ضحايا الفيضانات بالسودان.. كارثة إنسانية وتضامن عربي
أعلن المجلس القومي للدفاع المدني في السودان، ارتفاع عدد ضحايا الفيضانات بالسودان إلى 105 أشخاص وإصابة 96 في أنحاء البلاد منذ بداية الخريف وحتى الجمعة.
ونقلت وكالة السودان للأنباء عن تقرير للمجلس عن زيادة عدد ضحايا الفيضانات بالسودان التي أدت إلى انهيار 34 ألفاً و328 منزلاً بشكل كلي، بينما انهار 46 ألفاً و428 منزلاً جزئياً، بالإضافة إلى تضرر 225 مرفقاً و108 من المتاجر والمخازن.
والعام الماضي أ كان ضحايا الفيضانات بالسودان مقتل 80 شخصًا على الأقل، ودفعت عشرات الآلاف على النزوح إلى مناطق أخرى، وفي 2020 أعلنت السلطات في البلاد حالة الطوارئ لمدة 3 أشهر بسبب الكوارث الطبيعية التي أدت إلى مقتل 100 شخص على الأقل وأغرقت 100 ألف منزل.
الدور الإماراتي
قامت فرق ميدانية تابعة لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي، بإنشاء 3 معسكرات إيواء جديدة في عدد من القرى السودانية المتضررة من ضحايا الفيضانات بالسودان والتابعة لمحلية وحدة غرب بربر بولاية نهر النيل.
وتم إنشاء معسكر إيواء في قرية الفحلاب يضم أكثر من 50 خيمة، ومعسكر آخر يضم 75 خيمة في قرية أبوخصوص، إضافة إلى معسكر في قرية المسيد التابعة لمحلية وحدة غرب بربر بولاية نهر النيل، ليصل إجمالي الخيام في ولاية غرب بربر إلى 200 خيمة، تضم أكثر من ألف شخص من الأسر من ضحايا الفيضانات بالسودان.
وقال محمد خميس الكعبي، رئيس وفد الهلال الإماراتي إلى السودان، إن الفرق الميدانية للهلال الأحمر الإماراتي تعمل بشكل مستمر بالتعاون مع الجهات السودانية المعنية للتخفيف من حدة آثار ضحايا الفيضانات بالسودان، وهي الكارثة التي يعيشها أبناء الشعب السوداني.
وأشار إلى أن الجهود الإنسانية مستمرة في ظل التقييم المتواصل للوضع الإنساني للوقوف على الاحتياجات الإنسانية الأساسية، ودعم المتضررين سواء بخيام الإيواء أو بالغذاء والدواء، حتى تنجلي هذه المحنة وتعود الحياة إلى طبيعتها.
ويواصل وفد الهلال الأحمر الإماراتي الموجود حاليا في السودان تقديم الدعم والمساندة للمتأثرين، والإشراف على برنامج الهيئة الإغاثي المستمر منذ عدة أيام، حيث تم توزيع كميات كبيرة من الاحتياجات الإنسانية التي جرى توفيرها من الأسواق المحلية السودانية.
كما وصلت إلى مطار الخرطوم بجمهورية السودان الشقيقة رابع طائرات الجسر الجوي الإغاثي الإماراتي تحمل على متنها 30 طنًا من مواد الإيواء والاحتياجات الإنسانية الأساسية للمتضررين من السيول والفيضانات في السودان.
وكان في استقبال طائرة المساعدات الإماراتية بمطار الخرطوم الدكتور أحمد علي قلم ممثلا عن وزارة التنمية الاجتماعية في جمهورية السودان وأعضاء سفارة دولة الإمارات في الخرطوم وفريق الهلال الأحمر الإماراتي.
تقديم العون ودعم الجهود السودانية
وتأتي هذه المساعدات في إطار تقديم مد يد العون ودعم الجهود السودانية وقدرات المؤسسات المعنية في احتواء التداعيات الإنسانية الناجمة عن السيول والفيضانات التي تعرضت لها مناطق واسعة في السودان الشقيق.
وقال حمد محمد حميد الجنيبي سفير دولة الإمارات لدى جمهورية السودان إنه تنفيذا لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة " تم إرسال الطائرة الرابعة ضمن الجسر الجوي الإماراتي الإغاثي الموجه للشعب السوادني الشقيق للتخفيف من معاناة المتضررين جراء السيول والفيضانات التي اجتاحت عددا من الولايات السودانية.
وأضاف :" تأتي هذه المساعدات الإنسانية في إطار العلاقات التاريخية التي تربط دولة الإمارات بجمهورية السودان الشقيقة، وتندرج كذلك في إطار سياسة دولة الإمارات ورسالتها الإنسانية الحضارية القائمة مساعدة المجتمعات المتضررة حول العالم عبر مشاريع إغاثية وإنسانية لدعم المجتمعات المحتاجة وتعزيز تنميتها".
ومن جهته قال محمد سالم الجنيبي رئيس وفد الهلال الأحمر:"إن فرق الهلال الأحمر الإماراتي تواصل جهودها الإنسانية والإغاثية للوقوف إلى جانب الشعب السوداني الشقيق في محنته والعمل على دعمه حتى يتخطى الظروف الصعبة الراهنة".
