الدور بطائرات مدنية تطير من مطارات مدنية لا غبار عليها ولا تستطيع أن تتعرض لها في الجو حتي تهبط بسلام في مطارات مدنية أخري في مناطق أخري ومنها الدولة الليبية التي وقع جزء منها تحت امرة الدولة التركية التي توجه لاحقا أياديها الي الجارة المصرية وربما التونسية ولا استبعد العمق الافريقي أو الشمال العربي.
لان المصالح المشتركة لهذه التيارات الإرهابية واحدة فإخوان تونس يتمنون ومن على شاكلتهم ينتظرون وهنا تدخل المنطقة في دوامة الإرهاب المنظم والمرتب سلفًا كالمعادلات الكيميائية المعروف نتائجها.. ووقتها لن ينفع الندم أو حتى الخلاف الشخصي مع رئيس عربي له قيمة أو جدوى.
هنا تأتي أهمية التحرك العربي الفعال وبقيادة مصر التي بها جيشان الثاني في الاسماعيلية والثالث في السويس وربما غاب عن بعضنا أن نسأل أين الجيش الأول ما دام في مصر جيشان… أقول لك أيها العربي أن الجيش الأول هو في سوريا خط الدفاع العربي الأول.. ولطالما تعنينا سوريا وأهلها التي اكل منها وشرب كل بلاد العرب بلا استثناء فحانت لحظة النصرة ولملمة الجراح وعودة الأهل من الشتات فهي نعمة كبري غيبتها عقول وقلوب خربة
ولنتذكر جميعا نحن العرب أننا كنا يوما نقول إن لنا جيوشا يقظة تنتظر لحظات البدء أين هي الآن.. فالواقع المرير يقول صراحة كان للعراق جيش يشار إليه بالبنان أين هو الآن!!.
كنا نري العروض الجوية للمقاتلات السورية أين هي الآن؟.
كلها أمور تدعو إلى الحسرة والندامة لكن الفرصة لا تزال قائمة لأن نصرة سوريا وعودتها للأمة العربية هي فريضة سياسية عربية ملحة لا ينكرها الا جاحد ولا يدركها إلا عاقل متزن رشيد ولنا في الربيع او قل ذلك الخريف العربي الخرب عظة وعبرة.
إنها دعوة من القلب أن تتحرك مصر فورا دون انتظار بقيادة ابنها البار عبد الفتاح السيسي الذي أيقن مبكرا أن المخطط خطير وان الميزانيات المخصصة مفتوحة ودون سقف لتخريب كل ما هو قائم وللأسف الشديد بأيدي كثير من بيننا ولعل 6/30 في الدولة المصرية سيظل تاريخا فارقا ومعلما واضحا أن بلادنا العربية رغم ما فيها من عوار إلا أن من بينها من يحميها بالروح والدم وقتما تريد ذلك.
فلنرفع الشعار أنه علينا نصرة سوريا ودعمها وعودتها للمحيط العربي فما يجمعنا بها أكبر بكثير مما يبعدنا أو يفرقنا ولنا فيها محبة وأخوة وأصدقاء أكثر مما لإيران ومن ورائها وبأكبر مما يتخيل البعض.
حمي الله الوطن السوري وبارك شعبه الأبي وجعله مرابطا علي أرضه وعرضه متمسكا به الي يوم الدين وأعان مصر وجيشها أن يكون دوما حامي الحمى ولو كره الكارهون.