مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

عام 1988..

مجزرة السجناء السياسيين.. ناجية تروي دور إبراهيم رئيسي في تعذيبها

نشر
الأمصار

ادلت فريده كودرزي، الناجية من مجزرة السجناء السياسيين عام 1988، بشهادتها حول تجربة اعتقالها ومشاهداتها خلال الفترة التي جرت فيها الاعتقالات لتقدم بذلك وثيقة حية حول ما جرى على ايدي الملالي، بحسب تقرير أعدته المقاومة الإيرانبة.

وأكد التقرير أنه عن ملابسات اعتقالها في مجزرة السجناء السياسيين عام 1988 قالت كودرزي: ” انا من أنصار مجاهدي خلق، اعتقلت بهذه التهمة عام 1983، مثل جميع السجناء السياسيين الآخرين، تم نقلي إلى غرفة التعذيب منذ الساعة الأولى لاعتقالي، وُضعت على سرير، وكان حوالي 5-6 حراس استجواب فوق رأسي، أحد الحراس يضرب يدي بكابل، والآخر يضربني ايضا، وإبراهيم رئيسي يقف في زاوية الغرفة، يراقب تعذيبي” مشيرة الى اعتقال اخيها برويز كودرزي يوم اعتقالها “أصيب في ذراعه وساقه، اعتقلته قوات الحرس، وعلى الرغم من إصاباته الناجمة عن إطلاق النار، نُقل إلى غرف التعذيب في اليوم التالي، تم جلده بشدة” وكان الجلد من أفظع طرق التعذيب في سجون النظام. 

جاء في شهادتها انه لدى اعتقالها، بقيت في الحبس الانفرادي حوالي سبعة أشهر، بعد حوالي أسبوعين من توقيفها، وُلد طفلها في وضع صعب للغاية، قامت بتربيته لمدة ستة أشهر ونصف في الحبس الانفرادي، الامر الذي وصفته بانه صعب للغاية قبل مجزرة السجناء السياسيين عام 1988. 

أوضحت: “كنت أسقي الطفل بعض الماء، اطعمه مكعبات السكر، اذكر أن قسم الحبس الانفرادي في السجن يضم حوالي ثلاثين زنزانة، كانت هذه الزنازين مخصصة للسجناء الذين تعرضوا للتعذيب في ذلك اليوم، حُكم على جميع هؤلاء السجناء بالتعذيب والسجن لفترات طويلة والإعدام بأوامر من إبراهيم رئيسي حين كان المدعي العام لهمدان بين اعوام 1981 و 1984” مشيرة الى انها كانت تسمع صرخات وأنين السجناء الذين يتم إحضارهم من غرفة التعذيب، وكثيراً ما كان هؤلاء السجناء يتعرضون للضرب في نفس زنزانات الحبس الانفرادي من قبل حراس الاستجواب. 

ذكرت انها كانت في سجن همدان من عام 1982 حتى 1988 وتم الإفراج عنها بعد المجزرة، شاهدت خلال هذه الفترة الكثير من جرائم إبراهيم رئيسي في ذلك السجن، لم تكن محاكمات نشطاء مجاهدي خلق تستغرق اكثر من 7-8 دقائق، و تم شنق العديد منهم بواسطة الرافعة الموجودة في ساحة السجن في مجزرة السجناء السياسيين عام 1988. 

واشارت في شهادتها الى تعذيب ابناء السجناء كوسيلة لتعذيب ابائهم “كان ذلك في منتصف الليل، دخل حوالي سبعة حراس قسم الحبس الانفرادي الخاص بي وبدأوا في تفتيش الزنازين، كنت أنا وابني البالغ من العمر 38 يومًا نائمين عندما دخل الحراس الى زنزانتي بصخب وعنف، أمسك أحد الحراس بابني، ورفعه حوالي 50-60 سم فوق الأرض وألقاه على الأرض بعنف، ثم راح يعبث بملابسه، بدأت بالصراخ والاحتجاج، واصلوا عبثهم رغم رعب الطفل وصراخه، وعند باب زنزانتي رايت إبراهيم رئيسي يرافقه المرجع الديني محمد سليمي يراقبان الحدث”. 

اضافت انه حُكم عليها بالإعدام مرتين عام 1983 في محكمة ترأسها إبراهيم رئيسي، تم استبدال الحكمين بعد زيارة وفد ارسله آية الله منتظري الى سجن همدان بالسجن لمدة 20 عامًا، في الوقت الذي كان اخاها برويز يقضي أيضًا عقوبة السجن في وقت مجزرة السجناء السياسيين عام 1988. 