وأضاف:"تقف فرق الهلال الأحمر الإماراتي إلى جانب الشعب السوداني الشقيق وتواصل تقديم الدعم للمتضررين جراء السيول والفيضانات والوقوف على احتياجاتهم الأساسية وتقديم المعونات لهم ومساعدتهم على تجاوز هذه الأزمة".
ومن جانبه قال الدكتور قلم:"استقبلنا طائرة المساعدات الإماراتية الرابعة ضمن الجسر الجوي الإغاثي والتي تحمل على متنها 30 طنًا من مواد الإيواء والمساعدات المختلفة والتي سيتم توزيعها على المناطق المتضررة في السودان".
الدور القطري
كما وقف سفير دولة قطر بالسودان عبد الرحمن بن علي الكبيسي اليوم على حجم الأضرار جراء فيضان القاش بمناطق المحموداب وهمشكوريب الجديدة بولاية كسلا.
وبحث سفير دولة قطر بالسودان في اليوم الثاني لزيارته الميدانية المتواصلة للولاية مع الجهات ذات العلاقة، حجم الأضرار والمعالجات والتدخلات الضرورية لمساندة ومؤازرة المتأثرين.
وأشار سفير دولة قطر بالسودان إلى أن حرصه على تفقد المناطق المنكوبة ميدانيا وبكافة الوسائل المتاحة يأتي بهدف المسح الميداني لإيصال إحتياجات المتضررين الفعلية، للمسؤولين في دولة قطر.
ورافق سفير دولة قطر بالسودان في جولاته الميدانية اليوم الأمين العام لحكومة ولاية كسلا عادل علوب، وفرق قطر الخيرية والهلال الأحمر القطري.
جدير بالذكر، أن سفير دولة قطر بالسودان أشرف أمس على توزيع قافلة المساعدات القطرية بمناطق ريفي أروما وشمال الدلتا، وذلك وسط تقدير رسمي وشعبي كبير لدعم الأشقاء في دولة قطر.
الدور الكويتي
أعرب السودان عن تقديره للجهود الإنسانية التي تبذلها دولة الكويت عبر هيئاتها المختلفة لدعم ومساعدة المتضررين من كارثة الأمطار والسيول التي اجتاحت البلاد.
وأكد ممثل مفوضية العون الإنساني المشرفة على العمل الإنساني في السودان آدم إبراهيم في مؤتمر صحفي على أهمية جهود دولة الكويت في دعم متضرري الأمطار والسيول ببلاده والتي "لم تتأخر عن الاستجابة لأي نداء" مقدما شكره لها حكومة وشعبا على "دعمها الإنساني والتنموي".
ومن جانبه، قال سفير دولة الكويت في الخرطوم الدكتور فهد الظفيري إن دولة الكويت سارعت في العمل على مساعدة السودان على مواجهة آثار الأمطار والسيول مشددا على ضرورة المساهمة في اتخاذ تدابير مستقبلية لعدم تكرار ما حدث عبر دراسات علمية وهندسية.
وأضاف: "أن الأمطار والسيول تحولت إلى كارثة سنوية تواجه السودان وما يصرف على معالجة الكارثة أكبر من جهود الوقاية منها".
وأوضح السفير الظفيري أن الكويت باعتبارها مركزا للعمل الانساني وعبر هيئاتها ومنظماتها المختلفة سارعت لتقديم الدعم والمساندة للمتضررين في السودان سواء من خلال توفير الاعانات الغذائية والايوائية في المرحلة الأولى أو من خلال مواجهة الاوبئة ذات الصلة بكارثة الفيضانات.
وقال نائب رئيس مجلس الأدارة بجمعية الهلال الأحمر الكويتي أنور الحساوي إنه جرى التحرك ضمن مبادرة للاستجابة السريعة عبر توزيع مساعدات غذائية وإيوائية لنحو 1000 اسرة من المتضررين في ولايتي الجزيرة ونهر النيل.
وأشار إلى أن عملية الإغاثة بدأت من ولاية الجزيرة التي تعد من اكثر الولايات تضررا عبر توزيع مساعدات ايوائية وغذائية وصحية، مؤكدا أن المساعدات ستتواصل لتشمل مناطق أوسع وولايات أخرى خلال الأيام القادمة، أنهم لن يدخروا جهدا في تقديم يد العون والمساعدة.
وبدوره، قال المدير العام لمنظمة الرعاية الاجتماعية بالسودان عبدالسلام يونس إنهم ارسلوا قافلة لولاية نهر النيل قدمت مساعدات لنحو 1100 اسرة فيما سيتم ارسال قوافل مساعدات اخرى إلى عدد من الولايات المتضررة تستهدف نحو 2200 اسرة.
وأضاف مقرر لجنة الطوارئ بصندوق اعانة المرضى محمد هجو إنهم سيروا قافلتين الأولى لولاية نهر النيل والثانية لولايات الجزيرة وسنار والنيل الازرق مشيرا إلى أنهم قدموا سيعة الاف ناموسية مشبعة و300 سلة غذائية وأدوية ومستهلكات معملية لمتضرري ولاية الجزيرة.