 وافادت بانه قبل عامين من إنهاء الحرب العراقية ـ الإيرانية، تم نقل أخيها وأربعة آخرين من أنصار مجاهدي خلق وهم الشهداء هوشنك أحمدي ومحمود محمودي وأحمد نظيري إلى سجن مركز الشرطة، وذات مرة قال رئيس السجن لأخيها إنه لن يرى الحرية مرة أخرى، مما يدلل على وجود خطة لم يتم الكشف عنها. 

واضافت  عن مجزرة السجناء السياسيين عام 1988 انه في تموز 1988 قُطعت زيارات السجون، تمت إزالة الراديو والتلفزيون من السجن، لم يُسمح لأي شخص بأخذ استراحة في الهواء الطلق، تم إغلاق الجناح “كنا ثماني سجينات فقط في جناح النساء في ذلك الوقت، ولكن كان هناك العديد من السجناء الرجال، وتم إيفاد لجنة من سجن إيفين إلى سجن همدان” بدأت التحقيقات في الاول من آب لتستمر قرابة أسبوعين، وعمليات الإعدام بعد ايام، حيث تم شنق الشهداء الأوائل “بمن فيهم أخي برويز كودرزي ومعصومة ميرزائي وزهرة شريفي وأرجنك رامغي في 4 آب”  واستغرقت عمليات الإعدام نحو الأسبوع.  

واوضحت ان الذين أعدموا خلال هذه الفترة في سجن همدان كانوا جميعًا من أنصار منظمة مجاهدي خلق، اعتقلوا بين 1981 و 1982 وعليهم أحكام بالسجن، انهى البعض منهم مدة الحكم ولم يُطلق سراحه. 

وافادت في شهادتها بانه كان الباقي من الاحكام الصادرة بحق العديد من أعضاء منظمة مجاهدي خلق، بمن فيهم مسعود أصغري، من أليكودرز، وناصر ربيعي، من بروجرد، ما يقرب شهر واحد، لكن لم يتم الافراج عنهم، مشددة على أن ابراهيم رئيسي كان المدعي العام في قضايا جميع السجناء الذين جرت محاكمتهم بين 1981 – 1984 وتم إعدامهم في آب 1988. 

جاء في الشهادة “على حد علمي، تم إعدام حوالي 50 شخصا من أنصار منظمة مجاهدي خلق في ذلك الوقت، وكنت الوحيدة التي نجت من حكم الإعدام” وبعد المجزرة  لم يُسمح للسجناء بزيارات عائلية لمدة ثلاثة اشهر، ثم تم استدعاء الاهالي وأعطائهم ملابس ومتعلقات ابنائهم، و”في وقت لاحق، علمنا  أنه تم خلال تلك الليالي القليلة نقل السجناء إلى باغ بهشت، موقع مقبرة همدان، في منتصف الليل، وأطلاق النار عليهم، ثم طلبوا من موظفي المقبرة المساعدة وأمروهم بالتكتم على عمليات القتل. 

وذكرت انها نقلت  إلى الحبس الانفرادي لقوات الحرس في 7 آب، جميع السجناء السابقين نُقلوا من ذلك السجن إلى جناح الحرس في همدان، بين الساعة الثامنة والتاسعة ليلاً، تم إخراج السجناء من زنازينهم، عُصبت أعينهم وأُجبروا على الجلوس في الممر، كل سجين كان يراقب ويحرسه حارس، ساد الصمت، لم يُسمح لأحد بالتحدث أو قول أي شيء، استمر ذلك لمدة أسبوع تقريبًا كل ليلة.”شعرت أن هناك عددًا أقل من السجناء في الممر واعتقد انه في نهاية الأسبوع لم يبق سوى 7 أو 8 سجناء” كان فتح وإغلاق أبواب الزنازين قليلًا جدًا. ربما كان هناك 2-3 سجناء فقط في العنبر، ومن خلال عدد السجناء الجدد في العنبر يمكنك معرفة أن هؤلاء تم إحضارهم من سجون أخرى. 

وافادت في شهادتها باعتقال عدد آخر “أتذكر أصواتهم، كان هناك العديد من الرجال في الخدمة العسكرية الإلزامية، يصرخون ويقولون ماذا فعلنا ” ما اكتشفته لاحقًا أن هؤلاء كانوا في ساحة المعركة أو الأشخاص الذين دعموا منظمة مجاهدي خلق، كان النظام يفكر في شيء واحد، المزيد من الاعتقالات والإعدامات.

واشارت الى وفاة العديد من آباء الذين تم اعدامهم بسكتات دماغية بعد معرفتهم بالاعدامات، وكان هناك العديد من الآباء والأمهات الذين عانوا من اضطرابات نفسية بعد فترة، من بينهم والدة هادي هاديان من مدينة نهاوند. 

وانهت شهادتها بالقول ان “ما يجب قوله انني لن أسامح ولن أنسى هذه الجريمة” داعية  الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى الاعتراف بالمجزرة كجريمة ضد الإنسانية وتقديم مرتكبيها إلى العدالة.